- نقل المتظاهرين مجانا وتوزيع للكسكسي عجّت أكبر شوارع العاصمة، أمس، بالمتظاهرين ضد تأجيل الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في السادس عشر أفريل المقبل مطالبين برحيل النظام الحالي وبإصلاحات جذرية «تمس جميع الميادين، رافعين لافتات « لا للتأجيل ونعم للتغيير». وانطلقت مسيرات، أمس، الجمعة في رابع جمعة على التوالي امتدادا لمسيرات جمعة ال 22 فيفري الماضي، فبعد المطالبة بعدم الترشح، أصبح مطلب المتظاهرين بالعدول عن الترشح وسحب ملف ترشح الرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة، لينتقل الرفض لقرارات الرئيس المتمثلة في تأجيل الانتخابات والذهاب نحو ندوة وطنية جامعة، حيث اعتبر المتظاهرون مثل هاته القرارات بمثابة تمديد للعهدة الرابعة، مؤكدين في الشعارات التي تم حملها أمس، عدم دستورية قرار تمديد العهدة مطالبين بالتغيير المباشر، في لافتات عبّرت صراحة عن آمال الشباب والنساء وكل الجزائريين برحيل النظام الحالي. وأبدى، المتظاهرون، في اللحظات الأولى من انطلاقة المسيرة الشعبية المناهضة لقرار تمديد العهدة الرابعة، وتأجيل الانتخابات الرئاسية الكثير من السلوكيات الحضارية التي عكست أخلاقا عالية، وذلك في مختلف ربوع الوطن. وتطوع بعض المواطنون في العديد من شوارع العاصمة لتنظيم حركة المرور، من خلال توجيه حركة الحشود الكثيفة والسماح للسيارات بالمرور وسطها، وتنظيف الشوارع، كما لم تشهد المسيرة احتكاكا مع عناصر الأمن، وقوات مكافحة الشغب الذين اكتفوا في الكثير من المواطن بتوجيه حركة المواطنين، إذ استقبل المحتجون كالعادة في ساحة البريد المركزي، عناصر الأمن بهتافات «الجيش الشعب، خاوة خاوة»، وهو الشعار السلمي الذي يكشف مدى قوة حب المواطنين للجيش الوطني والشرطة، العلاقة الطيبة التي تجمعهما. عائلات بأكملها في الحراك وقد تطوع بعض أصحاب حافلات النقل الجماعي، لنقل المسافرين مجانا في العاصمة، وذلك لتسهيل حركية التنقل على المواطنين في أنحاء العاصمة، وهو سلوك تضامني قلما تشهده المسيرات في شتى أنحاء العالم. سلوك تضامني آخر، عرفته مسيرات الأمس، حيث أقدمت بعض العائلات على تحضير الكسكسي وتوزيعه على جموع المتظاهرين، فيما أقدم آخرون على توزيع التمر وقارورات الماء. ولم تختلف انطلاقة مسيرات، الأمس، عن سابقاتها فيما يخص مشاركة العنصر النسوي والأطفال والعائلات والشيوخ والعجائز، وهي المشاركة التي تميزت بكثافتها. كما شاركت، العديد من الشخصيات السياسية، وقادة الأحزاب والفنانين والشخصيات الوطنية في الاحتجاجات الشعبية السلمية، وقد عرفت المسيرات مشاركة، رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، ورئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، وهما السياسيين الذين عرفا بمشاركتهما في المسيرتين السابقتين. وفي صف الفنانين شارك في الوقفات الاحتجاجية نجم الكوميديا، صالح أوقروت، وفي صف الشخصيات الوطنية، برزت شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي في الصفوف الأولى للمسيرات. كما تمّ منع العديد من المتظاهرين من الوصول إلى مقر الرئاسة بالمرادية، والذين جابوا شوارع العاصمة مرورا من البريد المركزي، شارع حسيبة بن بوعلي، ساحة أول ماي، كلّهم تجمّعوا بأكبر الشوارع وحاولوا السير نحو المرادية، ولكن تم إيقافهم عند مدرسة الفنون الجميلة. هذه رابع جمعة على التوالي التي يخرج فيها المواطنون في العاصمة ومختلف ربوع الوطن للمطالبة بالتغيير والإصلاحات وكذا رفضا لقرارات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من قرارات سياسية يمكن أن تكون للصالح العام، خاصة وأن الوزير الأوّل، نور الدين بدوي، كان قد تعهّد، أوّل أمس، في أوّل خرجة إعلامية له بالعمل من أجل التغيير وفتح باب الحوار أمام المتظاهرين للاستماع إلى أصواتهم والعمل على تجسيد مطالبهم.