رئيسة الوزراء تكشف: القاتل أبلغنا قبل التنفيذ ! نيوزيلندا ما زالت تحت الصدمة *انتقادات لازدواجية الإعلام الغربي قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن -أمس الأحد- إن مكتبها تلقّى الجمعة بيانا من المسلح الذي قتل خمسين شخصا في مسجدين بمدينة كرايست تشيرتش قبل دقائق من وقوع الاعتداء. ق.د/وكالات أوضحت أردرن في مؤتمر صحفي كنتُ واحدة من أكثر من ثلاثين متلقّيا للبيان الذي أُرسل قبل تسع دقائق من حصول الاعتداء . وأشارت إلى أن البيان لم يتضمن أي موقع أو تفاصيل محددة مضيفة أنه تم إرساله إلى أجهزة الأمن خلال دقيقتين من استلامه. وأكدت أن السلامة العامة أولوية للشرطة في كل أنحاء البلاد وأن الشرطة ستكون موجودة خارج المساجد لحراستها وتأمين مرتاديها. وقالت إن بلادها تتلقى الدعم من أستراليا للتعرف على هويات الضحايا وأن حكومتها تعمل مع أسر ضحايا هجوم المسجدين بمدينة كرايتس تشيرتش لمساعدتهم ودعمهم حيث أكدت أن مركز إدارة الأزمات في البلاد سيكون موجودا في المدينة وسيتم تسليم جثامين الضحايا إلى ذويهم ابتداء من مساء اليوم. وبخصوص منفذ مذبحة المسجدين الجمعة قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية إن محاكمته ستكون في بلادها لأن الجريمة وقعت على أرضها مضيفة أن قوانين حمل السلاح في البلاد سيتم تغييرها وألا شيء يمنع حكومتها من ذلك. وقد زارت جاسيندا أردرن مسجد كيل برني في العاصمة ولنغتون وعبرت مجددا عن تعاطفها مع مسلمي بلادها الذين قتل منهم خمسون بالرصاص في مسجدين خلال صلاة الجمعة. ووضعت رئيسة الحكومة أكاليل من الزهور قرب المسجد وانضم إليها كثير من النيوزيلنديين الذين عبروا من جديد عن كثير من التعاطف مع عائلات الضحايا والمصابين وإدانة ما أقدم عليه الإرهابي الأسترالي. ارتفاع عدد الضحايا وقال مفوض الشرطة في نيوزيلندا مايك بوش -أمس الأحد- إن عدد قتلى الهجوم على المسجدين ارتفع إلى خمسين قتيلا بعد عثور المحققين على جثة أخرى في أحد المسجدين. وأضاف في مؤتمر صحفي في ولنغتون أن جثث ضحايا الهجوم لم تسلم إلى أسرهم بعد لأن التحقيقات لا تزال مستمرة لكن الشرطة تبذل قصارى جهدها من أجل ذلك. ووجهت السلطات تهمة القتل أمس إلى الأسترالي برينتون هاريسون تارانت (28 عاما) وقد مثل أمس أمام المحكمة الجزئية في كرايست تشيرتش مكبل اليدين ومرتديا ملابس السجن البيضاء وتم حبسه على ذمة القضية ومن المقرر أن يمثل ثانية أمام المحكمة في الخامس من افريل القادم وتوقعت الشرطة توجيه اتهامات أخرى له. ووصفت رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن الهجوم بالإرهابي وبأنه أسوأ حادث قتل جماعي في نيوزيلندا ورفعت السلطات مستوى الخطر الأمني إلى أعلى درجة. وقال بوش بكل الحزن أقول إن عدد الأشخاص الذين ماتوا في هذا الحادث ارتفع الآن إلى خمسين وأضاف حتى ليلة أمس تمكنا من نقل جميع الضحايا من الموقعين وأثناء قيامنا بذلك تمكنا من العثور على ضحية أخرى . وعُثر على الضحية الجديدة في مسجد النور حيث قُتل أكثر من أربعين في هجوم يوم الجمعة الماضي بعدما دخل المسلح وأطلق النار عشوائيا على المصلين من بندقية نصف آلية قبل أن يذهب إلى مسجد آخر. _طرد مشبوهس في المطار أعلنت السلطات النيوزيلندية أمس الأحد أنها أقفلت مطار دنيدن بعد العثور على طرد مشبوه وذلك بعد يومين على المجزرة التي وقعت في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش. وقالت الشرطة في بيان _إن مطار دنيدن مقفل في الوقت الحاضرس مضيفة _عناصر الشرطة باتوا في المكان ويعمل فريق متخصص على تحديد طبيعة الطردس. وقال موظف في شركة _أير نيوزيلندس موجود في المكان لوكالة فرانس برس أنه لم يتم إخلاء المطار. وأفاد أن عددا قليلا من الرحلات تأثر بهذا الإغلاق الذي حصل مساء الاحد. وحسب موقع مراقبة حركة الطيران _فلايت اويرس فإن الرحلة 691 التابعة لشركة _اير نيوزيلندس القادمة من ويلينغتون حلقت مرارا فوق مطار دنيدن لنحو ساعة قبل أن تعود أدراجها إلى العاصمة النيوزيلندية. اعتداء على مصلين قرب مسجد في لندن في غضون ذلك كشف مقطع مصور تعرض مسلمين لاعتداء عنصري الجمعة قرب أحد مساجد العاصمة لندن. وسجّل المقطع أحد الشهود بحسب الصحيفة ويظهر إطلاق 3 أشخاص عبارات معادية للمسلمين من سيارة يستقلونها أثناء مرورهم من أمام المسجد. وتعقب المتواجدون في المكان السيارة ليخرج الثلاثة منها ويعتدوا بالضرب على أحد المسلمين مستخدمين سلاحا أبيض يعتقد أنه مطرقة. ونشب شجار بين المجموعتين إلا أن المُهاجمين تمكنوا من الفرار قبل أن تحضر الشرطة. وأوضحت الصحيفة أن الحادث وقع بعد ساعات قليلة على المجزرة التي استهدفت مصلين بمسجدين في نيوزيلندا وخلفت عشرات القتلى والجرحى من المسلمين. ونقلت عن الشرطة البريطانية أن الضحيّة يبلغ من العمر 27 عامًا وأصيب بجروح متوسطة في الرأس. وأكدت السلطات أن _التحقيقات جارية لتتبع السيارة والمشتبه بهم وُصِفوا بأنهم رجال بيض ويُعتقد أنهم في العشرينات من العمرس. يشار أن الشرطة البريطانية كثّفت دورياتها حول المساجد الجمعة بعد هجوم نيوزيلندا. وينتظر أن يجري وزير الداخلية البريطاني ساجيد جاويد محادثات مع مسؤولي مكافحة الإرهاب والأمن لبحث اتخاذ تدابير إضافية لحماية المساجد. انتقادات لازدواجية الإعلام الغربي وفي السياق أثار امتناع العديد من وسائل الإعلام الغربية -خصوصا في بريطانياوفرنسا- عن وصف مجزرة نيوزيلندا بالعمل الإرهابي غضب العديد من السياسيين والنشطاء وعدّوا ذلك مثالا للعنصرية المؤسسية في الغرب. وقد تجنبت كل من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة ديلي ميرور في بريطانيا فضلا عن صحيفتي لوفيغارو ولو باريزيان وإذاعة فرانس إنفو في فرنسا وصف العمل الوحشي بالإرهاب مما أثار انتقادات واسعة. وأعربت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية شيرين مزاري عن استيائها وقالت عبر تويتر أتابع حاليا قناة بي بي سي وأنا مصدومة من عدم وصف مراسلها في نيوزيلندا الهجوم الإرهابي وأضافت بدلا من ذلك يصفون الهجوم الإرهابي بالقتل الجماعي! شيء مقزز . وفي تغريدة على تويتر أيضا قال سفير إيران لدى المملكة المتحدة حميد بعيدي نجاد بالنسبة لإدارة بي بي سي فإن عملية طعن في لندن تعد عملا إرهابيا بينما تعتبر مجزرة في نيوزيلندا هجوما وحسب . ووفق تقرير لوكالة الأناضول للأنباء فقد ذهبت ديلي ميرور أبعد من ذلك من خلال الثناء على الإرهابي منفذ المجزرة برينتون تارنت عبر إبراز تصريحات لأصدقائه قالوا فيها إنه كان مدربا لطيفا يقدم برامج رياضية مجانية للأطفال . وتعليقا على الخبر قال أحد نشطاء تويتر -ويدعى مات وين- إن الصحيفة ذاتها وصفت منفذ هجوم في الولاياتالمتحدة بالداعشي المجنون. وبدوره قال الناشط آدم ولكر -عبر تويتر- إن ديلي ميرور ابتعدت عن القيم الأخلاقية الصحفية واصفا الصحافة الغربية بأنها مثال للعنصرية المؤسسية . وتكرر المشهد ذاته مع صحيفتي لوفيغارو ولو باريزيان وإذاعة فرانس إنفو الفرنسية التي امتنعت عن وصف المجزرة -التي راح ضحيتها الجمعة خمسين شخصا- بالعمل الإرهابي مع حرصها على تكرار وصف هجوم باريس في 13 نوفمبر 2015 بالعمل الإرهابي.