خبراء الصحة النفسية يدقون ناقوس الخطر الإدمان الرقمي يفتك بعقول الشباب حذّر خبراء في مجال الصحة النفسية والسلوكية من مخاطر الإدمان الرقمي لاسيما على النشء والشباب.. داعين إلى تضافر جهود الأسرة والمؤسسات المجتمعية المعنية لنشر التوعية واقتراح المعالجات لدرء تلك المخاطر التي تعاني منها الأسر والمجتمعات في الوقت الراهن. نسيمة خباجة /ق.م يلاحظ الكل الظواهر والعادات التي غزت المجتمعات المعاصرة بفعل العالم الرقمي والإفراط الكبير في التعلق بأجهزة الاتصال الحديثة التي نقلت الأسر إلى العيش في عالم افتراضي وهمي بعيدا عن الواقع تماما. اذ لابد من بذل المزيد من الجهود واهتمام الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية ووسائل الإعلام في مواجهة هذه الظاهرة ومحاولة نشر الوعي بالمخاطر الاجتماعية والنفسية المترتبة على الاستخدام المفرط والسيئ لبعض الأجهزة الرقمية الحديثة مثل الهواتف والأجهزة اللوحية الشخصية. ويرى المختصون في الصحة السلوكية إن ظاهرة الإدمان الرقمي من الظواهر الخطيرة في عالم اليوم التي أصبحت فيه الأجهزة الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة البشر. إجهاد عصبي وبدني فهذه الوسائل المعاصرة تترك الكثير من الآثار السلبية على حياة الأفراد والأسر والمجتمعات بحيث يتسبب الإفراط في استخدم الأجهزة الإلكترونية في انخفاض التركيز ومستوى الأداء في الدراسة والعمل فضلا عن الصراعات في العلاقات مع الآخرين والعزلة الاجتماعية والإجهاد العصبي والبدني . اذ لابد مواجهة هذه الظاهرة والحد من تأثيراتها السلبية من خلال برامج التوعية لدى الشباب والنشء بطرق الاستخدام المثلى للتكنولوجيا وتقنين استخدامها بحيث ظهرت ونتيجة للافراط في استعمال وسائل الرقمنة مراكز دعم تقدم برامج علاجية متخصصة للإدمان الرقمي باعتباره من القضايا السلوكية التي باتت تعني بها العديد من المراكز . عزلة وتصدّع أسري كما يحذر المختصون في علم النفس الاجتماعي من خطر الاغتراب الاجتماعي الذي يسببه العالم الرقمي وأجهزة الاتصال الحديثة فالاغتراب الاجتماعي يشكل خطرا عميقا على الفرد والأسرة ويزعزع الحالة الاجتماعية ويهدد المنظومة القيمية الذاتية والوطنية . الإدمان الرقمي يؤدي بالفرد إلى الانسحاب من العالم المحيط به مثل الأسرة والأصدقاء ويتصل فقط بعالمه الافتراضي مما يؤدي في النهاية إلى حالة من الانطواء والخجل والاضطراب النفسي والعصيان وقد يقود إلى التصدع الأسري. ولعل أن المعدلات العالية في استخدام الهواتف المحمولة وقضاء الفرد ساعات طويلة في العالم الرقمي لا سيما الشباب والأطفال اكبر دليل على الاثار السلبية لوسائل التكنولوجيا التي تحولت الى نقمة وتفوقت سلبياتها على إيجابياتها في الوقت الحالي نتيجة الاستعمال اللاعقلاني والسيء لتلك الوسائل الحديثة بحيث تهدمت منفعتها وكثرت مضارها بفعل الفاعلين. عواقب وخيمة يحذر المختصون في علم النفس من العواقب الوخيمة للاستخدام غير الواعي للإنترنت مثل التنمر السيبراني والعواقب النفسية والقانونية التي قد تترتب على الاستخدام غير المنضبط إلى جانب إمكانية التعرض إلى محتوى غير لائق واستغلال المعلومات الشخصية وتهديد سلامة الأطفال خاصة واننا وقفنا على تجارب كان فيها الأطفال عرضة للمساومات وكل أشكال التهديد والابتزاز ناهيك عن حوادث الانتحار المسجلة بين الأطفال والتي تقود اليها ألعابا الكترونية قاتلة جعلت من الأطفال أداة لتحقيق مآرب خطيرة. فالإدمان الرقمي وغزو عالم الإنترنت ينعكس سلبا على الصحة الاجتماعية والنفسية لاسيما على الأطفال الذي يواجهون مخاطر حقيقية بسبب الأجهزة الرقمية لاسيما في ظل غياب الأسرة وغفلتها وعدم القيام بدورها الرئيسي في الرقابة فالإدمان الرقمي يترك أثرا سلبيا على الطفل والمراهق مثل الشعور الدائم بالكسل والخمول والعزلة الاجتماعية واضطراب النوم والإعياء والعصبية والنسيان والميل إلى العنف والعدوان كذلك ويوصي المختصون بضرورة الرقابة الصارمة على الأبناء خلال استخدامهم للأجهزة اللوحية والألعاب الإلكترونية وضبط هذا الاستخدام إلى جانب استخدام الحماية التقنية المتوفرة في بعض الأجهزة وفي بعض المواقع الإلكترونية.