وسط احتدام معارك طرابلس دعوة أممية لهدنة إنسانية بليبيا مرت عشرة أيام كاملة منذ بداية الهجوم الذي تشنه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس ودعت الأممالمتحدة إلى وقف إطلاق النار في ليبيا للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتمكين السكان المدنيين من مغادرة مناطق القتال. ق.د/وكالات نفذت قوات حفتر غارات جوية على مواقع عدة من بينها مطار معيتيقة في حين قصف سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق قاعدة الوطية (غربي ليبيا) التي تسيطر عليها قوات حفتر. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن هناك زيادة في وتيرة الأعمال القتالية خاصة القصف المدفعي وإن هذا التصعيد يحول دون مغادرة السكان المدنيين مناطق القتال. وأضاف دوجاريك ما زلنا موجودين على الأرض ونتواصل مع الأطراف ونناشدها أن توافق على الأقل على هدنة مؤقتة تسمح للسكان بالمغادرة بسلام . وجدد دوجاريك الدعوة لجميع الدول المؤثرة للعمل من أجل دفع الأطراف الليبية كي توافق على هدنة إنسانية. وأظهرت أحدث بيانات للأمم المتحدة أن المعارك الدائرة منذ أسبوع أسفرت عن مقتل 75 شخصا -بينهم 17 مدنيا- وإصابة 323 شخصا ونزوح نحو 9500 شخص عن ديارهم. وقال مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن نحو 1500 لاجئ ومهاجر محاصرون في مراكز احتجاز بسبب الصراع الليبي وإن المخاطر التي تهدد حياتهم تزداد ساعة بعد ساعة داعيا إلى إجلائهم على وجه السرعة. الوضع الميداني في غضون ذلك قالت قوات عملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا أمس إنها تمكنت من إجبار قوات حفتر على التراجع من نقاط ومواقع عدة في محاور وادي الربيع وعين زارة جنوبي العاصمة طرابلس. وأوضحت أن طائرة تابعة لقوات حفتر شنت غارات جوية على مواقع قوات بركان الغضب في وادي الربيع لتغطية انسحاب قوات حفتر من هذا المحور مما أدى إلى مقتل جنديين من قوات الوفاق وإصابة آخر. في الوقت نفسه أفادت وكالة رويترز للأنباء بأن طائرة تابعة لقوات حفتر هاجمت مطار معيتيقة وهو المطار الوحيد العامل بشكل جزئي في طرابلس. وأضافت الوكالة أن المدافع المضادة للطائرات تصدت للهجوم. من ناحية أخرى أعلن سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق التي تسيطر على طرابلس شن غارة على قاعدة الوطية (نحو 130 كلم جنوب غرب طرابلس) وهي القاعدة الجوية الوحيدة التي يسيطر عليها حفتر في الغرب الليبي. من جهتها أعلنت قوات حفتر مواصلة تقدمها نحو طرابلس تحت غطاء جوي وقال أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر إن هناك إصرارا لدى هذه القوات على دخول العاصمة طرابلس. مظاهرات ميدانية وقد شهدت العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة مظاهرات حاشدة مناهضة للعملية العسكرية التي أطلقها اللواء المتقاعد خليفة حفتر وترفع هذه المظاهرات شعارات ضد الهجوم على طرابلس وتبعاته الإنسانية والميدانية والسياسية. وتوافد عشرات المتظاهرين إلى ميدان الشهداء وسط العاصمة أمس تنديدا بالهجوم عليها من قبل قوات حفتر. وأيد المتظاهرون قوات عملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق الوطني التي تخوض حربا للتصدي لقوات اللواء المتقاعد على طرابلس ومحيطها. وجاءت المظاهرة بدعوة من مؤسسات المجتمع المدني تنديدا بهجوم قوات حفتر ورفضا لإدخال العاصمة في حرب. وفي 4 افريل الجاري أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس في خطوة أثارت استنكارا دوليا واسعا. وجاءت الخطوة قبيل انعقاد مؤتمر للحوار كان مقررا الأحد والثلاثاء المقبلين وذلك ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط قبل أن يتم تأجيله لأجل غير مسمى. خبير بالمجلس الأوروبي: الفوضى بليبيا يمكن أن تزيد قوة داعش في الأثناء قال طارق مجريسي الخبير السياسي في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن بيئة الفوضى التي تعيشها ليبيا يمكن أن تزيد من قوة تنظيم داعش الإرهابي. جاء ذلك في كلمة له أمس السبت خلال جلسة عقدت في إطار ندوة روز _ روث ال99 للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي ناتو والاجتماع المشترك لمجموعة البحر المتوسط والشرق الأوسط في مدينة إنطاليا جنوبيتركيا. وتطرق مجريسي إلى الهجوم على مناطق غربي ليبيا من قبل اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود الجيش بالشرق مضيفا: هذه أكبر تعبئة للمقاتلين والجهات الفاعلة الليبية منذ عام 2011 . وعزا الهجوم إلى سببين هما: اعتقاد حفتر بأنه سيقضي على التهديدات الموجهة إليه وسياسات الدول الأخرى التي تحمي الديكتاتوريات . وأضاف: ليبيا بلد كبير ويمكن لداعش أن يكتسب القوة من بيئة الحرب والفوضى التي تسودها وهذا من الممكن أن يؤدي إلى موجة هجرة جديدة مثل التي تشهدها أوروبا في يومنا هذا . وفي 4 افريل الجاري أطلق اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود الجيش في الشرق عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس في خطوة أثارت استنكارا دوليا واسعا. وجاءت الخطوة قبيل انعقاد مؤتمر للحوار كان مقررا الأحد والثلاثاء المقبلين ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط قبل أن يتم تأجيله لأجل غير مسمى.