أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن روسيا تستخدم كل الإمكانيات المتاحة لحث جميع الأطراف في ليبيا على الامتناع عن التصرفات التي من شأنها أن تؤدي إلى إراقة الدماء. وقال بيسكوف، في تصريح صحفي، أمس، إن موسكو مستعدة للوساطة من أجل التسوية في ليبيا، مضيفا أن الجانب الروسي يستخدم كل الإمكانيات المتاحة له لحث جميع الأطراف على التخلي عن أي أعمال قد تثير معارك دامية وتؤدي إلى مقتل مدنيين. وفي الوقت الذي يشهد فيه محيط طرابلس معارك عنيفة بين قوات المشير خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني التي أعلنت إطلاق هجوم مضاد سمته بركان الغضب ، دعت مختلف العواصم الغربية أطراف النزاع إلى وقف القتال والعودة إلى الحوار. تضارب الأنباء حول الجهة المسيطرة أعلنت قوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إعادة سيطرتها على مطار طرابلس الدولي، وأسر 4 عناصر من قوات الجيش الوطني الليبي اتابع للمشير خليفة حفتر، في حين أكدت مصادر أخرى تواصل الاشتباكات في محيط المطار وبالقرب من مدينة العزيزية، وسط تضارب الأنباء حول الجهة المسيطرة على مطار طرابلس الدولي، ومدينة العزيزية الاستراتيجية جنوب العاصمة طرابلس. هذا ونفت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا ضمنيا نبأ تردد عن مغادرتها العاصمة طرابلس عن طريق البر نحو تونس، وشددت على أن البعثة الدولية تواصل عملها في هذه المرحلة الصعبة والحرجة. وفي سياق متصل، دعت ماريا ريبيرو، المنسق الإنساني للأمم المتحدة في ليبيا، الأطراف المتنازعة إلى تنفيذ هدنة إنسانية مؤقتة والالتزام بها من أجل إجلاء المصابين والمدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات الدائرة حول العاصمة الليبية طرابلس. وكانت الأممالمتحدة قد دعت إلى فرض هدنة لمدة ساعتين من الساعة الرابعة إلى الساعة 6 مساء في منطقة وادي الربيع والكايخ وقصر بن غشير والعزيزية، إلا أن أحدا لم يلتزم بها ولم يتم إجراء أي عمليات إجلاء. يأتي ذلك مع استئناف الاشتباكات صباح الامس بالقرب من مطار طرابلس الدولي الواقع في منطقة قصر بن غشير إلى الجنوب من المدينة. وذكرت مواقع إخبارية محلية، أن اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة تجددت في ضواحي العاصمة الليبية الجنوبية بين وحدات تابعة للجيش الوطني، وقوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني. وفي هذا السياق، نشر أحد المواقع المحلية مقطع فيديو من منطقة قصر بن غشير تسمع فيه أصوات طلقات بمختلف أنواع الأسلحة، كما نُشر مقطع آخر لاشتباك عنيف بين الطرفين في محور عين زارة. غارة جوية تستهدف مطار معيتيقة بطرابلس وأكدت إدارة مطار معيتيقة، وهو الوحيد العامل في العاصمة الليبية طرابلس، تعرضه امس لغارة جوية من قبل طائرة حربية لم تحدد هويتها. ونشرت إدارة المطار على حسابها في موقع فيسبوك تدوينة مقتضبة جاء فيها: منذ قليل قصف مطار معيتيقة الدولي من قبل طائرة حربية . كما نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان، أن طائرة حربية شنت غارة جوية على مطار معيتيقة الواقع بمحيط طرابلس الشرقي، دون ذكر أي معلومات حول الأضرار جراء الغارة أو الطرف الذي نفذها، بينما تحدثت مصادر من داخل المطار لموقع بوابة الوسط الليبي أن الهجوم نفذته طائرتان وهو لم يسفر عن أضرار. وأفادت رويترز وتقارير إعلامية محلية بإيقاف جميع الرحلات من وإلى مطار معيتيقة، بالتزامن مع إخلاء صالات الركاب بعد تعرضه للقصف. وذكرت بعض وسائل الإعلام الليبية، أن الهجوم نفذ على يد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير، خليفة حفتر، مشيرة إلى أن المضادات الأرضية التابعة للقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني تصدت للطيران الذي شن الغارة. وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة فيديو وصورا، قيل إنها توثق لحظة تعرض المطار للغارة الجوية. ومنذ الخميس الماضي، يشهد محيط طرابلس اشتباكات عنيفة على خلفية إطلاق قوات الجيش الوطني الليبي عملية للسيطرة على العاصمة، التي تتخذها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا مقرا. وتقول قوات حفتر، إن الهجوم يهدف لتحرير المدينة من الإرهابيين ، في إشارة إلى الجماعات المسلحة العديدة الناشطة هناك. واول أمس، أعلن طرفا النزاع عن لجوئهما إلى استخدام الطيران الحربي في المعركة على العاصمة الليبية. نائب السراج يدعم حفتر قدم علي القطراني، نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، امس، استقالته من المجلس بسبب انفراد فايز السراج رئيس المجلس بالقرارات، معلنا دعمه للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر. وقال القطراني، في بيان، إن سلوك السراج الذي تحركه المليشيات لن يقود ليبيا إلا إلى مزيد من المعاناة والانشقاق. ووصف القطراني المجلس الرئاسي ب ضعف الإرادة وتدني مستوى الأداء ، محملا إياه المسؤولية عن حالة الانهيار في كافة قطاعات الدولة وتفاقم معاناة المواطن. وثمن القطراني تقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس، لتخليصها من سيطرة التنظيمات الإرهابية والمليشيات الإجرامية المسلحة، مؤكدا أن السراج خرق الاتفاق السياسي الليبي بانفراده بممارسة اختصاصات المجلس بتحريض من هذه المليشيات. وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها القطراني انسحابه من المجلس الرئاسي، إذ سبق أن أعلن ذلك عدة مرات، أولها في العام 2016.