تجعلهم عرضة للخطر والتهديد مواقع التواصل الاجتماعي تعرّي خصوصيات الأطفال * سلوك خاطىء تنتهجه بعض الأمهات أصبحت المخاطر تلحق الأطفال من كل جانب ويكون المتسبب فيها أحيانا أمهاتهم بعد نشر أدق تفاصيلهم على مواقع التواصل الاجتماعي على رأسها الفايسبوك بحيث أصبحنا نلاحظ حسابات بأسماء الرضع والقصر وعلى الرغم من أنها طريقة للتعبير عن الحب للطفل أو أن هناك من يقوم بالتشهير لأجل التباهي والتفاخر إلا أن تلك السلوكات قد تعرض الأطفال الصغار الى مختلف الأخطار على غرار التهديد والابتزاز بعد الكشف عن هوياتهم وأدق تفاصيلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فالحذر هو مطلوب جدا في هذا المقام ومن الواجب الاستعمال العقلاني لوسائل التكنولوجيا. نسيمة خباجة لا نقاش حول الدعم والنصح الذي تقدّمه المنتديات الإلكترونية للأمهات لاسيما الجديدات منهنّ ولا خلاف حول الدور الذي يمكن أن يلعبه موقعا تويتر وفيس بوك في تسهيل حياة هؤلاء المهم ألا تتحوّل التغريدات والصور والتعليقات وتحديثات الوضع والمزاج والفيديوهات المنشورة على يوتيوب إلى خصوصية مفضوحة تتجاوز كل الحدود والاعتبارات إلا أنه الواقع الذي بتنا نقف عليه وتجاوزت نتائجه كل الحدود المعقولة بتعرض حياة الطفل الى الخطر بعد الكشف عن خصوصياته للعلن. أطفال عرضة للابتزاز والتهديد انتشرت صفحات عبر الفايسبوك للأطفال بداية من مرحلة الرضاعة فما فوق ويرى بعض المختصين ان فتح حسابات للاطفال دون مشورتهم يعتبر اعتداء على حقوقهم لاسيما القصر واذا نظرنا من جهة الاخطار التي تتربص بهم حدث ولا حرج فبعد اتخاذ بعض الاولياء الأمر وكأنه لعبة يمكن أن تنقلب الصورة ويحصل العكس بسبب ما يتربص بالأطفال من حوادث وجرائم. فباب التباهي والتفاخر دفع ببعض الأمهات الى فتح حسابات لأطفالهن والكشف عن خصوصياتهم مما قد يعرضهم الى أمور خطيرة فبالإضافة الى العنف والتهديد والابتزاز تحوم من حولهم الانحرافات الجنسية والسلوكية من طرف الشواذ. تقول إحدى الأمهات انها وبعد أن فتحت لابنها صفحة عبر الفايسبوك بإلحاح منه وهو البالغ من العمر 10 سنوات الا انها لاحظت تغيرات على سلوكات ابنها ودخوله في علاقات صداقة مع اصدقاء يكبرونه في السن كما انها اطلعت على بعض التعليقات التي لم ترضيها فأمرت ابنها بالكف عن الاشتراك فورا وحمدت الله على انها تفطنت للأمر قبل فوات الأوان. أما أم أحد المراهقين فقالت إنها لاحظت بعض الانحرافات السلوكية على ابنها بعد اشتراكه في موقع الفايسبوك بحيث اصبح يتشبه بالإناث كثيرا وبعد التحري وجدت انه في علاقات صداقة مع أطفال مخنثين ما أدى بها الى الإسراع به الى طبيب نفساني والتخلص من الانترنت وحرمانه من استعمال الحاسوب فورا. نشر أدق التفاصيل بعض الأمور لا بدّ أن يُحافظ على خصوصياتها ولا تتخطّى عتبة مواقع التواصل الاجتماعي وفيما يلي آراء وشهادات حية لنساء وأمهات شملهنّ استطلاع حول هذا الموضوع. وكانت هذه أبرز ردود الفعل: تقول إحدى الأمهات: أكثر ما يدهشني على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ بعض النساء مستعدات لمشاركة محاولاتهنّ بالحمل والإنجاب مع كل من لديه حساب إلكتروني أو وجود على شبكة الإنترنت. فلا يتوانينَ عن الإفصاح عن أسمائهنّ إلى جانب معلومات أخرى خاصة بهنّ. والحقيقة ألا أحد يهتمّ لمثل هذه التفاصيل الحميمة وأنا شخصياً لا أهتم فيما إذا كان زوج هذه أو تلك من النساء يعاني من مشكلة وما إذا رحم إحداهنّ يميل نحو اليمين!. وأم أخرى تقول لن أفكّر يوماً بنشر صور الموجات فوق الصوتية لطفلي. فالمسألة خاصة جداً بنظري وأرغب في أن أحتفظ بها للأشخاص المهميّن والمقرّبين لي في حياتي. فمنذ يومين نشرت صديقة لي على فيسبوك معلومات وتفاصيل حول طفلها المريض جميعنا تعاطف معها وشعر بالسوء حيالها وحيال الصغير إلى أن قامت بنشر صورة لها ولطفلها بعد أن تقيّأ عليها. يا له من وضع مقزز ويا له من موقف غريب لتخلّد ذكراه في صفحات الفيسبوك وعقول الناس؟! لا أستطيع ولا أُريد أن أتخيّل رد فعل الطفل بعد 15 سنة من اليوم!. حسابات للرضع على الفايسبوك! بالفعل هناك من تمادت في نشر خصوصياتها اليومية عن الاطفال والرضاعة وغيرها هذا ما اوضحته احدى السيدات بالقول أكره كل التعليقات والتحديثات التي تُنشر بخصوص الرضاعة ومسارها خطوة بخطوة. لا أظنّ بأنّ أحداً يرغب في الاحتفاظ بصور لصديقاته في هذا الوضع! أعلمتُ عائلتي منذ فترة أنني لن أنشر صوراً لي أو لطفلي بعد الولادة على موقع فيسبوك. قد تعتبرين الأمر سخيفاً وغريباً لكننّي لا أريد لأيّ كان أن يتعمّق في صور صغيري قبل أن يتسنّى لكل المقرّبين منّي التعرّف عليه سيدة اخرى تقول: تخيّلوا أنّ عدداً كبيراً من صديقاتي اللواتي أنجبن مؤخراً فتحنَ حساباً خاصاً بأطفالهنّ على فيسبوك أجد الأمر غاية في السخافة فما حاجة طفل في شهره الثالث إلى حساب وموقع خاص به على الإنترنت؟!. هل من الضروري أن يعرف العالم ومن فيه أنّ عمر الصغير اكتشف أعضاءه اليوم أو -عبير الصغيرة- نقرت أنفها بالأمس؟ لا نعتقد ذلك أبداً فمن غير المناسب على أي أم أن تقوم بنشر تعليقات حول الأمومة وهي تشتكي طول اليوم عن أطفالها وكيفية العناية بهم. وبعد ان ملأت هذه الخصوصيات مواقع التواصل الاجتماعي وعرت الأسر والرضع ما رأيكِ بأن تُعيدي النظر في حساباتك وترسمي لنفسكِ وطفلكِ بعض الخصوصية؟