شهدت مدينة تيزي وزو حملة تنظيف تطوعية واسعة النطاق يومي الجمعة والسبت شارك فيها عدد كبير من مواطنيها الذين أبوا إلا أن يساهموا في هذه العملية الأولى من نوعها التي قررها الوالي· ويستعيد سكان عاصمة جرجرة بهذا العمل التطوعي إحدى تقاليدهم التضامنية العريقة التي كادت أن تختفي خلال السنوات الأخيرة بفعل اللامبالاة وبعض السلوكيات الأنانية التي اتسم بها النسيج الاجتماعي المحلي بسبب الأحداث التي عاشتها المنطقة خلال العشرية الأخيرة بوجه خاص· وكانت لهذه الحملة التطوعية الفضل في التقاء المواطنين من موظفين وعمال مؤسسات وحتى بطالين جنبا لجنب لإنجاز مختلف أشغال التنظيف الهادفة إلى إعادة بريق محيطهم المعيشي الذي أضحى بعيدا كل البعد عن الصورة الجميلة النموذجية التي كانت تميز مدينة تيزي وزو خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حيث كانت تنظم مسابقات لأحسن شرفة مزينة بالورود وأجمل واجهة للمحلات حسبما يتذكره من عايشوا ذلك الزمن الجميل· وقد اجتمع المعنيون في الصباح الباكر وهم حاملين لأكياس البلاستيك والمكانس وعربات اليد والمجرفات (كلا على مستوى حيه) بوسط المدينة والمدينة العليا والمدينةالجديدة حيث أنجزوا أشغال النظافة هذه في روح من التضامن· ووزعوا أنفسهم في مجموعات كلفت كل واحدة بمهمة معينة· وتمثلت هذه المهام في جمع مختلف أنواع النفايات ووضعها في أكياس وتنظيف المساحات الخضراء مما يشوبها من نفايات وأعشاب ضارة مع إعادة تهيئة وتنظيم النباتات بها· كما تكفلت مجموعات أخرى بتنظيف بالوعات المياه من مختلف الأوساخ التي جرفتها مياه الأمطار وهي المهمة التي تمت بفضل الوسائل الهامة التي وفرها الديوان الوطني للتطهير والحماية المدنية التي ساهمت بشكل كبير أيضا في تنظيف الشوارع بفضل الوسائل المتاحة لديها· علما أن مهمة تنظيف الشوارع هذه لا تقوم بها المؤسسة الخاصة المكلفة بجمع القمامات المنزلية بالمدينةالجديدة لتيزي وزو بسبب "عدم إدراج هذه المهمة في دفتر شروطها" حسبما علم لدى رئيس بلدية تيزي وزو· من جهة أخرى، قام فريق من البلدية بالمناسبة بإعادة طلاء بعض واجهات العمارات العمومية التي لا تزال تحمل شعارات الحملات الانتخابية للتشريعيات والبلديات الماضية سيما على مستوى "الشارع الكبير" لوسط المدينة و"نهج لعمالي" حسبما لوحظ بعين المكان· كما تمت بذات المناسبة أيضا دعوة التجار إلى عدم عرض بضاعتهم على الأرصفة حيث استجابوا بكل طواعية لهذا النداء كمساهمة منهم في هذا العمل التضامني الرامي إلى تحسين وجه مدينتهم· وكان التجار في الماضي يعللون احتلالهم للأرصفة المحاذية لمحلاتهم بانتشار التجار غير الشرعيين· لكن يبدو أن ترحيل "هؤلاء التربنديست" التي تم مؤخرا على يد قوات الأمن من على مستوى معظم شوارع تيزي وزو قد أعاد "التجار النظاميين" إلى جادة صوابهم حيث أصبحوا متعاونين أكثر من السابق· بالموازاة عبّر سكان تيزي وزو بالإجماع عن "ارتياحهم الشديد" لهذه الحملة التطوعية التي أتت في عقاب عملية ترحيل" الترابنديست" من الشوارع حيث تتفق كل الآراء أن المدينة كانت تعاني تدهورا كبيرا في إطارها المعيشي· عموما فإن هذه المساهمة الكبيرة لسكان تيزي وزو في حملة الوالي دليل كبير على سعيهم إلى إطار معيشي أحسن· وهو الطموح الذي كرست له الدولة غلاف بقيمة 9.5 مليار دينار خلال الخماسي الفارط· ويبقى أن تحقيق هذا الطموح في حاجة إلى عمليات من نوع آخر من شأنها تدعيم دور وأهمية الأمن العمومي وهيبة الدولة· كما دعا مواطنون آخرون إلى توسيع مثل هذه الحملات التطوعية إلى مجمل مدن وقرى الولاية التي تعاني تدهورا في محيطها العام بدرجات مختلفة·