ق. حنان تحصي الجزائر حوالي 15000 ضحية للتدخين سنويا، اي ما يعادل 40 شخصا يموتون يوميا نتيجة الإصابة بسرطان الرئة، فيما يتم تسجيل 8000 حالة إصابة جديدة بالسرطان كل سنة. هذه الأرقام المرعبة، التي تم الكشف عنها خلال اليوم الدراسي المنظم من طرف جمعية "الفجر" لمساعدة الأشخاص المصابين بداء السرطان، عشية اليوم العالمي ضد التدخين الموافق ل31 من شهر ماي، تخفي خلفها أيضا الكثير من ضحايا ما يعرف بالتدخين السلبي، لاسيما مع عدم وجود تطبيق فعلي للوائح الخاصة بمنع التدخين في الأماكن العمومية، حسبما كشف عنه الأخصائيون الذين حضروا اللقاء وقدموا محاضراتهم فيما يتعلق بالتدخين ومخاطره وآثاره في الجزائر. وقد بين المتدخلون وهم في غالبيتهم أطباء وأخصائيون من مستشفيات الوطن، أهم المخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية الناتجة عن آفة التدخين في الجزائر، التي أضحت تمس فئات وشرائح عمرية واجتماعية مختلفة، مؤكدين مرة أخرى، أن التدخين يبقى على رأس أهم الأسباب المؤدية إلى الإصابة بمختلف الأمراض، ومن أهمها السرطان بأنواعه المتعددة والقاتلة، كسرطان الرئتين والبنكرياس والمثانة، وسرطان الفم واللسان وغيرها، ناهيك عن المتاعب الصحية الأخرى المتعلقة بالجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي، التي تتطلب الكثير من الوقت والمال في رحلة العلاج. وذكر الدكتور "لحاشي" وهو مختص في الأمراض الصدرية والتنفسية، أن التدخين السلبي يعد واحدا من اخطر أنواع التدخين، خاصة، وان ضحاياه هم من الفئات الضعيفة، كالأطفال في المنازل، والعجزة في وسائل النقل، والموظفون في الإدارات، وغيرهم من الأشخاص غير المدخنين الذين يتواجدون عادة في أماكن عامة، لا يتم فيها احترام اللوائح والقوانين التي تمنع التدخين فيها منعا باتا، كالقانون الذي تم اعتماده سنة 2000 لمنع التدخين في الأماكن العامة مثل المستشفيات والمدارس والإدارات والحافلات، فيما يؤكد الواقع أن كثيرا من المدخنين يضربون بكل ذلك عرض الحائط، ولا يبالون بتاتا، في ظل عدم وجود قوانين صارمة وعقوبات رادعة. وهو ما يعرض غير المدخنين لمخاطر صحية جسيمة، مطالبا بتشديد تلك الإجراءات، لفرض وجود أماكن ومرافق عامة، يحظر فيها كلية التدخين بأي شكل كان، لافتا الانتباه كذلك، إلى مخاطر بعض أنواع التدخين التي دخلت بلادنا في الفترة الأخيرة، وعلى رأسها "النرجيلة" أو مثلما هي معروفة "الشيشة"، التي يعتبرها البعض موضة، ومظهرا من مظاهر البهرجة والفخر فيما أنها تسبب بدورها عددا من الأمراض القاتلة، فيما دعا المختصون، إلى الرفع من حملات التحسيس والتوعية، وتفعيل القوانين الخاصة بمنع التدخين في الأماكن العمومية بالجزائر. تجدر الإشارة إلى أن دراسات سابقة أيضا، كشفت عن أن 44% من المدخنين من الذّكور الذين يتجاوز سنّهم 15 سنة ، ومُدخّنة من بين عشرة نساء بنسبة 9% من الإناث لنفس المرحلة العُمريّة. كما أن حوالي 30% من الأشخاص الذين يبلغ سنّهم ما بين 35 و 55 سنة يُعانون حاليّاً من أمراض تنفسيّة، فيما ترتفع النّسبة إلى 60% عند الفئة العمريّة التي تتجاوز 55 سنة.