يتسبب التدخين بالجزائر في وفاة 15 ألف شخص سنويا و 4 آلاف يموتون جراء الإصابة بسرطان الرئة بمعدل وفاة 40 شخص يوميا. وحسب الإحصائيات تسجل بالجزائر 8000 حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا منها 2000 حالة سرطان للحنجرة. وتظهر الأرقام في كل هذه المقاربة كيف أن التدخين يساهم بشكل كبير في الإصابة بالأمراض المتعددة في صدارته السرطان القاتل.هذا ما كشفته الندوة المنظمة بمركز الصحافة «المجاهد» بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة التدخين. في اطار الحملة التي أطلقتها المنظمة الوطنية لمساعدة الأشخاص المدمنين على التدخين والمصابين بداء السرطان لمحاربته دق المختصون أمس ناقوس الخطر مطالبين بالتحرك العاجل لمواجهة الكارثة المحدثة بمحبة خاطر وملذة. فقد كشف عبيدات عبد الكريم رئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب أن الجزائر بتسجيلها حالات الوفيات الكثيرة بهذا الحجم توضع في قائمة الدول التي تعرف بها نسبة المدمنين على التدخين مرتفعة. وذكر في هذا المقال أن ما يحدثه التدخين من وفيات اكبر بكثير من حوادث المرور. وعن الإصابة بداء السرطان في الجزائر كشف عبيدات أن الجزائر تسجل 8000 حالة جديدة كل سنة، مؤكدا أن التدخين هو المسبب الرئيسي لهذه الوضعية. وأكد عبيدات أن التدخين تجارة مربحة في الجزائر تقدر مداخليها ب 70 مليار دج لكن ما ينفق على العلاج تقدر قيمته ب 280 مليار دولار. وابرز المتحدث حجم الخسارة الفظيع لأموال الدولة سيما المنفقة على صحة المواطنين المعلولة بسبب التدخين القاتل، مضرة جدا بجسم الإنسان لاحتوائها على نسبة عالية من النيكوتين فجرعة واحدة منها تعادل تدخين 4 علب سجائر . على هذا الأساس شرعت المنظمة الوطنية لرعاية الشباب بالتنسيق مع المديرية العامة للامن الوطني في تجسيد البرنامج السنوي الجديد الذي يحمل اسم المخطط الجواري للوقاية وحماية الشباب وذلك بتخصيص 6 حافلات علاجية نفسية تزور الأحياء الشعبية. وتهدف العملية إلى التكفل بانشغالات الشباب الذي يرى في التدخين هروبا من مشاكل يومية قاهرة لكنه يسقط مع الوقت في وكر الانحراف لدرجة يصعب الخروج منه. و يشمل البرنامج أيضا الإسعاف المدرسي في صدارته تنظيم حملات تحسيسية من مختصين في علم النفس والاجتماع يتجولون داخل المدارس والاكماليات والثانويات قصد توعية التلاميذ بمخاطر التدخين وأضراره على صحة الإنسان قبل فوات الأوان. إضافة إلى تخصيص دفعة جديدة ل 1000 مربي ومربية يتجولون داخل الأحياء الشعبية قصد الاحتكاك بالشباب مساعدتهم على التخلص من هذه الآفات. ومن جهته دعا ممثل جمعية نجدة بدرارية إلى إنشاء مراكز لمحاربة التدخين و علاج مدمنيه و خاصة أن الجزائر تفتقر لمثل هذه المراكز مؤكدا أنه من بين مجموع المدمنين الذين يباشرون عملية الإقلاع عن تعاطي السجائر 5 بالمئة منهم فقط يقلعون عن تناول السيجارة بصفة نهائية و دون رجعة والباقي ينتكسون بنسبة 95 بالمائة. وعن القوانين التي تضبط المدخنين في الجزائر أكد ذات المتحدث أن القانون 8505 يمنع التدخين في المرافق العامة كما أن الإشهار للتبغ ممنوع في الجزائر، مفندا فعالية بعض الوسائل التي يستعملها المدمن للتقليل من إدمانه المعروفة ب «الباتش» قائلا أن إرادة و عزيمة الفرد وحدهما مفتاح الإقلاع.