حذر أمس السيد جمال ولد عباس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات من خطر التدخين الذي بات يودي بحياة 40مواطنا جزائريا يوميا داعيا إلى محاربة الدعاية للتبغ التي تستهدف النساء والفتيات ، كاشفا عن الشروع في تطبيق المرسوم الذي ينص على منع التدخين داخل المطاعم والمقاهي التي يتوافد عليها الشباب خاصة. وأكد الوزير خلال إشرافه على الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي يصادف 31 ماي من كل سنة أن تطبيق القوانين المضادة للتدخين مسألة ثقافية مرتبطة بالزمن مشيرا أن الجزائر أعدت مجموعة من القوانين المضادة للتدخين حيث تأتي في مقدمة الدول الإفريقية التي صادقت على الاتفاقية الخاصة بالمنظمة العالمية للصحة والتي تدخل في إطار مكافحة هذه الظاهرة حيث يشرع في تطبقها قريبا، فالجزائر يقول الوزير - ملزمة بإعطاء تقييم لمنظمة الصحة العالمية شهر نوفمبر المقبل. وأشار ممثل الحكومة في سياق مكافحة التدخين أن الإرادة السياسية متوفرة مضيفا بأن الدول المتقدمة وضعت حيزا من الوقت لتطبق هذه القوانين سواء تعلق الأمر بالأماكن العمومية أو بالمؤسسات ،وتهدف القوانين الخاصة بمكافحة التدخين التي سنتها الجزائر حسب ذات الوزير إلى تحفيز المدخن على الإقلاع عن التدخين وحماية غير المدخنين. واستنادا إلى ذات المسؤول، فان الجوانب التحسيسية والتوعية حول آفة التدخين بجميع مراحلها لم تنل حقها بعد سواء كان ذلك بالأوساط المدرسية أو المؤسساتية أو حتى البيئية منها، وهو مستدعي الوزير إلى الحث على ضرورة وضع إستراتيجية وطنية على المدى القريب يرافقها مخططا لمكافحة التدخين على مدار السنة يكون مدعما بالوسائل الضرورية من إشهار ومطويات وتربية صحية حول مخاطر هذه الآفة. بدورها كشفت السيدة زهية شرقي مديرة المعهد الوطني للصحة العمومية عن وفاة 40 مدخنا يوميا بالجزائر نتيجة الإصابة بأمراض لها علاقة بالتدخين مؤكدة أن 95 بالمائة من بين هذه الوفيات رجال مذكرة بأن التدخين لدى العنصر النسوي رغم أنه منخفض في الوقت الحالي إلا أنه بدأ يشهد تطورا ينذر بالخطر مستقبلا. أما ممثل المنظمة العالمية للصحة ولدى تدخله أكد بهذه المناسبة أن النساء يمثلن أكبر سوق نمو محتمل لمنتجات التبغ وأنهن يتعرضن لحملات ترويجية للتدخين ترتبط بالموضة والأحداث الرياضية والترفيه، مشيرا في هذا الإطار أن الإستراتيجية التي يعتمدها سوق صناعة التبغ تحقق تأثيرها المنشود حيث أن الكثير من الفتيات بدأن يدخنن وهذا إنذار خطير. وبلغة الأرقام كشف ذات المسؤول أن من بين 151 دولة أعلن نصفهم أن عدد المراهقات اللائي يدخن يكافئ عدد المراهقين بل ويتجاوز عددهن عدد المراهقين المدخنين. وحسب ذات الممثل فإن عدد المدخنين في العالم يبلغ مليار شخص 80 بالمائة منهم من الرجال ،تبلغ نسبة المدخنين بين الرجال البالغين 40 بالمائة مقارنة بنحو تسعة في المائة بين البالغات، كما أن قرابة 5 ملايين شخص يلقون حتفهم سنويا جراء الأزمات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض السرطان ذات الصلة بالتبغ بينهم مليون ونصف المليون امرأة، ويموت 430 ألفا آخرين سنويا جراء التعرض للتدخين السلبي يمثل النساء الثلثين بينهم. وحذر المتدخلون من المختصين من استهلاك الشمة نتيجة خطورة المواد التي تحتويها وعددها 2000 مادة وهي نفس المواد التي تحتويها السيجارة كلها خطيرة وسامة وتتسبب في الإصابة بالسرطان بنفس الدرجة المسجلة في التبغ بكل أنواعه، حيث توجد بها نسبة كبيرة من النيكوتين، مبرزين أن الاحتفاظ بكمية من الشمة بالفم لمدة 30 دقيقة يعادل نسبة نيكوتين أربعة سجائر مدخنة. وكشف المختصون بالمناسبة ذاتها أن 5ر8 بالمائة من الجزائريين يستهلكون الشمة وان نسبة 11 بالمائة من مستهلكي الشمة هم من فئة الأعمار 54و45 سنة مبرزين العديد من الأشخاص الذين يستهلكون الشمة أو النفة يستهلكونها لعلمهم أن هذه المادة أقل خطورة من السيجارة كبديل عن السيجارة الا أنها كما أضاف المتدخلون تؤدي إلى الإصابة بسرطان الفم الذي يرتفع بأربعة مرات عند مستهلكي الشمة أكثر من غيرهم. أما عن ظاهرة تدخين الشيشة ،ظاهرة يقول عنها بروفيسور مختص في الأمراض الداخلية بمستشفي الجامعي بني مسوس أنها دخيلة على المجتمع، بدأت تنتشر بقاعات الشاي بالمدن الكبرى وأوساط الشباب الذين يفضلون استهلاكها بالمنازل وإذا كان العديد يضيف ذات البروفيسور يرى في تدخين الشيشة متعة في جو حميمي فان المختصين في الصحة يرون في هذا النوع من التبغ خطرا يهدد صحة مدخنيها. كما وحذر البروفيسور طوقي من هذه الآفة الخطيرة التي تسببت في تسجيل بين 3000 إلى 4000 حالة سرطان رئة جديدة كل سنة أي ما يعادل 25 حالة لكل 100 ألف ساكن ناهيك عن عدد حالات انسداد القصبات الهوائية المزمنة والتي تقدر ب 600 ألف حالة بالجزائر وانخفاض القدرة على التنفس عند المدخنين ب 60 مل/السنة، ويتسبب التدخين حسب نفس المختص في الإصابة بسرطان الرئة عند الرجل بنسبة 91 ولكن هذا المعدل من الخطر مرتبط بكميات السجائر المدخنة ومدة التدخين. وفيما يتعلق بالأمراض المتسببة في الوفاة عند المدخنين بالإضافة إلى السرطان ذكر المختص بانسداد أوعية وشرايين القلب بتسجيل 7000 حالة وفاة سنويا كما أن الإصابة بالموت المفاجئ تتضاعف بأربعة مرات خاصة لدى فئة الأعمار 5030 سنة. كما توجد علاقة كبيرة بين كمية السجائر المدخنة والإصابة بأزمة شرايين الدماغ وكذا إصابة الأعضاء السفلى التي تزداد بأربعة مرات لدى المدخن أكثر من غيره، ويقدر عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بأنواع السرطان خارج الجهاز التنفسي مثل سرطان المثانة والبنكرياس والكلى وعنق الرحم ب 2000 حالة وفاة سنويا. وبالنسبة للمرأة الحامل يقول ذات البروفيسور فإن التدخين يتسبب في الإجهاض والحمل خارج الرحم وولادة الطفل قبل الأوان ناهيك عن التشوهات وتأخر نمو الرضيع الناجمة عن هذه الآفة الخطيرة ،كاشفا في هذا الإطار أن التدخين يشكل خطورة كبيرة على المرأة أكثر من الرجل بحكم طبيعتها الهرمونية خاصة إذا كانت المرأة في سن الإنجاب وجمعت بينه وبين حبوب منع الحمل. وأشار في الأخير إلى أن المدخن لا يزور الطبيب من أجل الإقلاع عن التدخين و لا يتقدم للمعاينة الطبية إلا في حالة الإصابة بمرض مرتبط بالتدخين .