ما أثار انتباهنا في هذه الأيام ومع الحر الذي يشهده الطقس هو الإقبال الكبير للأطفال الصغار الذي يتراوح سنهم بين 6 و10 سنوات على المشروبات الغازية على مستوى الشوارع وهم يحملون قارورات "الكوكاكولا" وغيرها من أنواع المشروبات الغازية الأخرى بحيث أبانوا إدمانهم عليها داخل بيوتهم وفي الشوارع، وعلى الرغم من المضار الصحية التي تحدثها إلا أن انعدام الرقابة من طرف الأولياء جعلهم يتصرفون في الشوارع كيفما شاءوا إلى حد اقتناء كميات معتبرة من شتى أنواع المشروبات الغازية وشربها على مرأى الجميع. ذلك ما لفت انتباهنا مؤخرا بحيث كان احدهم يحمل قارورة زجاجية من صنف 1 لتر وراح يتابع الجرعات الواحدة تلو الأخرى وهو الذي لا يتجاوز سن 13 عاما على الأرجح مما يبين أن الأطفال قد قفزوا في هذه الآونة بالذات مع افتتاح موسم الصيف إلى الإدمان على المشروبات الغازية وبغيرها من المثلجات وطلقوا الحلويات تبعا لما يفرضه الطقس. في هذا الصدد اقتربنا من بعض الأولياء لرصد آرائهم، فقال احد الآباء انه يدهش لأمر بعض الأولياء الذين يمنحون لأبنائهم مصاريف الجيب التي قد تنقلب على الطفل بالسوء فمن الممكن جدا أن يستغل تلك المصاريف في أشياء ايجابية أو ينحرف طريقها إلى منحى سلبي يؤثر تأثيرا بليغا على الطفل وقال انه ضد فكرة أكل الطفل خارج المنزل سواء تعلق الأمر بالمشروبات الغازية الضارة على صحة الطفل أو غيرها من المأكولات ومن شان ذلك أن يجنب الأولياء الدخول في متاهات التسممات وغيرها من المشاكل الأخرى. أما السيدة جميلة فقالت أنها وقفت على ذات المشهد في الكثير من المرات ومع بداية موسم الحر كثر تجمع الأطفال على مستوى الأحياء ونجدهم يتداولون على شرب المشروبات الغازية على مدار اليوم ويعلم الكل خطرها على فئاتهم لاسيما وانه على مستوى البيت يأخذ الأولياء احتياطاتهم بتمويه الأطفال بإضافة السكر قصد القضاء على الغازات أو حتى زيادة نسبة من الماء كي لا تؤثر على صحتهم. وحذر مختصون من الإسراف في تناول المشروبات من طرف الأطفال خاصة وأنها ليست لها أي فائدة غذائية؛ فهي تحتوي على الكثير من السكر والأحماض، بل والأخطر من ذلك أن تلك المشروبات لها أضرار عديدة لو عرفناها لما قدمناها لأطفالنا. فهي تدمر فيتامين (ب) في جسم الطفل. ويؤدي نقصه في جسم الطفل إلى سوء الهضم، والصداع، وضعف البنية، والهزال، والاضطرابات العصبية، والتشنجات العضلية فمعظم المشروبات الغازية تحتوي على غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤثر على معدة الطفل، ويحرمها من الخمائر اللعابية التي تساعد في عملية الهضم، ويضعف الأنزيمات الهاضمة التي تفرزها المعدة، ما يتسبب في عدم استفادة جسم الطفل من الطعام. المشروبات الغازية غنية بمادة الكافيين التي تسرع ضربات القلب، وتساعد على ارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الحموضة المعدية. أضف إلى هذا أن الكافيين يسبب زيادة الهرمونات في الدم مما يؤدي إلى التهابات وتقرحات للمعدة والأثنى عشر، ويسبب الألم والالتهابات في المريء. تحتوي المشروبات الغازية على أحماض الفوسفوريك والكاربونيك، التي تسبب تآكل أسنان الطفل. كما أنها تؤثر على المخ، وقد تؤدي الى فقدان الذاكرة وتليف الكبد. تناول المشروبات الغازية الباردة بعد وجبة الطعام يؤثر على الأنزيمات الهاضمة الموجودة في المعدة،فلا تهضم الطعام جيدا مما يسبب تكون بعض الغازات والسموم التي تنتقل مع الدم إلى خلايا الجسم مسببة الإصابة بالكثير من الأمراض.