من البديهي أن يزداد إقبال الجزائريين من شتى الأعمار وبخاصة الشباب والمراهقين على المشروبات والعصير من شتى أنواعه وأصنافه، وانتشر مع هذا الإقبال عدم الحيطة والحذر في اختيار المشروبات وبخاصة المشروبات المعروفة باسم "مشروبات الطاقة" وهذا بغرض الحصول على الطاقة والنشاط . إن الانتشار الكبير لمشروبات الطاقة بين الجزائريين على غرار "الراد بول" و"بيزون"و" بيت بول"..قد ازداد بشكل كبير بين الجزائريين بدعوى كسب الطاقة وتجديد النشاط، خاصة لدى فئة الشباب والمراهقين الذين يجدون في هذه المشروبات نشوة ولذة بحسبهم لا يضاهيها مثيل متجاهلين التحذيرات الطبية المختلفة والتقارير الطبية الشائعة التي تحذر من الأخطار المتنوعة والمتعددة الناجمة عن هذه المشروبات، وذلك بسبب ما ينشر عن احتوائها علي مواد كيميائية معينة قد تقلل فاعلية الجهاز العصبي وترفع الضغط وتزيد ضربات القلب, كما أنها قد تدمر الكلي والكبد, كما قد يصل الأمر إلي حد إدمانها وحدوث اضطرابات نفسية. حاولنا الاطلاع على واقع هذاه المشروبات في الجزائر ومدى انتشارها بين أفراد المجتمع وفئاته أول من توجهنا لنا كان محلات الجملة ب"السمار" والتجار الذين أكدوا لنا بأن مشروبات الطاقة وعلى رأسها ال"راد بول" يلاحظ إقبال كبيرا في بيعها لتجار التجزئة حيث كشف لنا أحدهم وهو "عبد الرحمان" بأننا نبيع في اليوم الواحد فقط حوالي 15 صندوقا منها مؤكدا بان السوق تشهد نفاذا سريعا للمخزونات المخصصة لهذا النوع من المشروبات نظرا لإقبال المواطنين عليها بقوة برغم أنهم يبيعونها في سوق الجملة ب 135 دينار للعلبة الواحدة. "عبد الباقي" مالك لمحل "سوبيرات" ببلوزداد والذي أكد لنا من جهته بان المواطنين من مختلف الفئات يقصدونه لأخذ حاجتهم من مشروبات الطاقة وبالخصوص "راد بول" "بيزون" كاشفا لنا أن أسعارها تتراوح بين 90 دينار و 150 دينار، مضيفا أن ما يشاع عليها من احتوائها على طاقة تمد الجسم هو ما يدفع العديدين إليه وبخاصة الشباب وكذا المتزوجين. وقال لنا بان هذا الاقبال تمادى ليشمل الأطفال أيضا فلم يعد من غريب أن يتقدم طفلا إلى المحل طالبا علبة لشراء علبة "راد بول" رياض احد زبائن الذين رأيناهم بالمحل والذي صرح لنا بأنه دائم الشرب لل"رادبول" ولما سألناه عن الأخطار الصحية التي تروج حوله أوضح لنا بأنه يشربه منذ أزيد من سنة إلا انه لم يتعرض لأي مرض بسببه بل بالعكس فهو مشروب تسبب يمد بالنشاط . إن الملاحظ في جولتنا هذا هو الإقبال الكبير على مشروبات الطاقة وبخاصة ال"ريد بول" وهذا بالنظر إلى الطاقة والانتعاش والحيوية التي توقع شاربها والذي في كثير من الأحيان ما يغدوا مدمنا عليها بسرعة والغريب في الواقع أن بعض الأطفال والمراهقين من كلا الجنسين بدأوا في تناولها وتعاطيها اقتداء بمن هم اكبر منهم سنا ولا سيما وأنها تمتاز بطعمها يماثل طعم المشروبات الغازية الأخرى وخاصة وأنها تواكب بإعلانات تجارية مكثفة التي تروج لمثل هذه المنتجات عبر القنوات الفضائية، وهذا في الوقت الذي اخذ مفعول نشاطها يعم الجميع بعد رواج أنها تساعد الفرد على قوة التحمل والصبر والنشاط اللامتناهي. جولتنا هذه لتتبع مريدي ال"ريد بول" وشقيقاتها قادتنا إلى قاعات كمال الأجسام المكان الأكثر استهلاكا لمختلف أنواع مشروبات الطاقة حيث تاكدنا أن عددا معتبرا منهم يجهل مكوناتها ومواد صنعها، لكن اتفاق إجاباتهم دعانا للتأكد من أنهم متاكدون بأنها تنشط الجسم وتمنحه طاقة عالية ولا مضار فيها.فقد صرحوا لنا بأنه يحبذونها متكاملة مع تناولهم فيتامينات والمنشطات ومواد الطاقة "الدوباج" أو "الميغماس" والتي تتوفر عليها أغلب، ويؤكد "فاتح" ممرن بقاعة لألعاب كمال الأجسام بالعاصمة أن الإقبال على اقتناء مشروبات الطاقة يزيد يوما عن آخر خاصة وأن العديد من الشباب أصبح لا يستغني عن هذا المشروب يوميا، والذي يتراوح سعر القارورة الواحدة منه بين 100 إلى 170 دج حسب النوع داخل قاعات كمال الأجسام، كما كشف بان أكثر من 90 بالمائة من المقبلين على قاعات كمال الأجسام وحتى مختلف الرياضات الأخرى يقبلون على تناول مشروبات الطاقة المختلفة وبخاصة ال"ريد بول" لأنه الأكثر انتشارا ورواجا. ومن جهته الطبيب "بلال ب" بمستشفى مصطفى باشا أكد لنا بان الدراسات المخصصة لمشروبات الطاقة سواء بنتائج ايجابية أو سلبية لا تزال منعدمة ببلادنا بالرغم من توافر العديد منها حول مخاطر مشروبات الطاقة وبالتحديد "ريد بول" في عدد من الدول العالم، وقال ولعل أهم دراسة اطلع عليها هي لمركز بحث مختف في الأغذية والذي شمل 30 شخصا حيث كشف بأن مشروب ال"ريد بول" يحوي على مادة تساعد على تخثير الدم وفي حال الإدمان الكبير على هذا المشروب تساهم هذه المادة عند تخثيرها للدم لرفع احتمالات الإصابة بتجلط الدم والجلطات المختلفة، كما أكدت الدراسة فإن شارب علبة ال"ريد بول" يعتبر كالمريض بأمراض القلب لفترة معينة، كما كشف لنا بان ما يلاحظ من إقبال للأطفال على هذه المشروبات بغير رقابة يشكل خطرا صحيا عليهم. إن مثل هذه الأخطار يضيضف ذات المتحدث هي ما دفعت بعديد الدول في العالم على غرار فرنسا وبعض دول أوروبا وجنوب شرق آسيا إلى حظر تسويقه وبيعه بالاضافة إلى عديد المشروبات الطاقوية والتي تحتوي على مواد تعتبر ضارة و الإدمان عليها جد خطير، حيث أكدت دراسة قامت بها الجمعية الطبية الكندية لشؤون التغذية أن مركب "تورين" الموجود في مشروبات الطاقة يقلل من فعالية الجهاز العصبي لدى الإنسان، وهذا المركب هو نوع من الأحماض الأومونية الموجودة في اللحوم والأسماك تقوم الشركات المصنعة لمشروبات الطاقة باضافته لمنتجاتها، وأضافت الدراسة أن من بين الأضرار التي يسببها ارتفاع مادة الكافيين في تلك المشروبات على المراهقين والأطفال ازدياد نبضات القلب عن المعدل الطبيعي، حيث تصل أحيانا إلى 150 نبضة في الدقيقة، إضافة إلى زيادة تدفق الدم للعضلات حيث تصل نسبة الكافيين إلى20 ضعفا عما هو موجود في المشروبات الغازية. وترتفع نسبة الكافيين المخدر لتصل أحياناً إلى 80 ميلليجرام في علبة بحجم 100 ميلليجرام وهذه نسبة مخيفة، إلا أن بعض الشركات لا تذكرها على منتجاتها حتى لا تؤثر على حجم المبيعات، وأشارت الدراسة إلى أن المثابرة على تناول مشروبات الطاقة المشبعة بالكافيين تتسبب في حالة من الإدمان وحدوث اضطرابات نفسية نتيجة نقص هذه المادة في حال توقف الشخص عن تناول تلك المشروبات. كما تتسبب مادة الكافيين في ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الجسم ما يؤدي إلى حصول نزيف في الأنف أو ما يعرف باسم "الرعاف المزمن" والنوبات القلبية نتيجة زيادة كميات الدم التي يتم ضخها من والى القلب، وتضيف الدراسة أن زيادة التبول تعد من أكثر المشاكل التي تسببها مادة الكافيين نتيجة تعامل جسم الإنسان مع هذه المادة على أنها مادة سامة يتوجب التخلص منها عن طريق التبول فبذلك يخسر الجسم كميات كبيرة من السوائل ما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف وكشفت دراسة أجريت في الولاياتالمتحدة أن مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد من ضغط الدم، ونصحت الدراسة من يعانون من ارتفاع ضغط الدم بالابتعاد عن تناول هذه المشروبات. وأشار الباحثون أمريكيون إلى أن الدراسة التي أجريت على مرضى لا يعانون من ضغط الدم من خلال إعطائهم علبتين من مشروبات الطاقة تحتويان على 80 مليجرام من الكافيين وألف مليجرام من حمض تورين العضوي، أثبتت أن ضغط الدم ارتفع بعد ساعتين من تناول المشروب بنسبة 9ر7% بينما بلغ ارتفاعه في اليوم السابع من الدراسة بنسبة 9.6 بالمائة، كما أظهر باحثون أن مشروبات الطاقة التى يتناولها الرياضيون من أجل الشعور بالنشاط ربما تعطى أحياناً نتيجة عكسية إلى درجة أنها قد تسبب لهم النعاس