حنان قرقاشاعتصم صبيحة أمس العشرات من عائلات البحّارة ال 17 المختطفين من طرف قراصنة صوماليين منذ نحو 5 أشهر قبالة السواحل العمانية، أمام مقرّ الشركة الوطنية للملاحة البحرية ب "لابروفال" بالقبّة رافعين ومردّدين شعارات ولافتات تطالب بضرورة التدخّل العاجل لإنقاذ حياة أبنائهم الواقعين تحت رحمة القراصنة الصوماليين، مثل: "أنقذو أبناءنا" و"أعيدوا إلينا أبناءنا"، علما أن الخاطفين يطالبون بفدية لتحريرهم وموقف الحكومة الجزائرية الواضح بهذا الشأن برفض دفع أيّ مبالغ مالية كفدية لأيّ جهة نظرا لاستعمالها في تمويل أعمال إرهابية· حملت العائلات شعارات عديدة، على غرار "5 أشهر بركات"، "أبناؤنا رهائن في الصومال.. كم تقدّر حياتهم؟" وغيرها من اللاّفتات المندّدة بسياسة الصّمت والتجاهل الذي تعرفه قضية البحّارة المختطفين، دون وجود تحرّك فعلي لحلّها، مناشدين رئيس الجمهورية التدخّل العاجل لإعادة البحّارة الجزائريين إلى أحضان عائلاتهم ووطنهم. وتجمّع العشرات من أبناء وزوجات وأقارب الرّهائن المحتجزين من طرف قراصنة صوماليين على متن سفينة "أم في البليدة" أمام مقرّ الشركة لإيصال مطالبهم بضرورة إيجاد حلّ جدّي وسريع لإعادة ذويهم الذين يعيشون يوميات صعبة للغاية ومزرية، خاصّة وأن حالاتهم الصحّية والنّفسية قد عرفت تدهورا كبيرا مؤخّرا، وذلك حسب آخر اتّصال تلقّوه منهم يوم الجمعة الفارط، حيث تبيّن أنهم وصلوا إلى مراحل جدّ متقدّمة من اليأس والإحباط، مطالبين بضرورة إيصال أصواتهم ورسالتهم إلى السلطات المعنية في البلاد لإنقاذهم من أيدي القراصنة وإعادتهم إلى أرض الوطن· في هذا السياق، تحدّثت زوجة وابنة أحد البحّارة المختطفين وهو المدعو "كحلي أسماعلي" ل "أخبار اليوم" ملخّصة الحالة التي يعيشها زوجها ورفاقه بعبارة واحدة: "حالة يرثى لها للغاية"، مع ما تعانيه عائلاتهم أيضا التي فقدت مصادر دخلها ورزقها، وما تعانيه من ضغوطات نفسية أثّرت بشكل كبير على الأطفال المقبلين على اجتياز امتحانات مصيرية وهم لا يعلمون شيئا عن ذويهم المختطفين ولا يرون أيّ بوادر لحلّ هذه الأزمة في الأفق· ومن جهة أخرى، وحسب الشابّ "آيت رمضان" وهو أيضا ابن أحد البحّارة المختطفين، فقد أكّد أنه وبعد أن تحدّث إلى والده يوم الجمعة الماضي لاحظ أن حالته النّفسية منهارة تماما، هو وبقّية زملائه، إضافة إلى حالته الصحّية المتقهقرة نتيجة الحياة القاسية التي يعيشونها وحرمانهم من كلّ الشروط الضرورية للعيش، حيث يحرمون من الأكل عدّة أيّام، وأن قدّم لهم فهو عبارة عن أكل غير صحّي وغير نظيف، إضافة إلى اضطرارهم إلى شرب مياه عفنة أو مالحة أحيانا، ناهيك عن حرمانهم من الاستحمام ومن الرّاحة والنّوم، الأمر الذي أدّى إلى إصابة عدد منهم حسب ما أبلغ به الأب المختطف ابنه بانهيارات عصبية وآخرين بأمراض مختلفة لم يكونوا مصابين بها من قبل· وأضاف نفس المتحدّث أن عائلات البحّارة المختطفين قرّروا مواصلة اعتصاماتهم أمام رئاسة الجمهورية وأمام مقرّ شركة "أي بي سي" بحيدرة، وكذا أمام السفارة الأردنية للمطالبة بإيجاد حلّ نهائي لهذه الأزمة، والذي طال انتظارهم له· وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر تعتبر أوّل بلد رافع لأجل تجريم دفع الفدية على اعتبار أنها وسيلة لتشجيع الأعمال الإرهابية وتمويلها.