ولدت في لشبونة وانطلقت في السودان وترعرعت في الأدغال تاريخ كأس إفريقيا الحلقة الثالثة إعداد / كريم مادي الحلقة السادسة (إثيوبيا 1968) جمهورية الكونغو بامتياز والجزائر لأول مرة سنتحدث في حلقة اليوم عن البطولة السادسة التي جرت بإثيوبيا وهو البلد الذي احتضن الكأس الإفريقية لثاني مرة بعد دورة عام 1962 والذي حضره منتخبنا الوطني لأول مرة منذ الاستقلال بجيل جديد من اللاعبين يقودهم حسان لالماس. وقبل أن ندخل الدورة السادسة دعونا نتحدث عن طريقة تأهل منتخبنا الوطني إلى البطولة بالرغم من مشاركته لأول مرة في التصفيات. تصدر مجموعته في التصفيات بدون خسارة الجزائر بامتياز إلى إثيوبيا أول لقاء تصفوي للمنتخب الوطني كان في الخامس فيفري 1967 في العاصمة المالية بماكو أمام المنتخب المالي وعاد زملاء لالماس من هناك بفوز ساحق 3/0 وفي اللقاء الثاني أمام المنتخب البوركينابي جسد الجزائريون تفوقهم وعادوا من واغادوغو العاصمة البوركينابية بفوز رائع بهدفين لواحد الأمر الذي جعل حظوظ الجزائر كبيرة جدا لبلوغ النهائيات حيث تفوق على مالي يوم 12 مارس بهدف دون رد وعلى بوركينا فاسو يوم 9 أفريل بالعاصمة 3/1 لينتزع الخضر لأول مرة تأشيرة المشاركة في الدوار النهائية لكأس العالم. لم يشكل تأهل الجزائر مفاجأة لدى الكثيرين ممن كانوا يتابعون خطوات المنتخب الجزائري الذي كان يتشكل من لاعبين في المستوى نذكر منهم رباعي شباب بلوزداد مختار كالام وحسان لالماس وعاشور والحارس محمد عبروق ولا ننسى لاعب ترجي قالمة مصطفى سريدي ولاعب مولودية وهران فريحة وهي العناصر التي أبدعت في البطولة وتركت انطباعا حسنا وهو ما سنتناوله بعد قليل. إضافة إلى رفع عدد المنتخبات صيغة جديدة للمنافسة في النهائيات أقيمت الدورة السادسة بإثيوبيا عام 1968 بمشاركة 8 منتخبات بعد أن كان العدد في الدورتين الأخيريتن عند العدد ستة وفي الدورة الثالثة عند العدد ثلاثة فيما لم يتعد عدد المنتخبات التي شاركت في الدورتين الأوليتين عند العدد ثلاثة. وإضافة إلى ارتفاع عدد المنتخبات إلى ثمانية تقرر إعادة النظر في صيغة المنافسة يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى الدور النصف نهائي ويلعبوا بعدها بطريقة مقصية. أما المنتخبات التي كان لها شرف المشاركة في هذه الدورة هي: المنتخب الإثيوبي منظم البطولة والمنتخب الغاني المتوج بآخر دورة إضافة إلى منتخبات الجزائروأوغندا وكوت ديفوار والسنغال وكونغو كينشاسا الذي يعرف اليوم بجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو وكما سبق الإشارة إليه تم تقسيم هذه المنتخبات إلى فوجين وكل فوج ضم أربعة منتخبات. قرعة البطولة الجزائر في مجموعة البلد المنظم أوقعت القرعة منتخبنا الوطني في المجموعة الأولى التي كان على رأسها المنتخب الإثيوبي منظم البطولة إضافة إلى هذا الأخير ضمت القرعة المنتخبين الايفواري والأوغندي فيما ضمت المجموعة الثانية كل من غانا بطل الدورة الأخيرة والسنغال ومنتخب كونغو كينشاسا والكونغو. وصفت القرعة بالمتوازنة كون أقوى المنتخبات وضعت في كل مجموعة فمثلا المنتخب الإيفواري وضع في المجموعة الأولى فيما وضع المنتخب السنغالي في المجموعة الثانية وجود المنتخب الجزائري في مجموعة البلد المنظم والمنتخب الايفواري وصف بالانتحاري الأمر الذي استحال على منتخبنا بلوغ الدور الموالي. الانطلاقة فوز هزيل لإثيوبيا على أوغندا أعطيت إشارة انطلاقة البطولة السادسة يوم 12 جانفي عام 1968 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا فبعد مراسيم الحفل الذي جسد واقع القارة الإفريقية أعطى الرئيس الإثيوبي هينجيسنو هايلي مريم إشارة البداية بين منتخب بلاده اثيوبيا والمنتخب الأوغندي وكما كان منتظرا أن الفوز حليف أصحاب الأرض لكن بنتيجة ضئيلة هدفين لواحد سجل للمنتخب الإثيوبي كل من لوسيانو وفاساول فيما وقع الهدف الوحيد للمنتخب الأوغندي اللاعب اوما. في أول لقاء له في العرس القاري هزيمة ثقيلة للخضر أمام كوت ديفوار فور انتهاء لقاء الافتتاح كان الجمهور الإثيوبي الذي غادر الكثير منه مدرجات الملعب الأولمبي بأديس أبابا انطلقت المباراة الثانية بين منتخبنا الوطني ونظيره الايفواري وبما أن منتخب هذا الأخير كان أحد أقوى المنتخبات الإفريقية كونه كان يضم لاعبين كبار يتقدمهم الساطور لوران بوكو وهو اللاعب الذي تمكن من توقيع هدفين في شباك منتخبنا فيما وقع الهدف الثالث اللاعب بوزون لتنتهي المقابلة بفوز ساحق للمنتخب الإيفواري بثلاثة أهداف دون رد وبذلك تصدر هذا الأخير المرتبة الأولى بفارق الأهداف عن المنتخب الإثيوبي بزائد ثلاثة مقابل زائد واحد لإثيوبيا فيما حل المنتخب الأوغندي في الصف الثالث بناقص واحد وبناقص ثلاثة حل منتخبنا الوطني. الجولة الأولى من المجموعة الثانية بدون فائز... في نفس اليوم كذلك أي يوم 12 جانفي لعبت مبارتي المجموعة الثانية ففي الأولى تعادل حامل اللقب المنتخب الغاني أمام المنتخب السنغالي بهدفين لمثلهما وقعهما للمنتخب الغاني اوسي كوفي ومفوم فيما وقع هدفي المنتخب السنغالي ديونغي ديوب فيما انتهت المواجهة الثانية بين الإخوة الأعداء الكونغو الديمقراطية وكونغو كينشاسا لمصلحة هذا الخير وقعهما الثنائي مواوا وهدفين لكامبامبا. الجولة الثانية من المجموعة الأولى ثلاثية تاريخية لحسان لالماس لم يتأثر لاعبو المنتخب الوطني بقيادة المدرب الفرنسي لوسيان لوديك من الهزيمة التي تعرضوا لها أمام المنتخب الإيفواري بنتيجة 3/0 حيث أمطروا شباك المنتخب الأوغندي برباعية كاملة سجل منها لاعب شباب بلوزداد حسان لالماس ثلاثة أهداف فبات أول لاعب يوقع ثلاثية كاملة في مباراة واحدة فيما وقع الهدف الرابع مختار كالام هذا الفوز أعاد منتخبنا من بعيد للتنافس على تأشيرة العبور إلى الدور الثاني وقد كلفت خسارة المنتخب الأوغندي خروجه من البطولة نهائيا بعد أن كان قد خسر اللقاء الأول أمام منظم البطولة إثيوبيا بهدفين لواحد. اللقاء الثاني عن هذه المجموعة جمع بين إثيوبيا وكوت ديفوار وانتهى بفوز أصحاب الأرض بهدف دون رد وقعه اللاعب بوكسيون وهو الفوز الذي أهل رسميا إثيوبيا إلى المربع الذهبي قبل مواجهته الأخيرة التي جمعته أمام منتخبنا الوطني. الجولة الثانية من المجموعة الثانية فوز السنغالوغانا وفي نفس اليوم وعن المجموعة الثانية تفوق المنتخب السنغالي على منتخب الكونغو الديمقراطية بهدفين لواحد سجل لفائز ديوك وديوب فيما سجل للمنهزم اللاعب فوتيكا أما اللقاء الثاني وكما كان منتظرا عادت فيه الكلمة لحامل اللقب المنتخب الغاني على حساب المنتخب كونغو كينشاسا بهدفين لواحد وقعهما لغانا اوسي كوفي ومفوم ولمنتخب كونغو كينشاسا اللاعب موهيلي. في ختام الجولة الأولى ثلاثية إثيوبيا تقصي الجزائر بالرغم من بصيص الأمل الذي راود الجزائريين ببلوغ منتخبنا المربع الذهبي إثر فوزه في اللقاء الثاني على حساب المنتخب الأوغندي إلا أن ذلك الأمل تبدد عقب نهاية اللقاء الثالث الذي خاضه زملاء حسان لالماس أمام منظم البطولة إثيوبيا فرغم أن هذا الأخير كان قد بلغ المربع الذهبي إلا أن لاعبيه تمكنوا من إلحاق هزيمة ثقيلة بمنتخبنا توقفت عند الهدف الثالث فيما انتهت المواجهة الثانية عن ذات المجموعة بين المنتخب الايفواري والأوغندي لمصلحة الأول بهدفين لواحد وبذلك يتأهل المنتخبان الإثيوبي والإيفواري إلى الدور نصف النهائي بعد أن حل الأول في الصف الأول بست نقاط مقابل أربع نقاط للثاني ونقطتين للمنتخب الوطني ولا شيء للمنتخب الأوغندي. في المجموعة الثانية حسم المنتخبان الغاني والكونغو كينشاسا ورقة عبورها إلى المربع الذهبي بعد فوز الأول على منتخب جمهورية الكونغو 3/1 فيما فاز الثاني وفي لقاء كبير على المنتخب السنغالي بهدفين لواحد. كونغو كينشاسا وغانا إلى النهائي جمعت مباراتا الدور النصف النهائي كل من المنتخب الإثيوبي مع منتخب كونغو كينشاسا أو كما يعرف اليوم بكونغو الديمقراطية فيما جمعت المباراة الثانية عن نفس الدور حامل اللقاء المنتخب الغاني مع المنتخب الايفواري ففي الأولى وعكس كل التوقعات أطاح الكونغو كينشاسا بمنظم البطولة المنتخب الإثيوبي بثلاثة أهداف لهدفين سجل للمنتخب الكونغو مونغاموني هدفين وكيدومو هدف واحد فيما سجل هدفي المنتخب الإثيوبي اللاعبين لوسيانو وفاسالو. أما في اللقاء الثاني عن نفس الدور فقد تفوق المنتخب الغاني حامل اللقب على المنتخب الايفواري بنتيجة أربعة أهداف لثلاثة سجل لغانا كل من مفوم هدفين وصانداي اودوي فيما سحل للمنتخب الإيفواري لوران بوكو هدفين وكونان هنري هدف واحد. اللقاء الترتيبي كوت ديفوار تكتفي بالمركز الثالث قبل إقامة اللقاء النهائي جرت مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بين المنتخبين الايفواري والإثيوبي وانتهت بفوز الأول بهدف دون رد وقعه اللاعب لوران بوكو. النهائي غانا تخسر تاجها أمام الكونغو الديمقراطية في ال21 من شهر جانفي 1968 كان الجمهور الإفريقي على موعد مع اللقاء النهائي لكأس أمم إفريقيا في دورتها السادسة بين المنتخب الغاني والمنتخب الكونغو كينشاسا وفور انتهاء اللقاء الترتيبي انطلقت المباراة النهائية بين المنتخبين الغاني ومنتخب الكونغو كينشاسا الأول كان يطمح للفوز بالكأس للمرة الثالثة على التالي وبالتالي الاحتفاظ بالكأس إلى الآبد فيما كان الثاني يسعى لتدوين اسمه في سجل المتوجين الأمر الذي جعل اللقاء يطغى عليه طابع الحذر لكن خطأ واحد من الحارس الغاني كلف بلاده غاليا حيث خسر المنتخب الغاني في نهاية المباراة بهدف دون رد وبذلك يسدل الستار عن البطولة السادسة بتتويج المنتخب الكونغو كينشاسا لأول مرة بالتاج القاري. أحداث وأرقام من الدورة السادسة: * شهدت البطولة تسجيل رقم قياسي قي عدد الأهداف 52 هدفا وهو رقم لم يسبق وأن سجل من قبل. * سجل لاعب كوت ديفوار لوران بوكو ستة أهداف في هذه البطولة وهو عدد أقل بهدفين عن عدد الأهداف التي سجلها في البطولة السابقة. * مني منتخب جمهورية الكونغو بأثقل الهزائم ثلاثة في المجموعة حيث اهتزت شباكه في كل لقاء ثلاث مرات ولم يسجل خط هجومه إلا هدف واحد. * للمرة الثالثة يفشل منظم الدورة من الفوز بالكأس بعد أن فشل من قبل كل من المنتخبين السوداني والتونسي. * تعادل واحد سجل في البطولة ذلك الذي جمع في افتتاح المجموعة الثانية بين غاناوالسنغال وانتهى بهدفين لمثلهما فيما انتهت بقية المباريات بفوز احدهما. * لأول مرة وآخرها يتمكن لاعب جزائري من توقيع ثلاثة أهداف كاملة في الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا وهو حسان لالماس أمام المنتخب الأوغندي. * الغائب الكبير في هذه البطولة منتخب مصر والسودان احد مؤسسي كأس أمم إفريقيا وتونس منشط آخر نهائي. * لأول مرة سجل مشاركة كل من منتخبي كونغو كينشاسا والجزائر. * أثقل نتيجة في الدورة تلك التي فاز بها منتخبنا الوطني أمام نظيره الأوغندي 4/0 أما أكبر عدد من الأهداف شهدته مباراة واحدة تلك التي جمعت بين المنتخبين الغاني والإيفواري بنتيجة 4/3 لمصلحة غانا. * بالرغم من إقصاء المنتخب الجزائري في الدور الأول إلا أن لجنة المنافسة اختارت الجزائري حسان لالماس ضمن قائمة أحسن اللاعبين في البطولة. * لأول مرة تم رفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى ثمانية منتخبات بعد أن كان العدد منحصرا عند العدد ستة. النتائج الكاملة للدورة: (المجموعة الأولى) إثيوبيا - أوغندا 2/1 كوت ديفوار _ الجزائر 3/0 الجزائر _ أوغندا 4/0 اثيوبيا _ كوت ديفوار 1/0 كوت ديفوار _ اوغندا 2/1 الجزائر _ اثيوبيا 3/1 * تأهل إثيوبيا وكوت ديفوار المجموعة الثانية: غانا _ السنغال 2/2 كونغو كينشاسا _ جمهورية الكونغو 3/0 السنغال _ جمهورية الكونغو 3/0 غانا - كونغو كينشاسا 2/1 كونغو كينشاسا _ السنغال 1 /2 غانا _ جمهورية الكونغو 3/1 * تأهل كونغو كينشاسا وغانا الدور النصف نهائي إثيوبيا - كونغو كينشاسا 3/2 غانا _ كوت ديفوار 4/3 تحديد المركزين الثالث والرابع كوت ديفوار _ إثيوبيا 1/0 النهائي كونغو كينشاسا _ غانا 1/0 تطالعون في الحلقة المقبلة من هو المنتخب الذي حرم المنتخب الجزائري من بلوغ الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا في الدورة الموالية بالسودان عام 1970؟ ومن هو المنتخب الذي كان له شرف انتزاع لقب هاته الدورة؟ ومن هو اللاعب الذي سرق الأضواء؟ ذلك ما سنتعرف عليه في الحلقة المقبلة بإذن الله تعالى.