ولدت في لشبونة وانطلقت في السودان وترعرعت في الأدغال تاريخ كأس أمم إفريقيا إعداد / كريم مادي الدورة الخامسة (تونس 1965) غانا تحتفظ بتاجها بعد أن تعرفنا في الحلقتين الماضيتين (الأولى والثانية) عن كيفية نشأة كأس أمم إفريقيا والمصاعب التي واجهتها في البداية وعن هوية المنتخبات التي كان لها شرف انتزاع اللقب خلال الدورات الأربع الأولى سنتحدث في حلقة اليوم عن الدورة الخامسة التي جرت بتونس عام 1965 وقاطعها المنتخبان السوداني والمصري. بعد أن لعبت الدورتين الأولى والثانية بثلاث منتخبات ( السودان مصر وإثيوبيا) وهي الدول التي كانت وراء تأسيس الاتحاد الإفريقي بالعاصمة البرتغالية لشبونة بمشاركة جنوب إفريقيا قبل أن يتم منع هذه الأخيرة بسبب الميز العنصري الذي كانت نتهجه حكومة هذا البلد إلى غاية عام 1992 لكن بداية من الدورة الثالثة التي جرت بإثيوبيا عام 1962 بإثيوبيا ارتفع العدد إلى أربعة منتخبات وفي غياب السودان التي فشلت في بلوغ الأدوار النهائية بعد انسحابها في لقاء العودة أمام أوغندا وهو المنتخب الذي بلغ النهائيات إلى جانب تونس ومصر وإثيوبيا حيث لعبت البطولة على شكل خروج المغلوب فعاد اللقاء إلى المنتخب المصري النجاح الذي شهدته دورة إثيوبيا عام 1963 كان وراء ارتفاع عدد المنتخبات في الدورة الموالية التي جرت بغانا عام 1965 إلى ستة منتخبات وعاد اللقب القاري ولأول مرة إلى غانا بعد تفوقها في اللقاء النهائي على المنتخب السوداني بنتيجة لا تقبل أي جدل 3/0 ترى من هو البلد الذي نظم الدورة الخامسة؟ ومن هو المنتخب الذي كان له شرف انتزاع لقبها؟ ومن هو اللاعب الذي توج بلقب البطولة؟ تلكم من بين الأسئلة العديدة التي سنتعرف على إجابتها في هذه الحلقة. بعد مصر والسودان وإثيوبيا وغانا العرس القاري بتونس عام 1965 بعد أن استضافت مصر الدورة الأولى والسودان الدورة الثانية وإثيوبيا الدورة الثالثة وغانا الدورة الرابعة جاء الدور إلى الشقيقة تونس التي استضافت الدورة الخامسة عام 1965. تونس وبعد انجازها لملعب بالمعايير الدولية تقدمت إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم التي كان يرأسها المصري فهمي منح لها شرف احتضان البطولة التي جرت في ربيع عام 1965 وهي الدورة التي لم يشارك فيها منتخبنا الوطني في المباريات التصفوية لأسباب سنتحدث عنها في عدد خاص من هذه السلسلة على غرار الدورة الرابعة لا جديد في نظام دورة تونس نظام البطولة الخامسة لم يختلف عن نظام البطولة الرابعة التي جرت بغانا بمشاركة ستة منتخبات بتقسيمهما إلى مجموعتين وكل مجموعة تضم ثلاثة منتخبات يتنافسون في كل مجموعة في بطولة مصغرة يتأهل صاحبي المرتبة الأولى عن كل مجموعة إلى المباراة النهائية يما يلعبا صاحبا المرتبة الثانية في كل مجموعة في مباراة من اجل المرتبة الثالثة. الطريق إلى تونس انسحاب مصر والسودان في التصفيات شارك في التصفيات كل من السنغالوغينيا وإثيوبيا والسودان وأوغندا ومصر وكينيا. وقد أسفرت المباريات التصفوية تأهل كل من السنغال على حساب غينيا حيث فاز أسود تيرانغا ذهابا في دكار 2/0 وفي الإياب في كوناكري 3/0 كما تأهل كذلك المنتخبان الكونغولي والإيفواري وأهم ما ميز التصفيات انسحاب المنتخبين المصري والسوداني بسبب خلافاتهما مع تونس ورغم ذلك لم يؤثر على الدورة ككل التي عرفت نجاحا كبيرا بسبب ما سخرته الحكومة التونسية التي كان على رأسها المرحوم الحبيب بورقيبة. قرعة النهائيات تونس في المجموعة الأولى وحامل اللقب في الثانية أسفرت عملية القرعة لتعيين تركيبة المجموعتين على النحو التالي:المجموعة الأولى والتي وضع على رأسها المنتخب التونسي متزعم البطولة إلى جانب المنتخبين الإثيوبي والسنغالي فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات غانا بطل الدورة الأخيرة وكوت ديفوار والكونغو الديمقراطية. الانطلاقة تونسوغانا يضربان بقوة في الحادي عشر من شهر نوفمبر من عام 1965 وبملعب الشاذلي زويتن بالعاصمة التونسية تونس وأمام حضور جماهيري كبير فاق عن العشرين ألف متفرج أعطى الرئيس التونسي المرحوم الحبيب بورقيبة إشارة الانطلاقة وجمعت مباراة الافتتاح المنتخب التونسي والمنتخب الإثيوبي وكما كان منتظرا عرفت المباراة سيطرة كلية لأصحاب الأرض حيث لم تمض إلا ربع ساعة حتى تمكن التونسي الطاهر ألشابي من فتح باب التسجيل وهو الهدف الذي أعطى ثقة كبيرة للاعبي تونس سمح للاعب ألجديدي من مضاعفة النتيجة وهو الهدف الذي انهار بعده لاعبو الزوار مما أعطى ثقة في النفس للتونسيين وراحوا يستعرضون عضلاتهم أمام اللاعبين الإثيوبيين مكنهم من تسجل هدفين آخرين الثالث بواسطة دلهوم الرابع بواسطة لحمر وبنتيجة 3/0 انتهت مباراة الافتتاح لمصلحة المنتخب التونسي الذي قطع بهذا الفوز شوطا كبيرا لبلوغ النهائي لأول مرة. في اليوم الموالي عن مباراة الافتتاح غانا تهين الكونغو برباعية في اليوم الموالي من مباراة الافتتاح التي عاد الفوز فيها لمصلحة المنتخب التونسي على حساب المنتخب الإثيوبي 4/0 كان الجمهور الرياضي على موعد مع أول مباراة عن المجموعة الثانية بملعب سوسة بين المنتخبين الغاني ونظيره الكونغولي ونظرا لفارق المستوى بين المنتخبين عاد الفوز لحامل لقب الدورة الأخيرة المنتخب الغاني الذي كان ولازال يعرف ببرازيليو إفريقيا حيف فاز الغانيون بنتيجة ثقيلة 5/2 من توقيع بين أتشيمبونغ في مناسبتين وجونز كذلك في مناسبتين فيما سجل اوسي كوفي هدفا واحدا أما هدفي المنتخب الكونغولي فوقعهما اللاعب كالالا. الجولة الثانية تونس تتعادل مع السنغال أفرزت مباريات الجولة الثانية عن تعادل سلبي بين تونسوالسنغال عن المجموعة الثانية وفوز ساحق للمنتخب الإيفواري على المنتخب الكونغولي. وبذلك حل المنتخب التونسي في المرتبة الأولى باربع نقاط من فوز وتعادل وجاء بعده المنتخب السنغال بنقطة واحة من تعادل والمنتخب الإثيوبي في الصف الأخير بدون نقطة من خسارة الأمر الذي جعل ورقة العبور إلى الدور النهائي منحصرة بين المنتخبين التونسيوالسنغالي فكان هذا الأخير مطالب بالفوز بأكثر من أربعة أهداف على إثيوبيا ليبلغ النهائي على حساب المنتخب التونسي. في المجموعة الثانية وبعد إجراء الجولة الثانية تصدرها المنتخب الغاني بثلاث نقاط مع الأفضلية للمنتخب الأخير بفارق الأهداف زائد أربعة مقابل زائد ثلاثة لغانا وصفر نقطة للمنتخب الكونغولي الذي خرج المنافسة بعد تلقيه خسارتين ثقيلتين حيث تلقت شباكه في مبارتين 8 أهداف مقابل أهدف واحد والملفت للنظر أن الأهداف الثلاثة للمنتخب الإيفواري في مباراته أمام الكونغو الديمقراطية وقعها اللاعب مانغل. الجولة الثالثة القرعة أهلت تونسغانا بامتياز إلى النهائي مباريات الجولة الثالثة جاءت حاسمة بالنظر للتنافس الذي انحصر بين أربعة منتخبات ففي المجموعة الأولى نجا المنتخب التونسي من الإقصاء بأعجوبة حيث أنقذته عملية القرعة أمام المنتخب السنغالي فالفوز الساحق الذي حققه هذا الأخير على المنتخب الإثيوبي 5/1 جعل هذا الأخير يتقاسم المرتبة الأولى مع منظم الدورة المنتخب التونسي بأربع نقاط لكن القرعة أنقدته من الخروج. في المجموعة الثانية ورغم القوة التي أبداها المنتخب الإيفواري أمام منتخب الكونغو الديمقراطية إلا أن شباكه انهارت أمام المنتخب الغاني في اللقاء الفاصل بين المنتخبين من اجل المرور إلى الدور النهائي حيث تمكن اسود غانا من هز شباك الفيلة بأربعة أهداف كاملة تداول على توقيعها كل من بين أتشيمبونغ وكوامينتي ولوتدروت فيما وقع الهدف الرابع اللاعب اسي كوفي أما الهدف الوحيد للمنتخب الكونغولي فوقعه اللاعب بالزيري. وعقب إجراء مباريات الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول تأهل إلى اللقاء النهائي المنتخبين التونسي والغاني فيما تأهل إلى المباراة الترتيبية لتحديد المركزين الثالث والرابع كل من كوت ديفوار والسنغال. اللقاء الترتيبي فيلة كوت ديفوار يكتفون بالمركز الثالث قبل إجراء المباراة النهائية بملعب الشاذلي زويتن بالعاصمة التونسي تونس احتضن نفس الملعب يوم 21 نوفمبر 1965 لقاء رفع الستار من اجل تحديد المركزين الثالث والرابع بين المنتخبين الإيفواري والسنغالي وشهدت فوز منتخب الفيلة كوت ديفوار بنتيجة صغيرة هدف دون رد من توقيع اللاعب يوبو مانحا المركز الثلث لبلده. النهائي الوقت الإضافي أفرح الغانيين وأبكى التونسيين جاءت المباراة النهائية بين تونسوغانا والتي أدارها الحكم الجزائري شكايمي قوية وسريعة بين الجانبين فرغم مساندة الجماهير التونسية إلا أن زملاء اوسي كوفي احد نجوم القارة الإفريقية في تلك الفترة لم يتأثروا بذلك وراحوا يبسطون سيطرتهم على صحاب الأرض فبعد هدف من الجانب الغاني تمكن عبد المجيد الشتالي من تعديل النتيجة ليضيف زميله الطاهر ألشابي الهدف الثاني وفي الوقت الذي كان الجمهور التونسي ينتظر هدفا ثالثا وإذا بالمنتخب التونسي بواسطة اوسي كوفي يعدل النتيجة وبهدفين لمثلهما انتهى الوقت القانوني ليلجأ المنتخبان إلى الوقت الإضافي الذي ابتسم أمام دهشة التونسيين لمصلحة المنتخب الغاني بفضل الهدف التاريخي الذي وقعه اللاعب اوسي كوفي لم تجد الدقائق المتبقية للتونسيين من تعدي للنتيجة لتنتهي المباراة بفوز لغاتنا الأمر الذي مكنه من الحفاظ على لقبه الذي كان قد فاز به قبل سنتين من ذلك التاريخ بأرضه فبات ثاني منتخب بعد مصر الذي يتوج بالكأس الإفريقية مرتين متتاليتين. أرقام وأحداث من الدورة الخامسة: *بلغ عدد الأهداف التي شهدتها هذه الدورة 28 هدفا في ثماني مباريات بمعدل 3.5 في المباراة الواحدة وهو معدل جيد. * شهدت المجموعة الأولى تسجيل 10 أهداف خمسة أهداف للسنغال وأربعة أهداف لتونس وهدف واحد للمنتخب الإثيوبي علما أن هذا الأخير كان قد توج بلقب الدورة الثالثة. * شهدت المجموعة الثانية تسجيل 12 هدفا غانا وقعت تسعة أهداف كاملة فيما وقعت كوت ديفوار أربعة أهداف وهدف واحد لمنتخب الكونغو الديمقراطية. * شهدت مباراة تحديد المركز الثالث تسجيل إلا هدف واحد. * بلغ أهداف اللقاء النهائي بين غاناوتونس خمسة أهداف كاملة ثلاثة لغانيين واثنين لتونسيين. * فازت غانا باللقب بقيادة المدرب تشارلز غيامفي. * توج بلقب أحسن هداف كل من الغانيان بن أشيامبونغ وأوسي كوفي والايفواري أوستاش مينغل وكل واحد منهما وقع ثلاثة أهداف. * بلغ عدد المتفرجين الذين تابعوا اللقاء النهائي 25 ألف متفرج فيما بلغ العدد الإجمالي لمتفرجين لدورة كلها 68 ألف متفرج. * لم يتعد عدد الجماهير الذي تابع مباريات المجموعة الثانية بمدينة سوسة عن الثلاثة آلاف متفرج في المباريات الثلاث بمعدل ألف متفرج في اللقاء الواحد. * بالرغم من فوز السنغال على إثيوبيا بنتيجة 5/1 إلا ان الرقم القياسي قي أثقل نتيجة بقيت لمصلحة المنتخب المصري بفوزه في دورة غانا عام 1963 على نيجيريا 6 / 3 عام 1963 . النتائج الكاملة للدورة الخامسة: المجموعة الأولى: تونس _ إثيوبيا 4/0 السنغال _ تونس 0/0 السنغال- إثيوبيا 5/1 ت المنتخبات ن ل الفارق 1 تونس 4 2 +4 2 السنغال 4 2 +4 3 إثيوبيا 0 2 -8 * تأهل تونس إلى النهائي بفضل عملية القرعة * المجموعة الثانية: غانا _ الكونغو الديمقراطية 5/2 كوت ديفوار _ الكونغو الديمقراطية 3/0 غانا _ كوت ديفوار 4/1 ت المنتخبات ن ل الفارق 1 غانا 6 2 +6 2 كوت ديفوار 3 2 00 3 ك. الديمقراطية 0 2 -6 تاهل غانا إلى النهائي * تحديد المركز الثالث: كوت ديفوار _ السنغال 1/0 النهائي: تونس _ غانا 3/2 (بعد الوقت الإضافي) تطالعون في الحلقة القادمة: من تونس إلى إثيوبيا الجزائر لأول مرة في العرس القاري كيف تأهل منتخبنا الوطني إلى النهائيات الكأس من هو المنتخب الذي تألق في البطولة واسم اللاعب الذي دخل بأهدافه تاريخ اللعبة ولم يتمكن أي لاعب من تحطيم رقمه إلا بعد مرور حوالي أربعين سنة كاملة؟ تلكم من بين الأسئلة العديدة التي سنجيبكم عنها في حلقة يوم غد فكونوا في الموعد ولا تفوتوا التعرف عن القصة الكاملة لكأس أمم إفريقيا لكرة القدم.