دقّ المشاركون في الطبعة الخامسة للملتقى الدولي حول "أمراض الطفل" أمس السبت بجامعة تلمسان ناقوس الخطر بخصوص صحّة أطفال الجزائر، مؤكّدين أن داء السكري يزحف عليهم يوما بعد يوم ومشيرين إلى أن نسبة إصابة الأطفال بالداء السكري قد ارتفع خلال السنوات القليلة الأخيرة بالجزائر من 9 إلى 12 في مائة ألف· وخلال هذا اللّقاء المنظّم من قبل المؤسسة الاستشفائية "الأمّ والطفل" بالتنسيق مع جامعة "أبي بكر بلقايد" وجمعية "أبسيت" لترقية صحّة الطفل أوضح الدكتور مراد إينال نائب رئيس الجمعية المذكورة وأخصّائي في طبّ الأطفال أن "هذا الارتفاع المسجّل يدعو إلى البحث العميق في الأسباب والخلفيات الاجتماعية والغذائية لتوقيفه والتكفّل الفعلي بالمصابين، سواء داخل الأسرة أو المدرسة للتخفيف من معاناتهم اليومية"· من جهتها، ترى رئيسة الجمعية الجزائرية لطبّ الأطفال الدكتورة رشيدة بوخاري أن "هذه النّسب مرشّحة للارتفاع في السنوات المقبلة إذا لم تتكاثف الجهود على مستوى كلّ الجهات، سواء الطبّية أو التربوية أو الاجتماعية من أجل إجراء دراسات ميدانية علمية وتكثيف التشخيص المبكّر لدى الأطفال الكفيل باجتناب المضاعفات الخطيرة التي قد يتعرض لها الطفل المصاب"· ودعت نفس المتدخّلة إلى "توسيع التغطية الاجتماعية لكي تشمل كلّ الأطفال المصابين بهذا المرض المزمن وإعطائهم الفرصة المتكافئة في العلاج والتكفّل الاجتماعي"· كما تطرّق المختصّون القادمون من بعض جامعات الوطن، وكذا من فرنسا إلى بعض المواضيع ذات الصلة بداء السكري كالمضاعفات والنّظام الغذائي الذي ينبغي أن يلتزم به الطفل قبل وبعد كل حقنة "أنسولين"· للإشارة، فقد اهتمّت الطبعة الخامسة من الملتقى بالمرض السكري بعد الطبعات الأربعة التي خصّصت لأمراض القلب والشرايين والأمراض المعدية والمعدة والربو، حيث يرمي الى خلق فضاء للاحتكاك وتبادل التجارب والخبرات وكذا التباحث في الطرق النّاجعة والعصرية لتحسين عملية التكفّل بأمراض الطفل حسب الدكتور غماري سيدي محمد مسؤول بلجنة التنظيم· وقد انتظم على هامش الأشغال معرض لمخابر الأبحاث والمواد الصيدلانية تضمّن بعض الأدوية وأجهزة متنوّعة وأدوات خاصّة بالتكفّل الصحّي للرضّع·