كشف المشاركون في الطبعة الثالثة للملتقى الدولي حول طب الأطفال بتلمسان أن نسبة إصابة الأطفال بأمراض الحساسية و الربو ارتفع بالجزائر من 3 إلى 8 بالمائة . واوضح الدكتور بن ددوش رئيس مصلحة أمراض الطفل بمستشفى تلمسان خلال أشغال هذا الملتقى الذي نظمته المؤسسة الاستشفائية "الأم و الطفل" من 18 ال 20 جوان ان هذا المرض قد أصاب حوالي 1,5 مليون شخص بالجزائر مما جعل الهيئات الصحية تضعه في المرتبة الثالثة من حيث الانتشار بعد مرض ارتفاع الضغط و داء السكري ، واكد أن الأطفال يحتلون "نسبة هامة من هذا العدد المقلق لانهم معرضون اكثر للمرض". كما افاد المتدخلون أن التلوث بأشكاله قد ساهم في ظهور أعراض جديدة للحساسية عند الطفل و تسبب في تفاقم الأمراض التنفسية مشيرين إلى الخطورة التي يمثلها الهواء الملوث جراء انتشار المدخنات الصناعية المجاورة أو الغازات المتأكسدة التي تنطلق من المحركات و العربات و نيران القمامات، واكد المتدخلون في هذا اللقاء الذي شارك فيه عدد هام من الأطباء المختصين في أمراض الطفل و الحساسية من بعض جامعات الجزائر و فرنسا ان "هذه الغازات الضارة تقوي الحساسية لدى الشخص بصفة عامة والطفل بصفة خاصة مما يجعله يصاب بأمراض نقص التنفس أو الربو". من جهته أرجع البروفسور بروار من مستشفى "كون" بفرنسا الذي نشط محاضرة بعنوان "التلوث والحساسية" العديد من الأمراض و الحساسيات إلى طبيعة الهواء الملوث الذي نستنشقه في المدن و خصوصا بمحاذاة المناطق الصناعية و نوعية الأغذية التي غالبا ما تكون ملوثة بالجراثيم مؤكدا ان "بيئة سليمة تعطي صحة سليمة ، كما تم بالمناسبة تنشيط مداخلات حول إصابات الجهاز التنفسي و مرض السل والربو و الحساسية قبل فتح باب النقاش أمام الحاضرين الذين ركزوا على الطرق السليمة للتكفل بالمرضى الصغار المصابين بالنقص التنفسي في ظل الأبحاث الجديدة، وانتظم على هامش أشغال الملتقى معرض لمخابر الأبحاث والمواد الصيدلانية حيث تم عرض أدوية وأجهزة حديثة كالمحضنات و أدوات مخصصة لتطبيب الرضع و التكفل بهم من شتى الجوانب مع عرض عينات من مسحوق الحليب الضروري لنمو الرضيع و الطفل على السواء.