التهديد يتصاعد من من الخليج إلى أمريكا توتر نفطي ساخن ! في وقت تصاعد فيه مجددا التوتر بين إيران والولايات المتحدةالأمريكية على خلفية استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان الخميس الماضي أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم السبت خلال كلمة له في قمة التعاون وبناء الثقة في آسيا المنعقدة في العاصمة الطاجيكستانية دوشنبه أن بلاده ترفض الاستمرار في التزامها بالاتفاق النووي بشكل منفرد من دون أن يقوم شركاؤها الآخرون بتنفيذ تعهداتهم. ق.د/وكالات قال روحاني بحسب ما أورده الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية إن طهران نفّذت جميع تعهداتها بإقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالرغم من الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي والدعم الضعيف له من قبل بقية الشركاء مضيفا لا يمكن لإيران أن تبقى ملتزمة بمفردها بالاتفاق النووي وعلى بقية الأطراف أيضا أن تقوم بمسؤوليتها للحفاظ على هذا الاتفاق الهام . واعتبر روحاني أن تنفيذ جميع شركاء الاتفاق النووي كافة تعهداتهم يلعب دورا مهما في زيادة الاستقرار الإقليمي والعالمي متهماً واشنطن بتحويل الشرق الأوسط إلى إحدى أكثر المناطق تشهد أزمات وعدم استقرار في العالم بسياساتها بما فيها الانسحاب من الاتفاق النووي . وأشار إلى القرارات المرحلية الأخيرة لبلاده لتعليق تنفيذ تعهدات نووية قائلا إنها جاءت وفقا للبندين 26 و36 من الاتفاق مهددا بأنه في حال لم نتلق ردا مناسبا سنضطر إلى تنفيذ إجراءات إضافية في إشارة إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية من تقليص التعهدات النووية. من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة خلال القمة ذاتها إنه لا يمكن حل القضايا المرتبطة بإيران من دون الحفاظ على الاتفاق النووي مؤكدا أن بلاده ستواصل تنفيذ هذا الاتفاق ثم أضاف: لا حل للمسألة النووية الإيرانية إلا من خلال الاتفاق النووي . وتأتي تصريحات بوتين بينما روسيا هي أيضا شريك في الاتفاق النووي وتطالب إيران جميع شركاء هذا الاتفاق بتنفيذ تعهداتهم ووجهت ضمنا انتقادات لروسيا والصين لعدم تنفيذ تعهداتهما والالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران بشكل أو بآخر إذ انسحبت شركات روسية وصينية عدة من الأسواق الإيرانية. وكان المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قد أعلن في الثامن من ماي الماضي عن قرارات مرحلية بموجبها تعلّق إيران تنفيذ تعهدات في الاتفاق النووي ردا على الضغوط الأمريكية وما تصفه طهران بمماطلات الشركاء الخمسة المتبقين في الاتفاق أي الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والصين وروسيا في تنفيذ تعهداتهم بعد أن صفّرت العقوبات الأمريكية منافعها الاقتصادية من الاتفاق النووي. وأعلنت طهران أنها ستعلق بعض تعهداتها على مرحلتين بدأت المرحلة الأولى خلال الشهر الماضي وشملت رفع القيود عن إنتاج اليورانيوم والمياه الثقيلة على أن تبدأ المرحلة الثانية في حال لم يلبّ الشركاء المطالب الإيرانية في القطاعين النفطي والمصرفي خلال ستين يوماً لتخفيف آثار العقوبات الأمريكية. تشمل المرحلة الثانية رفع مستوى تخصيب اليورانيوم وتفعيل مفاعل آراك النووي. وتنتهي المهلة الإيرانية في السابع من جويلية المقبل وسط حديث إيراني عن أن طهران لم تلمس بعد خطوات عملية أوروبية تلبّي مطالبها. كما أن أوروبا من جهتها تحذّر إيران من الاستمرار في تقليص تعهداتها داعية إياها إلى مواصلة الالتزام بهذه التعهدات. وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد حذّر الثلاثاء الماضي خلال لقائه مع نظيره السويدي مارغو والستروم في استوكهولم من انهيار الاتفاق النووي داعيا إيران إلى الالتزام بتعهداتها من جانب واحد. وهدد ماس الذي زار إيران الإثنين الماضي بأن خروج إيران من الاتفاق النووي سيؤدي إلى عزلتها في العالم وعودة الأوضاع إلى قبل التوقيع على هذا الاتفاق (عام 2015) وعودة العقوبات . وقال ماس إن هذا الوضع لن يكون في مصلحة إيران . وانتقدت الخارجية الإيرانية دعوة هايكو ماس إيران بعد زيارته لها إلى تنفيذ تعهداتها من جانب واحد في الاتفاق النووي مؤكدة أن الاتفاق متعدد الأطراف وأن الجميع عليهم تنفيذ الالتزامات بالتساوي . وطالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أوروبا بتنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي إذا كانت قلقة على الاتفاق وتريد الحفاظ عليه . من جهته أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو الإثنين الماضي عن قلقه من تصاعد التوتر بشأن الملف النووي الإيراني بعد إعلان طهران أنها لم تعد تحترم بعض القيود التي ينص عليها الاتفاق المبرم مع القوى الكبرى في 2015. وقال المدير العام للوكالة يوكيا أمانو في كلمة: آمل في إيجاد طرق لخفض التوتر الحالي عبر الحوار . واشنطن: نسعى إلى إجماع دولي بعد استهداف ناقلات النفط من جهتها قال باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي في وقت متأخر الجمعة إن الإدارة الأمريكية تركز على بناء إجماع دولي عقب هجمات على ناقلات نفط في الشرق الأوسط ألقت واشنطن باللوم فيها على إيران. وصرح شاناهان للصحافيين خارج مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن بأنه ومستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو يشتركون في نفس الهدف. ونفت إيران اتهامات أميركية بأنها مسؤولة عن الهجوم على ناقلتي نفط يابانية ونرويجية في خليج عمان الخميس. وعندما سئل شاناهان في وقت لاحق عما إذا كان يدرس إرسال المزيد من القوات أو العتاد العسكري إلى الشرق الأوسط أجاب: كما تعلمون نحن دوما نجهز خطط طوارئ متنوعة . وتابع: عندما تنظرون إلى الموقف سفينة نرويجية وسفينة يابانية والسعودية والإمارات و15 بالمائة من تدفقات النفط العالمية عبر مضيق هرمز . وأضاف لذلك نحتاج بالطبع إلى إعداد خطط طوارئ تحسبا لتدهور الموقف. ونحتاج أيضا إلى توسيع الدعم (الدولي) لنا في هذا الموقف . وأوضح شاناهان أن دور البنتاغون سيشمل تبادل معلومات المخابرات مثلما فعلت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي يوم الخميس بنشرها تسجيل فيديو قال إنه يعرض لقطات لدورية من الجيش الإيراني وهي تزيل لغما لم ينفجر من جانب إحدى الناقلتين. بينما قالت إيران إن تسجيل الفيديو لا يثبت شيئا وإن طهران تُستخدم كبش فداء. وفي هذا السياق قال شاناهان: سننشر أي معلومات نتمكن من رفع السرية عنها. سنقوم بذلك. هذا ما ننوي القيام به . وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صب في وقت سابق الزيت على نار الاتهامات الأمريكيةلإيران مؤكداً أن طهران نفّذت الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان. وخلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية المقرّبة من دوائر الرئيس الأمريكي قال ترامب مشيراً إلى الصور التي نشرها الجيش الأمريكي لما يظهر أنه زورق إيراني يزيل أحد الألغام التي لم تنفجر من إحدى الناقلتين إن إيران هي من قام بالهجوم وأنتم تعرفون ذلك لأنكم رأيتم القارب . وأضاف ترامب أن إيران ليس بوسعها إغلاق مضيق هرمز مستدركاً أن ذلك إن حدث فلن يستمر طويلاً . وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأمريكي أن بلاده لن تتعاطى مع الحادث برفق ردّ على سؤال حول كيفية كبح إيران بالقول: سنرى .