ولدت في لشبونة وانطلقت في السودان وترعرعت في الأدغال تاريخ كأس أمم إفريقيا (الحلقة الحادية عشر) إعداد: كريم مادي الدورة الثالثة عشر (ليبيا 1982/ الجزء الأول) الخضر في الواجهة... بعد نيجيريا 1982 والذي انتزع لقبها مستضيف البطولة المنتخب النيجيري على حساب المنتخب الجزائري بثلاثية نظيفة استضافت ليبيا الشقيقة الدورة الموالية التي جرت في ربيع عام 1982 وهي الدورة التي شارك فيها المنتخب الجزائري بعد بلوغه النهائيات بدون عقبات. يأتي استضافة ليبيا للعرس القاري سنة 1965 بعد 17 سنة من استضافة الجارة تونس لذات المنافسة وهو ثاني بلد مغاربي يسند له احتضان الأدوار النهائية لكاس أمم إفريقيا وكان بدول المغرب العربي فأل خير على الغانيين وإلا كيف نفسر تتويج المنتخب الغاني باللقب القاري في الدولتين معا. بالنظر لما زخرت به هاته الدورة ارتأينا ان نقسم هاته الدورة إلى حلقتين سنتحدث في حلقة هذا العدد عن طريق المنتخب الجزائري إلى ليبيا وحيثيات الجولتين الأوليتين من النهائيات فرحلة موفقة إلى دهاليز تاريخ كأس أمم إفريقيا. للمرة الثانية على التوالي الجزائر بدون عناء إلى العرس القاري بليبيا 1982 الانطباع الجيد الذي تركه منتخبنا الوطني في دورة نيجيريا التي جرت عام 1980 التي وصل فيها إلى المباراة النهائية وخسر اللقب الإفريقي أمام منظم الدورة المنتخب النيجيري بثلاثة أهداف لصفر والنتائج الباهرة التي حققها منتخبنا في التصفيات المؤهلة لكاس العالم وأمم إفريقيا على حساب منتخبات كبيرة آخرها المنتخب النيجيري الذي فاز زملاء بلومي ذهابا في لاغوس بهدفين لصفر وهدفين لواحد في الإياب الأمر الذي جعله يبلغ نهائيات كأس العالم عن جدارة واستحقاق. إضافة إلى كل هذا كانت التشكيلة الوطنية تزخر بأسماء رنانة على المستوى العالمي يقودهم صاحب الكرة الذهبية لعام 1981 لخضر بلومي كل هذه العوامل جعل الكثيرين يرشحون المنتخب الجزائري لانتزاع اللقب الإفريقي بسهولة لكن حدث مالم يكن في الحسبان وظل هذا التاج بعيدا عن الملكة التي ظلت تبحث عن تاج. لم يجد زملاء علي فرقاني أدنى صعوبة في اقتطاع ورقة العبور إلى الأدوار النهائية التي جرت في ليبيا في ربيع عام 1982 ففي الدور الأول تمكن المنتخب الجزائري من إلحاق شر هزيمة بالمنتخب المالي بملعب زبانة بمدينة وهران 19 جوان سابقا بنتيجة لا تقبل أي جدل5/1 وفي لقاء الإياب الذي جرى في العاصمة المالية بماكو انتهى اللقاء بفوز مالي 3/0 ورغم ذلك لم يبلغ هذا الأخير الدور الموالي على اعتبار أن مواجهة الذهاب انتهت بفوز الجزائر 5/1 ليلتقي في الدور الموالي أمام المنتخب البوركينابي ففي لقاء الذهاب راح زملاء التاج بن سحاولة يبدعون بملعب زبانة بمدينة وهران حيث أمطروا شباك المنتخب البوركينابي بسبعة أهداف كاملة مقابل هدف واحد فيما انتهت مواجهة الإياب بالعاصمة البوركينابية واغادوغو بهدف لمثله الأمر الذي أهل منتخبنا عن جدارة واستحقا إلى الأدوار النهائية للبطولة للمرة الثالثة والثانية على التوالي بعد دورتي إثيوبيا عام 1968 ونيجيريا عام 1980. غياب مصر لأسباب سياسية المنتخب الليبي لأول مرة والجزائر لثالث مرة بعد أكثر من سنة من المباريات الإقصائية اتضحت هوية المنتخبات الستة التي التحقت بكل من المنتخبين الليبي منظم البطولة ونيجيريا حامل لقب الدورة الأخيرة ويتعلق الأمر بكل من منتخبات الجزائر الذي بلغ النهائيات كما سبق الذكر للمرة الثالثة وغانا للمرة السابعة وتونس للمرة الثالثة والكاميرون للمرة الثالثة وزامبيا للمرة الثالثة وإثيوبيا للمرة التاسعة فيما مشاركة نيجيريا كانت الخامسة أما المنتخب الليبي فتعد أول مشاركة له في النهائيات. يلاحظ في القائمة غياب المنتخب المصري الذي قرر الانسحاب بالرغم من بلوغه الأدوار النهائية لأسباب سياسية وتم تعويضه بالمنتخب التونسي في آخر لحظة. قرعة البطولة الجزائر في مجموعة حامل اللقب نيجيريا أفرزت عملية القرعة التي جرت في منتصف شهر نوفمبر من عام 1981 بالعاصمة الليبية طرابلس عن وقوع المنتخب الوطني في المجموعة الثانية إلى جانب كل من نيجيريا حاملة لقب الدورة الخيرة إضافة إلى المنتخب الإثيوبي والمنتخب الزامبي منشط نهائي عام 1974. أما المجموعة الأولى فزت كل من ليبيا منظم البطولة وغاناوالكاميرونوتونس ولعبت مباريات هذه المجموعة في العاصمة الليبية طرابلس بملعب 11 جوان فيما لعبت مباريات المجموعة الثانية بمدينة بنغازي بملعب 28 مارس. الانطلاقة بداية عرجاء لمستضيف البطولة في الخامس من شهر مارس وبملعب 11 جوان بالعاصمة الليبية طرابلس شهد هذا الملعب أجمل اللوحات الفنية التي أبدع فيها الليبيون في تقديمها والتي لا تزال إلى حد الآن في ذاكرة الأفارقة وفي تاريخ الكأس الإفريقية حيث لم تشهد مثلها أي دورة إلى حد الآن. قبل أن يعطي حكم اللقاء بداية المباراة نزل إلى أرضية الميدان الرئيس الليبي المرحوم معمر القذافي ألقى كلمات ترحيبية على الحاضرين نوه فيها بمكانة ألكاس الإفريقية على المستوى العالمي لتبدأ مباراة الافتتاح بين منظم الدورة المنتخب الليبي والمنتخب الغاني الذي كان قد فاز بثلاث كؤوس افريقية سنوات 1963 ببلده وعام 1965 بتونس ودورة إثيوبيا عام 1968 . بالرغم من البداية القوية للمنتخب الليبي إلا أن بداية التهديف كانت لمنتخب غانا بواسطة ابوكا في الدقيقة ال28 ورغم السيطرة الكبيرة التي أبداها زملاء العيساوي إلا أن ذلك لم يجد نفعا فانتهى الشوط الأول لمصلحة غانا بهدف دون رد. الشوط الثاني شهد عودة قوية للاعبين الليبيين الأول بواسطة اللاعب جرانة في الدقيقة ال58 سيطرة المنتخب الليبي تواصلت الأمر الذي مكن اللاعب العيساوي لاعب القرن في ليبيا من مضاعفة النتيجة في الدقيقة ال76 وفي الوقت الذي كان فيه الجمهور الليبي ينتظر هدفا ثالثا وإذا بالمنتخب الغاني بواسطة انتي من تعديل النتيجة في آخر دقيقة من المباراة سرعان ما أعلن حكم المباراة نهاية المباراة بالتعادل الإيجابي هدفين لمثلهما. اللقاء الثاني عن المجموعة الأولى تعادل إيجابي بين تونسوالكاميرون فور انتهاء هذا اللقاء انطلقت المباراة الثانية بين المنتخبين الكاميروتي والتونسي هذا الأخير كان قد بلغ نهائيات كأس العالم بإسبانيا رفقة منتخبنا الوطني بعد تغلبه في آخر لقاء تصفوي على المنتخب المغربي فيما المنتخب التونسي كان قد تأهل لمونديال الأرجنتيني عام 1978 بعد شوط أول خلى من الإثارة والتنافس والأهداف جاء الشوط الثاني قويا فلم تمض الا أربع دقائق حتى تمكن المنتخب التونسي من الوصول إلى شباك الحارس الكاميروني انكونو بواسطة القابسي وذلك في الدقيقة ال49 لكن في عز أفراح التونسيين بهدف السبق تمكن المنتخب الكاميروني بواسطة امبيدا من تعديل النتيجة وذلك في الدقيقة ال50 وهو الهدف الذي كان له الأثر السلبي على اللقاء حيث تراجع مستوى أداء اللاعبين ولم نسجل أي شيء فيما تبق من دقائق هذا الشوط لتنتهي المباراة بالتعادل الايجابي هدف لمثله وعلى اثر هذه النتيجة حلت جميع المنتخبات في الصف الأول بنقطة واحدة. الجولة الأولى من المجموعة الثانية نيجيريا تهزم إثيوبيا ومرزقان يهدي أول فوز للجزائر في اليوم الموالي من مبارتي الافتتاح كان الموعد مع مبارتي الجولة الأولى من المجموعة الثانية ففي الأولى التقى المنتخبان النيجيري حامل لقب الدورة الأخيرة مع المنتخب الإثيوبي وكان الفوز حليف النسور الخضراء بنتيجة ثقيلة ثلاثة أهداف دون رد سجل منها اللاعب كيشي هدفين في الدقيقتين ال 27 و 82 فيما سجل اللاعب ماولا الهدف الثالث والثاني له في اللقاء وذلك في الدقيقة ال40. اللقاء الثاني الذي انتظره الجزائريون طويلا جمع بين المنتخب الجزائري والزامبي فبهد انتهاء المرحلة الأولى بالتعادل السلبي كاد أن ينتهي الشوط الثاني بنفس النتيجة لولا صعود المدافع شعبان مرزقان إلى الهجوم فعلى اثر تنفيذ ركنية تمكن لاعب النصرية آنذاك من الوصول إلى شباك المنتخب الزامبي مانحا التفوق للمنتخب الجزائري ورغم العودة القوية للمنتخب الزامبي في الدقائق الأخيرة إلا أن النتيجة بقيت على حالها هدف دون رد إلى غاية إعلان الحكم صافرة النهائية وهو الفوز الذي وضع منتخبنا في الصف الأول بنقطتين رفقة المنتخب النيجيري مع فارق الأهداف لهذا الأخير زائد اثنين فيما حل المنتخبان الزامبي والإثيوبي في المرتبة الأخيرة بدون رصيد. الجولة الثانية من المجموعة الأولى ليبيا تهزم تونس وتعادل سلبي بين غاناوالكاميرون جاءت الجولة الثانية من البطولة حامية الوطيس ففي المجموعة الأولى التي لعبت مبارياتها يوم 9 مارس ففي اللقاء الأول الذي كان عربيا خالصا بين منظم البطولة المنتخب الليبي والجار المنتخب التونسي انتهى لمصلحة أصحاب الأرض بنتيجة هدفين لصفر تداول على توقيعهما كل من كمال ضد مرماه في الدقيقة ال42 وقبل سبع دقائق من صافرة النهائية تمكن اللاعب الليبي البوراسي من مضاعفة النتيجة لتنتهي المباراة بفوز مستحق للمنتخب الليبي ليرفع رصيده إلى ثلاث نقاط فيما تجمد رصيد المنتخب التونسي عند النقطة الوحيدة اليتيمة. انتهت مباراة الكاميرونوغانا بدون فائز صفر لمثله وهو التعادل الذي جعل المنتخبين معا في المرتبة الثانية بنقطتين لكن حتى وان حل المنتخب التونسي في الصف الأخير إلا أن حظه في التأهل إلى الدور الثاني بقيت قائمة فيما تعززت حظوظ المنتخب الليبي في بلوغ المربع الذهبي. الجولة الثانية من المجموعة الأولى زامبيا تقصي إثيوبيا مبكرا والجزائر تهزم نيجيريا وتتأهل في اليوم الموالي أي يوم 10 مارس تمكن المنتخب الزامبي من هزم المنتخب الإثيوبي بهدف دون رد من توقيع اللاعب مونشايا في الدقيقة ال68 وهو الهدف الذي أقصى نهائيا المنتخب الإثيوبي فيما عزز استعادة المنتخب الزامبي حظوظه في بلوغ المربع الذهبي. بعد البداية القوية للمنتخب النيجيري الذي تمكن من الوصول إلى شباك الحارس مهدي سرباح مبكرا في الدقيقة ال14 بواسطة ليسيما الا أن العودة القوية للمنتخب الوطني الذي استعاد زمام المبادرة وراح يبسط سيطرته على المنافس لكن بالرغم من هذه السيطرة إلا أن هدف التعادل جاء في آخر دقيقة من هذا الشوط بواسطة اللاعب رابح ماجر وبهدف لمثله انتهت المرحلة الأولى. المرحلة الثانية كانت أكثر إثارة حيث حاول كل فريق الوصول إلى شباك منافسه المنتخب الجزائر كان يبحث عن فوز يؤكد به انه فعلا جدير ببلوغه المونديال فيما كان يبحث زملاء اودييغبامي عن فوز يثارون به من منتخبنا الوطني الذي حرمهم من بلوغ نهائيات كاس العالم. بعد عشرين دقيقة من التنافس جاء الهدف الثاني للمنتخب الوطني بواسطة لاعب رائد القبة صالح عصاد هدف زاد من التنافس ورغم السيطرة الخفيفة للمنتخب النيجيري إلا أن النتيجة لم تغير إلى غاية نهاية المباراة بتأهل منتخبنا الوطني إلى المربع الذهبي قبل مواجهته الشكلية الأخيرة أمام المنتخب الإثيوبي الذي كان قد عرف مصيره المشئوم بإقصائه من البطولة بعد تلقيه لهزيمتين متتاليتين أمام نيجيريا 3/0 وأمام زامبيا 1/0 . تطالعون في الحلقة المقبلة: لماذا خاض زملاء لخضر بلومي المواجهة الثالثة والأخيرة ضمن دور المجموعات بدون روح؟ من الذي رافق المنتخب الجزائري إلى المجموعة الثانية إلى الدور نصف النهائي؟ من هو المنتخب الذي حرم الخضر من بلوغ المحطة النهائية؟ كيف توج المنتخب الغاني بلقبه الإفريقي الثالث في تاريخه؟ أين مكانة مستضيف الدورة المنتخب الليبي من هاته البطولة؟ كل هاته الأسئلة وغيرها سنجيبكم عنها في الحلقة المقبلة باذن الله تعالى.