مشاريع ب50 مليار دولار مقابل بيع فلسطين صفقة القرن.. النكبة الجديدة ! *رفض فلسطيني واسع: خدعة لتصفية القضية من المقرر أن يكشف جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال المؤتمر الذي سيعقد في البحرين الأسبوع المقبل عن الجانب الاقتصادي من خطة واشنطن للسلام ومن أهم ملامحها مشاريع بقيمة خمسين مليار دولار للفلسطينيين ومصر والأردن ولبنان والتي شبهها الفلسطينيون بأنها وعد بلفور جديد ! ق.د/وكالات تلقى خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة ب صفقة القرن وأولى مراحلها خطة السلام من أجل الازدهار كما يصفها معدوها والتي ستعرض استثمارات بقيمة 50 مليار دولار أمريكي في مؤتمر البحرين على فلسطين والدول العربية المجاورة رفضاً واسعاً فلسطينياً وعربياً. وكشفت وكالة رويترز عن أهم بنود الرؤية الاقتصادية ضمن خطة التسوية التي يتوقع أن تكشف عنها إدارة ترامب في وقت لاحقا من العام الحالي وسارع الفلسطينيون إلى رفض تقديم الحل الاقتصادي على الحل السياسي للقضية الفلسطينية. وكان كوشنر زار عددا من الدول العربية في محاولة لتسويق الخطة ولحثها على المشاركة في مؤتمر البحرين المقرر عقده يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. وفيما يلي أهم ما جاء في الجانب الاقتصادي من الخطة وفق ما ورد في وثيقة للبيت الأبيض من أربعين صفحة -اطلعت عليها رويترز- وتصريحات لمستشار الرئيس الأمريكي: صندوق دولي تقضي الخطة الأمريكية في جانبها الاقتصادي بإنشاء صندوق دولي بقيمة 50 مليار دولار بين منح وقروض ومساهمات من القطاع الخاص على أن يتولى بنك دولي للتنمية إدارة الصندوق ويكون المسؤول عن صرف الأموال للمشاريع مجلس محافظين. مصادر التمويل يأمل البيت الأبيض أن تساهم الدول الخليجية بالجزء الأكبر من هذه التمويلات الضخمة على أن تأتي المساهمات من دول مانحة وأيضا من القطاع الخاص. كوشنر قال لرويترز إن الولاياتالمتحدة تدرس المساهمة في التمويلات التي تفترض إدارة ترامب أنها ستكون كالتالي: 15 مليار دولار في شكل منح و25 مليار دولار في شكل قروض و11 مليار دولار مساهمات من القطاع الخاص. وفيما يخص توزيع الأموال فسيجري تخصيص 28 مليار دولار للفلسطينيينبالضفة الغربية وقطاع غزة و7.5 مليارات للأردن و9 مليارات لمصر و6 مليارات للبنان. المشاريع تنص الخطة على تنفيذ 179 مشروعا لدعم اقتصادات السلطة الفلسطينية وكل من مصر والأردن ولبنان. وسيكون توزيع المشاريع كالتالي: 147 مشروعا للضفة وغزة و15 مشروعا للأردن و12 مشروعا لمصر و5 مشاريع للبنان. وتشمل المشاريع بناء ممر بتكلفة خمسة مليارات دولار يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتطوير السياحة الفلسطينية بما يقارب مليار دولار ويستخدم جزء من هذا المبلغ لترميم مواقع دينية وتاريخية. وفيما يتعلق تحديدا بتطوير السياحة الفلسطينية قالت رويترز إنها فكرة تبدو غير عملية في الوقت الحالي في ضوء المواجهات التي تندلع بين الحين والآخر بين الاحتلال وحركة حماس والأمن الهش في الضفة الغربيةالمحتلة. وحسب ما ورد في الوثيقة فإن الأموال التي سيقع استثمارها لصالح الفلسطينيين ستضاعف الناتج الإجمالي الفلسطيني وتوفر مليون وظيفة وتقلص معدل الفقر إلى النصف خلال عشر سنوات. تنص الخطة أيضا على تخصيص عشرات الملايين من الدولارات من المبلغ الإجمالي لتعزيز الروابط بين قطاع غزة ومصر من خلال إقامة مشاريع البنية التحتية (منها تقوية الشبكة الناقلة للكهرباء إلى غزة) والتجارة والخدمات فضلا عن استغلال المناطق الصناعية المصرية لتعزيز التجارة بين مصر وكل من قطاع غزةوالضفة الغربية والاحتلال كما تنص على إقامة مشاريع في شبه جزيرة سيناء المصرية بما يجعل فلسطينيي قطاع غزة يستفيدون من الاستثمارات هناك. رفض فلسطيني وقد سارع مسؤولون فلسطينيون إلى رفض الخطة الاقتصادية التي وضعتها الإدارة الأمريكية وشددوا على أولوية الحرية والسيادة وإنهاء الاحتلال وحصار غزة. وأكدت قيادات فلسطينية ورجال أعمال وخبراء اقتصاد في تعقيبهم على تفاصيل الخطة الأمريكية المتعلقة بالجانب الاقتصادي من صفقة القرن أنها خدعة كبرى للتغطية على تصفية القضية الفلسطينية برمتها وأنها ليست خطة لتحسين حياة الفلسطينيين داعين لرفضها. وفي السياق جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه مؤتمر البحرين وقال إن سبب عدم مشاركة السلطة فيه هو أنه لا يجوز بحث الوضع الاقتصادي قبل أن يكون هناك بحث للوضع السياسي. وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قال إن حركته ترفض مؤتمر المنامة وتحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية اقتصادية كما أنها ترفض أن يكون هذا المؤتمر بوابة للتطبيع مع الاحتلال. وشدد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول على هامش فعالية محلية تعقيباً على ما كشفه البيت الأبيض عن الجزء الاقتصادي من صفة القرن المتمثل باستثمار 50 مليار دولار بالاقتصاد الفلسطينيوالأردني والمصري على أن ذلك يؤكد بوضوح أن العالم كله يسير باتجاه والشعب الفلسطيني بكل أطيافه يقف معا مؤكدا في الاتجاه المعاكس رفضه لصفقة العار نحن متمسكون بحقنا ومتماسكون في مواجهة التحديات . وأكد العالول على أن تلك المشاريع واهية يتحدثون عن شيء لا قيمة له عن شيء فاشل سلفا وسنفشله بوحدتنا وانسجامنا وبقدرتنا عن الصمود التي أذهلت الجميع . من جهة أخرى أكد العالول أن لدى القيادة الفلسطينية مؤشرات كثيرة على الفشل المسبق لورشة المنامة التي دعت إليها الولاياتالمتحدةالأمريكية في البحرين يومي 25 و26 من الشهر الجاري والتي تتعلق بالشق الاقتصادي من صفقة القرن . وقال: إن المعلومات المتوفرة لدى القيادة الفلسطينية بأن تمثيل المشاركة العربية وتحديدا من الأردن ومصر الشقيقتين إضافة لمعظم الدول العربية لن يكون على مستوى عال أبدا أي ليس على مستوى الرؤساء بل ليس على مستوى رؤساء الحكومات أيضا وهذا يدلل دون أدنى شك على الموقف العربي الداعم للموقف الفلسطيني الرافض للورشة ومخرجاتها . وتابع: نقدر تماما الضغوطات الهائلة التي تتعرض لها بعض الدول الشقيقة لكننا نأمل منها رغم هذا أن تقاطع اللقاء لأن مخرجاته ستكون هزيلة وفاقدة للشرعية المطلوبة . وكانت مصر قد أكدت بشكل رسمي مشاركتها في مؤتمر البحرين وإرسالها وفدا برئاسة نائب وزير الاقتصاد أما الخارجية الأردنية فقالت: إن نائب وزير الاقتصاد الأردني سيترأس الوفد الرسمي الذي سيشارك بمؤتمر البحرين . من جانبه يؤكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في تصريحات له أن ما نشر من تفاصيل حول الخطة الاقتصادية التي ستقدم إلى ورشة البحرين والتي يروج لها كوسيلة لتحسين معيشة الفلسطينيين تؤكد أن الخطة ليست سوى خدعة كبرى للتغطية على تصفية القضية الفلسطينية برمتها والجميع يعلم أنه ما من بديل اقتصادي أو غير اقتصادي لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال لافتا إلى أنه من المهم تحليل حقيقة الأرقام التي تم إيرادها وتضخيمها و كذلك فهم المغزى السياسي الحقيقي للمشاريع التي ذكرت. وشدد البرغوثي على أن هذه خطة ليست لتحسين حياة الفلسطينيين أو معيشتهم أو حل مشاكلهم الاقتصادية بل خطة لتدمير مستقبلهم الوطني وقدرتهم على البقاء في وطنهم فلسطين وهي تمس بمصالح الفلسطينيين والشعوب العربية وتسعى لدق إسفين بين الفلسطينيين والعرب ولذلك يجب على الفلسطينيين والعرب رفضها جملة وتفصيلا. وأوضح البرغوثي أنه يوجد ستة نقاط تتضمن الحقائق الرئيسية التي تكشف جوهر الخداع في الخطة المطروحة رقم خمسين مليار دولار الذي ذكر هو لمدة عشر سنوات أي بمعدل خمسة مليارات سنويا فقط رقم خمسين مليارا كما ذكر كوشنر يحتوي أفخاخا خطرة فنصف المبلغ المذكور حسب تصريحات كوشنر أي خمسة وعشرون مليار دولار سيكون قروضا بفوائد وليس منحا وهذه قروض ستثقل كاهل الفلسطينيين إن نفذت الخطة بمزيد من الديون التي ترهقهم أصلا . الزهار: مؤتمر المنامة رشوة لوضع حلول لصالح الصهاينة من جانبه وصف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس أمس الأحد مؤتمر المنامة الاقتصادي المُزمع عقده في العاصمة البحرينية الثلاثاء ب الرشوة التي تُدفع لفلسطين من أجل إيجاد حلول لصالح الاحتلال وتصفية القضية . وقال القيادي في الحركة محمود الزهار : هذا المشروع سيعمل على تصفية القضية وسيطرة اليهود على الأقصى وضياع الأرض الفلسطينية مقابل الرشوة وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية خاصة الأردن مقابل الرشوة أيضا . وأوضح أن مؤتمر البحرين يأتي منسجما مع مخطط (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب لتصفية القضية الفلسطينية . واستكمل قائلاً: هذا المخطط ينسجم مع المخطط الذي اقترحه (بنيامين) نتنياهو في كتابه السلام العادل 1999 واسم الصفقة جاءت بمناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور المشؤوم 1917 وأكد الزهار أن جوهر صفقة القرن تفرض حلولا تصب لصالح الاحتلال بحيث تشرّع لها السيطرة على الأرض الفلسطينية إما بالضم أو الاحتلال أو الحصار . وذكر أن الصفقة تأتي امتدادا ل مقترحات سابقة قُدّمت خدمة للمخططات الصهيونية الأمريكية التي اقترحت إقامة كونفدرالية مع الأردن . واعتبر أن صفقة القرن تقدّم خطوة عملية لاحتلال من أجل إعطاء السيادة الشرعية على المسجد الأقصى . وبيّن أن الصفقة تهدف ل إضعاف دور السلطة الفلسطينية في الضفة واختزال دورها بالإطار الأمني لصالح الاحتلال والسعي لهدمها إما بنقلها تدريجيا إلى غزة تحت إطار المصالحة أو تحويل الضفة إلى إمارات منفصلة . كما تهدف الصفقة بحسب الزهار إلى عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة تحت مسمى دولة غزة وتقديم تسهيلات لغزة بطابع إنساني . مؤتمر البحرين ويأتي الكشف عن الجانب الاقتصادي في خطة السلام الأمريكية قبل أيام فقط من مؤتمر البحرين الذي دعت إليه واشنطن والذي لن تشارك فيه السلطة الفلسطينية. وفي المقابلة التي أجرتها معه وكالة رويترز بواشنطن قال مستشار الرئيس الأمريكي إن بعض المسؤولين التنفيذيين من قطاع الأعمال الفلسطيني أكدوا مشاركتهم في المؤتمر. لكن رويترز نقلت عن رجال أعمال في مدينة رام الله أن أغلب زملائهم لن يحضروا مؤتمر المنامة الذي يفترض أن يشارك فيه رجال أعمال صهاينة وفق ما صرح به قبل أيام بنيامين نتنياهو. وفي المقابلة نفسها دافع كوشنر عن خطة إدارة ترامب للسلام ورفض وصفها بصفقة القرن معتبرا أنها فرصة القرن. ومن المقرر أن تشارك دول خليجية بينها السعودية والإمارات في مؤتمر البحرين كما ستشارك فيه مصر بوفد يقوده نائب وزير المالية وأعلنت الأردن بدورها أنها ستكون ممثلة بوفد يقوده أمين عام وزارة المالية. وكانت السلطة الفلسطينية دعت الدول العربية إلى مقاطعة المؤتمر. وقالت واشنطن إنها لم توجه دعوة إلى دولة الكيان الصهيوني للمشاركة فيه بسبب مقاطعة السلطة الفلسطينية له