ولدت في لشبونة وانطلقت في السودان وترعرعت في الأدغال تاريخ كأس أمم إفريقيا (الحلقة الواحدة العشرون) إعداد: كريم مادي الدورة العشرون /الجزء الأول (جنوب إفريقيا 1996) عرس نيلسون مانديلا.. عودة جنوب إفريقيا إلى الساحة الدولية واستعادة مكانتها في الاتحاد الدولية لكرة القدم والاتحاد الإفريقي عام 1990 اسند لها تنظيم الدورة العشرون وهي الدورة التي شهدت لأول مرة مشاركة 16 منتخبا في الأدوار النهائية بزيادة أربع منتخبات عن الدورتين الأخيرتين. وخلال هاته الدورة سجل عودة المنتخب الجزائري إلى النهائيات بعد غيابه القصري عن دورة تونس لكن لم اصطدام الخضر بأصحاب الأرض جنوب إفريقيا عجل بعودة التشكيلة الوطنية إلى أرض الوطن في الدور ربع النهائي. لأول مرة في تاريخ العرس القاري رفع عدد المنتخبات إلى 16 لأول مرة في تاريخ نهائيات كأس أمم إفريقيا تم رفع عدد المنتخبات إلى 16 بزيادة أربع منتخبات عن دورة تونس 1994 وبزيادة ثماني منتخبات عن الدورات التي لعبت في الفترة مابين دورة 1968 بإثيوبيا ودورة الجزائر 1990. تم تقسيم المنتخبات ال16 المشاركة في النهائيات على أربع مجموعات يتأهل الأول والثاني عن كل مجموعة إلى الدور الثاني على أن تلعب بعد ذلك جميع المباريات بخروج المغلوب. الطريق إلى جنوب إفريقيا عودة الجزائر إلى العرس القاري أوقعت قرعة المباريات الإقصائية المنتخب الوطني الجزائري في المجموعة الثانية التي ضمت كل من منتخبات إثيوبيا وتنزانيا والسودان وأوغندا وكما كان منتظرا لم يجد زملاء موسى صايب أدنى صعوبة في اقتطاع ورقة التأهل لدورة جنوب إفريقيا حيث حل في الصف الأول خاصة بعد أن تمكن من استعادة نقاط السودان التي كان قد خسر في الخرطوم بهدفين لواحد بعد مشاركة لاعب سوداني في لقاء الجزائر وهو تحت طائلة العقوبة تأهل المنتخب الجزائري إلى دورة جنوب إفريقيا وصف بمثابة بشرة خير لكرة الجزائرية التي كانت قد فقدت مكانتها قاريا في النصف الأول من عشرية التسعينيات. بعد مشوار من المباريات الإقصائية تمكن 14 منتخبا من بلوغ دورة جنوب إفريقيا ويتعلق الأمر بكل من منتخبنا الوطني الذي شارك للمرة التاسعة ومنتخب مصر للمرة الخامسة عشر والمنتخب الإيفواري للمرة الثانية عشر والمنتخب الغاني لمرة الحادية عشر والمنتخب الزائيري للمرة العاشرة والمنتخب الكاميروني للمرة التاسعة والمنتخب الزامبي للمرة الثامنة والمنتخب التونسي للمرة السابعة والمنتخب البوركينابي للمرة الثانية والمنتخب السيراليوني للمرة الثانية وبنفس عدد المرات شارك المنتخب الغابوني والموزمبيقي فيما عادت مشاركة منتخبات جنوب إفريقيا وأنغولا وليبيريا للمرة الأولى. قرعة البطولة انسحاب نيجيريا من النهائيات أهم ما ميز دورة جنوب إفريقيا غياب حامل لقب الدورة الأخيرة منتخب نيجيريا الذي تم تعويضه بالمنتخب الغيني وهذا لأسباب سياسية اضطر الاتحاد الإفريقي إلى حرمان نيجيريا من المشاركة في الدورتين المواليتين. أفرزت قرعة البطولة التي جرت في نهاية شهر أكتوبر بالعاصمة الجنوب افريقية جوهانسبورغ على النتائج التالية المجموعة الأولى ولاتي وضع على رأسها المنتخب الجنوب إفريقي ضمت كذلك كل من انغولاوالكاميرون ومصر وهي المجموعة التي وصفت بالنارية فيما ضمت المجموعة الثانية كل من الجزائر وبوركينا فاسو وسيراليون وزامبيا أما المجموعة الثالثة فضمت كل من الغابونوليبيريا وغينيا والزائير وأخيرا المجموعة الرابعة وتشكلت من منتخبات كوت ديفوار وغانا والموزمبيق وتونس. الانطلاقة حفل الافتتاح كان رائعا قبل إعطاء رئيس جنوب إفريقيا نيلسون مانديلا إشارة انطلاقة المباراة الافتتاحية بين منتخب بلاده جنوب إفريقيا والكاميرون في 13 جانفي 1996 تابع أكثر من 80 ألف متفرج على مدرجات ملعب جوهانسوبرغ وبحضور العديد من الشخصيات الكروية يتقدمهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتير ورئيس الكاف عيسى حياتو والعديد من الوجوه الكروية يتقدمهم البرازيلي بيلي والفرنسي بلاتيني الحفل كان مليئا باللوحات التي عبرت عن تاريخ دولة جنوب إفريقيا وكيف تخلصت من عبئ الميز العنصري. الدور الأول المجموعة الأولى: تأهل جنوب إفريقيا ومصر وإقصاء الكاميرون حملت المباراة الافتتاحية بين المنتخب المحلي ومنتخب الكاميرون نتيجة غير متوقعة حيث تمكن زملاء فيشي من هزم منافسيهم بنتيجة ثقيلة ثلاثة أهداف دون رد بداية التهديف كانت للاعب ماسينغا في الدقيقة الرابعة عشر ليضاعف النتيجة ويليامس في الدقيقة ال37 وفي الشوط الثاني تمكن اللاعب موسومبو في الدقيقة العاشرة من إضافة الهدف الثالث الذي قضى به على أحلام الكاميرون في العودة بالنتيجة لتنتهي أولى مباريات الدورة العشرين لمصلحة جنوب إفريقيا بنتيجة لا تقبل أي جدل 3/0. وفور انتهاء اللقاء الافتتاحي لعبت المباراة الثانية بين المنتخبين المصري والأنغولي وكما كان منتظرا تمكن زملاء الحارس نادر السيد من كسب نقاط الفوز بهزمهم للمنتخب الانغولي بهدفين لواحد سجل لمصر احمد ألكاس في الدقيقتين ال 30 و33 وقبل 13 دقيقة من صافرة النهائية قلص المنتخب الانغولي النتيجة بواسطة كوويزينيو لتنتهي المباراة بفوز مستحق لمنتخب الفراعنة مكنهم من تصدر الريادة رفقة منتخب جنوب افريقبا مع الأفضلية لهذا الاخير بفارق الأهداف فيما حل المنتخبان الكاميروني والأنغولي في الصف الأخير بدون رصيد. مبارتي الجولة الثانية حملت في الأولى فوز المنتخب الكاميروني على المنتخب المصري بهدفين لواحد سجل للكاميرون اللاعبين اومام بيك في الدقيقة ال 36 من ضربة جزاء فيما سجل الهدف الثاني اللاعب تشامي في الدقيقة ال59 وقبل هذا الهدف كان المنتخب المصري قد عدل النتيجة بواسطة اللاعب احمد ماهر في الدقيقة الثالثة من المرحلة الثانية فوز الكاميرون مكنه من الالتحاق بالمنتخب المصري في المرتبة الثانية بنقطتين متأخرين بنقطتين عن منتخب جنوب إفريقيا بعد فوزه على جاره المنتخب الانغولي بهدف دون رد وقعه اللاعب ويليامس في الدقيقة ال77 هزيمة كلفت انغولا الإقصاء. بعد أن كسب منتخب جنوب إفريقيا ورقة عبوره إلى الدور الثاني قبل الأوان جاءت مباراته الأخيرة أمام مصر مملة مكنت هذا الأخير من كسب نقاط الفوز وبالتالي التأهل إلى الدور الموالي بفضل الهدف اليتيم احمد ألكاس في الدقيقة السابعة جعل رصيد المنتخبين بأربع نقاط لكن فارق الأهداف كان لمصر الأمر الذي جعل منتخب جنوب إفريقيا ينتزع ريادة المجموعة وبفارق نقطة واحد حل المنتخب الكاميروني الذي أرغمه المنتخب الأنغولي على اقتسام نقطتي التعادل وبأي نتيجة 3/3. بداية التسجيل كانت لمنتخب الكاميرون في الدقيقة ال 25 بواسطة اومام بيك ليعدل المنتخب الأنغولي النتيجة في الدقيقة ال 38 بواسطة جوني من ضربة جزاء وبهدف لمثله انتهت المرحلة الأولى المرحلة الثانية شهدت عودة قوية للمنتخب الأنغولي مكنه من التقدم في النتيجة بفارق هدفين حيث سجل الهدف الثاني اللاعب باولو في الدقيقة ال57 ليضيف زميله كوينزيو الهدف الثالث في الدقيقة ال80 بعدها بدقيقتين يقلص المنتخب الكاميروني النتيجة بواسطة مويام وفي الوقت الذي كان فيه حكم اللقاء يتأهب لإعلان نهاية المباراة اللاعب الانغولي فيكتور يخادع حارسه ليحرم منتخب بلاده من نصر كان قي متناوله لتنتهي المباراة بتعادل الفريقين 3/3 أقصى كلا المنتخبين من مواصلة السباق. المجموعة الثانية: الجزائروزامبيا بجدارة إلى الدور الثاني جاءت مباريات المجموعة الثانية التي ضمنت منتخبات الجزائروزامبيا وبوركينا فاسو وسيراليون لمصلحة المنتخبين الأوليين حيث تمكنا معا من حجز ورقة عبورها إلى الدور الثاني عن جدارة واستحقاق. في اللقاء الأول الذي لعب يوم 14 جانفي بملعب مدينة بولفونتان بين منتخبنا الوطني ونظيره الزامبي وانتهى كما انطلق بدون أهداف لينتزع كل منتخب نقطة التعادل هذا التعادل سمح للمنتخب البوركينابي من الانفراد بريادة المجموعة بعد فوزه في ثاني لقاءات هذه المجموعة بنتيجة هدفين لواحد على المنتخب السيراليوني بهدفين لواحد من توقيع سيساي في الدقيقة ال11 وكالون في آخر دقيقة من اللقاء وقبل ذلك كان المنتخب لسيراليون قد عد النتيجة قبل ربع ساعة من صافرة النهاية بواسطة اللاعب اودراغو هزيمة رمت بالمنتخب السيراليوني في المرتبة الأخيرة بدون رصيد. في الجولة الثانية التقى المنتخبان الجزائري والسيراليوني وكان الفوز حليف زملاء موسى صايب بفوزهم بنتيجة هدفين لصفر من توقيع علي مصابيح في الدقيقتين ال 41 وال63 فوز سمح للمنتخب الوطني من رفع رصيده إلى ثلاث نقاط وضمن بنسبة كبيرة بلوغه إلى الدور الثاني فما كلفت الهزيمة المنتخب السيراليوني الخروج من المنافسة بعد أن فشل في انتزاع أول نقطة في الدورة. فور انتهاء هذا اللقاء كان الموعد مع المباراة الثانية بين المنتخبين البوركينابي والزامبي وعكس كل التوقعات راح زملاء كالوتشيا يمطرون شباك المنتخب البوركينابي بخمسة أهداف لواحد بداية التهديف كانت في الدقيقة الخامسة وفي الدقيقة ال 18 أضاف زميله ماليتولي الهدف الثاني ليعود من جديد اللاعب كالوتشيا حيث وقع هدفين آخرين في الدقيقتين ال 24 و 33 وقبل دقيقة واحدة من نهاية الشوط الأول أضاف اللاعب لوتا الهدف الخامس وفي الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول ختم اللاعب جونسون بواليا مهرجان الاهداف بتوقيعه الهدف الخامس وبنتيجة 5/0 انتهت المرحلة الأولى فيما شهد الشوط الثاني الا هدف واحد لمصلحة بوركينا فاسو في الدقيقة الثامنة من توقيع اللاعب طرا وري هزيمة جعلت المنتخب الزامبي ينفرد بريادة المجموعة بفارق الاهداف عن المنتخب الجزائري فيما تجمد رصيد المنتخب البوركينابي عند النقطتين. بعدها بأربعة أيام لعبت مبارتي الجولة الثالثة والأخيرة التي مكنت المنتخبين الزامبي والجزائري من بلوغ الدور الثاني الأول حل أولا بفارق الاهداف بغد أن حصد كل منتخب سبع نقاط عقب فوز زامبيا على سيراليون نتيجة ساحقة 4/0 سجل منها كالوتشيا بواليا ثلاثية كاملة في الدقائق الثانية والتاسعة وال84 وماليتولي في الدقيقة ال84 آما المنتخب الجزائري فهزم منتخب بوركينا فاسو بهدفين لواحد سجل للجزائر كل من خالد لونيسي في الدقيقة الثانية وبلال دزيري في الدقيقة ال 83 فيما سجل لبوركينا فاسو اللاعب زونغو في الدقيقة ال83 نتيجة أقصت هذا الأخير من البطولة. المجموعة الثالثة: تأهل الغابون والزائير لعبت مباريات المجموعة الثالثة مبتورة من المنتخب النيجيري الأمر الذي جاءت جميع المباريات الثلاث متكافئة ففي اللقاء الأول فاجأ المنتخب الليبيري بقيادة جورج ويا المنتخب الغابوني وهزمه بهدفين لواحد الليبيريون كانوا السباقين إلى التسجيل بواسطة شيبروا في الدقيقة الخامسة ليضيف زميله سار الهدف الثاني في الدقيقة ال54 من ضربة جزاء وبعدها بأربع دقائق قلص المنتخب الغابوني النتيجة بواسطة اللاعب نزونغ لينتزع زملاء جورج وياه نقطتين من ذهب. لقاء الجولة الثانية ثار المنتخب الغابوني من هزيمته أمام المنتخب الليبيري وهزم منتخب الزئير بهدفين لصفر سجلهما كل من ماشايا في الدقيقة ال 21 من ضربة جزاء وبيكوفو في الدقيقة ال 34 وهو الفوز الذي وضع المنتخب الغابوني في موقع جيد لبلوغ الدور الموالي وهو الذي حدث ففوز المنتخب الزائيري على ليبيريا 2/0 أهله إلى الدور الثاني رفقة الغابون فيما خرج المنتخب الليبيري من المنافسة بفارق الهداف علما أن هدفي المنتخب الزائيري في شباك المنتخب الليبيري وقعهما اللاعبين لكاكا في الدقيقة الخامسة من ضربة جزاء وايسوندو في الدقيقة ال71. تطالعون في الحلقة المقبلة: كيف استطاع منتخب جنوب إفريقيا تدوين اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كأس أمم إفريقيا وهو من المؤسسين لأغلى كأس في القارة السمراء؟ من هم نجوم دورة جنوب إفريقيا؟ من هو اللاعب الذي كان له شرف التتويج بلقب هداف البطولة؟ إضافة إلى كل هذا ستجدون في حلقة يوم غد أرقام وأحداث من البطولة.. إن شاء الله..