تهاطلت كميات معتبرة من الأمطار الطوفانية، ليلة الخميس إلى الجمعة، على المناطق الشرقية لولاية المسيلة تسببت في مقتل الطفلة ملكي حدة 11 سنة بمنطقة الباطن بطريق سيدي عامر ببوسعادة، كما تسببت الأمطار في خسائر مادية فادحة بسطيف وقطع للطرق بباتنة. كانت مدة خمس دقائق كافية لإحداث الهلع وسط السكان الذين لم يسبق أن شاهدوا مثلها منذ عشرات السنين، وكانت بلدية مقرة أكثر المناطق التي تساقطت بها كميات هامة، تركت آثارها عبر شوارعها وقراها المترامية الأطراف. ففي قرية اولاد منصور، الواقعة على بعد 15 كلم جنوب البلدية، غمرت المياه المتدفقة من الوديان والسدود العديد من بيوت المواطنين الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على مغادرتها، حيث تم إجلاء ثلاث عائلات من مساكنها التي أصبح أثاثها غير صالح للاستعمال. وفي هذا الصدد، تدخل أعوان الحماية المدنية رفقة السلطات المحلية وقدموا الإسعافات لهذه العائلات تمثلت في الأغطية والمواد الغذائية، إضافة إلى التضامن الذي أبداه السكان مع جيرانهم. أما بقرية اولاد عربية، فقد غمرت المياه أكثر من 15 بيتا بسبب قدم الأرصفة وتآكلها وانعدام التهيئة وقنوات صرف المياه عبر جميع الشوارع التي تحولت في لحظة إلى أكوام من الأوحال والطين صعبت من تنقل أطفال المدارس لمزاولة دراستهم في اليوم الموالي. كما عاش سكان مركز المدينة لحظات من الرعب والذهول أمام السيول الجارفة التي غمرت العديد من الشوارع وحولت بعضها إلى أودية مملوءة بالحجارة والأتربة المنجرفة من (الحمادة) وهي جبال حديثة التكوين تحيط بشمال وغرب البلدية والتي تشكل خطرا قائما يهدد المدينة في وسطها وشرقها، خاصة عبر أحياء الخراريب، التجزئة الترابية 119 قطعة، الحي الإداري، حي المعلمين والتي غمرتها المياه والأتربة القادمة من الجبال المذكورة. كما مست مياه الأمطار عدة إدارات مثل التكوين المهني، فرع الأشغال العمومية، فرع الصندوق الوطني للتقاعد ومدرسة محمد الأخضر الشاذلي، كما تضررت عدة محلات تجارية المختصة في بيع المواد الغذائية وأتلفت عدة أكياس من مادة السميد وعدة مواد أخرى. وتسببت الأمطار المتهاطلة بغزارة نهاية الأسبوع الماضي في شل حركة المرور بالعديد من المناطق والطرق بولاية سطيف، حيث شلت حركة المرور صباح أمس على مستوى الطريق الولائي الرابط بين بلدية اولاد تبان وعين ولمان، وتحول الطريق الوطني رقم 64 في الشطر المسمى "ريميت" الذي انطلقت به الأشغال مؤخرا، إلى وادي جارف، مما تعذر على المواطنين التنقل من وإلى بلدية بيضاء برج، وشهد الطريق الوطني رقم 75 الرابط بين ولاية سطيف وولاية باتنة توقف حركة المرور لبعض الوقت. كما تسببت هذه الأمطار الرعدية في إتلاف العديد من المحاصيل الزراعية والبيوت البلاستيكية وهو ما شهدته حقول الفلاحين الواقعة ببلدية عين الحجر التي غمرتها المياه الطوفانية. وتعرضت الجسور الواقعة بحي بلعزام الواقع ببلدية عين أزال إلى التلف بعد أن غمرتها السيول الجارفة القادمة من سفوح الجبال المجاورة، وهو ما شكل احتجاج المواطنين الذين أكدوا أنهم طالبوا بتوسيع الوادي وأخطروا مصالح البلدية في العديد من المرات بمخاطر هذه الجسور الضيقة التي أنجزت من طرف المواطنين بطريقة فوضوية. كما شهدت عاصمة الأوراس تساقط كميات كبيرة من الأمطار على مستوى الطريقين الوطنيين 87 و88 ببلديتي فسديس واولاد فاضل، حيث أدت الأمطار إلى غلق الطريق لعدة ساعات بعد انسداد الجسور بالأوحال والحجارة التي جرفتها المياه من الجبال المجاورة مع خسائر مادية لأشجار التفاح والمشمش ببلديات نقاوس وأولاد فاضل واشمول ولم يتم تحديد بعد الخسائر لكون التساقط لايزال متواصلا.