** عشت مع زوجي ببلده، وهي لا تبعد عن بلدي كثيرًا، وبعدت عن أهلي مدة خمسة أشهر تقريبًا لظروف شخصية، والآن أحس بالشوق الشديد لهم، لكن زوجي يقول بأن حياتي الآن هو وبيتي وطفلي القادم -بإذن الله- بعد شهور قليلة، وأهلي أواصلهم بالتلفون أو النات، أما أن أذهب لهم، وأبقى لساعات معهم، أو أبيت عندهم، فهذا يرفضه، وقد غضب عليَّ حين طلبت المكوث عندهم فترة أطول.. لا أنكر أنه حنون وطيب معي، وقائم بكل مسؤولياته معي، فأرجو إرشادي لأحافظ على بيتي وزوجي وطفلي القادم -بإذن الله- وفي الوقت نفسه أطفئ لهيب شوقي لأهلي.. أرشدوني جزاكم الله خيرًا.. * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: نسأل جل وعلا أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يجعلك من الفالحين. المرأة الذكية التي إذا رغبت في شيء أو أرادت شيئا فإنها تطلب بأفعالها وحالها لا بمقالها والذي أنصحك به هو التخفيف على زوجك من كثرة النقاش في موضوع زيارة أهلك، فلربما زوجك يعاني من شيء أو لديه أمر يخفيه، أو يتعرض لظروف أنت لا تدرين عنها، ولا هو يريد إخبارك بها؛ لأن الرجل يعد أن إخبار الآخرين بظروفه وما يعانيه نوع من الشكوى، وهو لا يريد أن يظهر أمام الناس وخاصة زوجته أنه ضعيف. وأصدقك القول أن المرأة إذا طلبت بلسانها -وخاصة مع الإلحاح في فتح الموضوع- فإنها سوف تخسر الكثير، وربما تكره زوجَها على الحوار معها مما تجعله أن يتخذ موقف معانداً وكارهاً ومعارضاً ليس لطلبك أنت فقط بل ضد الموضوع برمته حتى تتولد لديه قناعات بعدم فائدة ذلك. لذا أختي الغالية أنصحك بالآتي: 1- أشكرك على حرصك على زيارة أهلك، وأرجو أن تكون نيتك هي صلة الأرحام لأن فيها أجراً عظيماً، ولصلاح النية أثر في عون الله تعالى في حل مشكلتك. 2- من الطبيعي أن يسمح الزوج لزوجته بالذهاب إلى أهلها، ولا يمنعها إلا لسبب، وأنت لم تذكريه. وعلى كل حال ليس هذا هو التصرف السليم بل عليك أن تبذلي كل جهدك في إقناعه بالزيارة، ولكن ليس بالحديث حول هذا الموضوع، بل بطاعته، والقيام على شؤونه، حتى يشعر بشديد محبتك له، فلا يستطيع ردك حينها، على أن تختاري الوقت المناسب له، وإذا كان هناك منكرات يريد تغييرها فأخبريه بأنك ستحاولين تغييرها بقدر ما تستطيعين. 3- في البداية حاولي أن تكون زيارتك لهم خفيفة جدًا ثم تدرجي معه. 4- حاولي أن تسمعيه شريطًا عن صلة الرحم، وأظهري تأثرك ولو بالبكاء أمامه، وأخبريه عن فضلها. 5- حاولي أن تزوري معه أرحامه، وأن توصيه على ذلك، ليشعر أنك محبة فعلاً له ولصلة الرحم، ولا تقصدين بذلك شيئًا آخر. 6- عليك -يا أختي- بالدعاء والتضرع لله تعالى بأن يكشف عنك كربك، فإنه سميع مجيب.