أكّد المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني الجزائري السيّد عبد المجيد شيخي أمس الثلاثاء أن عملية استرجاع الأرشيف الوطني من الدول الأجنبية "تسير ببطء لكن في الاتجاه السليم"· وقال السيّد شيخي على هامش افتتاح الملتقى الإفريقي المنظّم بالجزائر العاصمة حول الأرشيف المنظّم تحت عنوان "الأرشيف الإفريقي بين التقاليد والعصرنة" إن الجزائر استرجعت منذ سنة من تركيا ستّة أعلام كانت تحملها السفن الجزائرية عندما كانت تجوب البحر خلال الحقبة العثمانية، مضيفا أن مؤسستي الإذاعة والتلفزيون استرجعتا خلال السنوات الأخيرة بعض الأرشيف السمعي البصري· وأفاد ذات المتحدّث بأن المؤسسة تأمل في استرجاع العديد من الوثائق من بينها "ملف الخزينة الجزائرية في 1830" و"بعض المراسلات" التي كان الأمير خالد يكتبها من باريس لشخصيات سياسية أروبية وأمريكية في مؤتمر فرساي، وأضاف أن ذات المؤسسة تسعى أيضا إلى "استرجاع بعض تقارير الشرطة الفرنسية لدى ملاحقتها لفرحات عباس، بالإضافة إلى وثائق الاجتماعات السرّية التي كانت تقام في باريس لبعض الزعماء الجزائريين قبل الحرب العالمية الأولى والثانية وحتى خلال الثورة التحريرية"، وأشار إلى أن الجزائر شرعت في تسجيل ذاكرتها الوطنية منذ خمس سنوات، كما أن الأرشيف المسترجع يساهم في تحضير رسائل الدكتوراه للعديد من الباحثين الجزائريين· وفيما يتعلّق باسترجاع الأرشيف الوطني من بعض الخواص أوضح السيّد شيخي أن عملية تحسيس المواطنين الجزائريين بأهمّية الحفاظ على الأرشيف الوطني بدأت تعطي ثمارها والدليل على ذلك "تسليم العقيد بن شريف لمجموعة كبيرة من الأرشيف للمؤسسة، وكذا الوزير الأسبق محمد بجاوي الذي سلّم بدوره وثائق تتعلّق بفرحات عباس"· من جهة أخرى، ركّز المتدخّلون خلال الملتقى على أهمّية تكوين العامل البشري النّاشط في هذا المجال· كما أوضح شيخي أن "إفريقيا تواجه العديد من التحدّيات في مجال الأرشيف، خاصّة نقص التكوين في العامل البشري"، مشيرا إلى أنه على الدول الإفريقية "تسخير" إمكانياتها البشرية والمادية من أجل الحفاظ على الأرشيف الإفريقي و"استرجاع ذاكرة شعوب هذه القارّة"· ودعا شيخي مدراء مراكز الأرشيف على مستوى الدول الإفريقية الحاضرين بالملتقى إلى "وضع المناهج والخطط اللاّزمة لاسترجاع الأرشيف الإفريقي"، وأكّد أن الأهمّية لا تكمن فقط في السعي وراء استرجاع الأرشيف وإنما معرفة استعماله وتوظيفه من خلال تكوين الكوادر البشرية التي من شأنها القيام بذلك· من جانبه، أفاد مدير ديوان وزير الخارجية السيّد أحمد مزيان بأن الملتقى يهدف إلى استفادة الدول الإفريقية من تجارب بعضها البعض، خاصّة في سياق عصرنة الأرشيف، وأضاف أن الجزائر تعمل على تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجال الأرشيف، حيث تعمل على نقل تجاربها للدول الأخرى، كما تستفيد من تجارب الدول الإفريقية الرّائدة في مجال استرجاع الأرشيف· يشار إلى أن الملتقى الذي يدوم على مدار يومين يتناول العديد من المحاور، من بينها "الأرشيف الإفريقي من الشفهية إلى الافتراضية، وكذا "الأرشيف في عصر التحوّلات التكنولوجية" و"الأرشيف في خدمة الإدارة الرّاشدة"·