في ختام ملتقى دولي نظم بالبليدة دعوة إلى توظيف الإعجاز القرآني في الخطاب الديني
خلصت أشغال الملتقى الدولي حول الإعجاز القرآني وأثره في ترقية الخطاب الديني التي اختتمت أمس الأربعاء بالبليدة برفع جملة من التوصيات تمحورت جلها حول الدعوة إلى توظيف الإعجاز القرآني في الخطاب الديني. وعلل المشاركون في هذا الملتقى أسباب ضرورة توظيف النصوص القرآنية التي تعكس الإعجاز القرآني في الخطاب المسجدي إلى نجاح هذا النوع من الخطابات التي تتطرق إلى الحجج التي تضمنها القرآن والتي أثبتها فيما بعد العلم الحديث. وفي هذا السياق شدّدت الدكتورة حسيبة حسين من جامعة علي لونيسي بالعفرون في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على أهمية حرص الإمام الخطيب على تبيان توافق تعاليم الدين الإسلامي والأحكام التشريعية مع الاكتشافات العلمية الحديثة بهدف ضمان إقناع المخاطبين المسلمين منهم وغيرهم. من جهته أوضح الدكتور صالح الدين ملفوف على هامش الملتقى من جامعة خميس مليانة أن علماء الشريعة أثبتوا نجاح الخطاب الديني المعتمد على نقاط الإعجاز القرآني في إقناع المخاطبين على اعتبار أن الإنسان العصري الذي يتحلى بقدر كبير من الوعي يقتنع أكثر بالأسلوب العلمي. وأضاف الدكتور ملفوف أن تجديد الخطاب الديني بما يتماشى مع مستجدات العصر تفرضه جملة من المتطلبات أبرزها تعدد وتداخل المرجعيات الدينية المتداخلة ما تسبب في الوقوع في فوضى الأحكام وكذا التطور التكنولوجي وكذا الغزو الفكري الرامي إلى القضاء على الهوية الإسلامية ما يفرض انتهاج خطاب جديد. وشدد مدير الشؤون الدينية بالولاية كمال بلعسل على ضرورة إلمام الخطيب بمختلف العلوم الكونية والاستفادة من التطور التكنولوجي بهدف ربط النصوص القرآنية التي تتضمن الحجج والبراهين بالاكتشافات التي جاء بها العلم الحديث. وفي هذا السياق دعا المشاركون في هذا اللقاء الدولي الذي انطلقت أشغاله أول أمس الثلاثاء على مستوى قاعة المحاضرات بمسجد الكوثر وسط المدينة إلى ضرورة تفعيل التعاون ما بين الجامعة والمسجد. كما تضمنت التوصيات التي خرج بها هذا الملتقى إلى ترسيم هذا الأخير وتنظيمه كل سنة مع تخصيص كل طبعة لمناقشة وجه من أوجه الإعجاز القرآني بالإضافة إلى طباعة جميع المحاضرات التي تم إلقاؤها على مدار يومين في كتاب خاص. للإشارة فقد عرف هذا الملتقى الدولي الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع مخبر اللغة العربية بكلية الآداب واللغات بجامعة علي لونيسي بالعفرون مشاركة 400 مختصا في علوم الشريعة واللغة العربية من مختلف ولايات الوطن وكذا من دول أجنبية كالأردن وتونس ولبنان بالإضافة إلى أئمة المساجد ومرشدات دينيات.