أكد مشاركون في أشغال الملتقى الدولي حول “الإعجاز القرآني وأثره في ترقية الخطاب الديني” الذي انطلقت أشغاله الثلاثاء بالبليدة، على ضرورة ترقية الخطاب الديني تماشيا مع مستجدات الواقع المعاش. وأوضح أساتذة ودكاترة مختصون في علوم الشريعة وكذا اللغة العربية خلال هذا اللقاء أن أئمة المساجد مطالبون بتجديد فقه الخطاب وموازنته مع اهتمامات الناس ومستجدات الوقت تحقيقا للهدف الأساسي من هذه الخطابات وهو”خدمة المجتمع وتحبيب الناس في الدين الإسلامي”. وفي هذا السياق وصف مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، مراد معيزة، الخطاب الديني ب”المقبول” مؤكدا على الأهمية الكبيرة التي توليها الوزارة الوصية لتحسين وتحديث مضمون هذا الخطاب وطريقة الإلقاء عبر مختلف المساجد وهوالأمر الذي يعكسه تنظيم العديد من الملتقيات التي تصب في هذا الموضوع عبر مختلف ولايات الوطن. كما أشاد السيد معيزة بمستوى أئمة المساجد الأمر الذي ينعكس حسبه على مستوى الخطاب الديني مشيرا إلى أن العديد منهم يحملون شهادات عليا على غرار شهادتي الماستر والدكتوراه، غير أنه أكد أن الوزارة “تستقبل العديد من الملاحظات حول الخطب التي يتم إلقاؤها عبر عدد من المساجد”. وفي ذات الصدد شدد ممثل وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على ضرورة التزام الخطباء باستعمال اللغة العربية الفصحى خاصة خلال خطب الجمعة والعمل على استغلال فصاحة وبلاغة هذه اللغة هذا بالإضافة إلى استعمال مفردات من اللغة العامية في حالة الضرورة مراعاة لمستوى العلمي لرواد المسجد الذي يستقبل أناس من مختلف شرائح المجتمع. وأضاف أن اختيار مواضيع الخطب يعود إلى قرار المجلس العلمي المتواجد على مستوى كل ولاية والذي يقترح أعضاؤه الفكرة العامة لمواضيع خطبة الجمعة ممن يروها تتماشى مع الواقع المعيشي إلا أنهم لا يفرضون جزئيات من الموضوع على الخطيب. من جهته أكد المدير المحلي للشؤون الدينية، كمال بلعسل، أن مواضيع الخطاب الديني لا يجب أن تبقى محصورة على مواضيع محددة مستهلكة بل يجب أن تتعداها إلى مواضيع جديدة تتماشى مع مستجدات العصر الحديث والتي تثير اهتمام الناس. من جهة أخرى، تأسف الداعية والمفكر محمد الهادي الحسني، لمستوى بعض الأئمة غير الملمين بأسس وتقنيات فن الخطابة والذين تسببوا – حسبه- “في نفور الناس من حضور خطب المساجد”. وأرجع ذات المتحدث أسباب ذلك إلى عدم بذل عدد من الخطباء والأئمة جهدا في تحيين معارفهم وتحسين لغتهم العربية داعيا هو الآخر إلى ضرورة تدارك مثل هذه النقائص التي تؤثر على تحبيب الناس في الدين الإسلامي وكذا اكتشاف الإعجاز القرآني. للإشارة، يشارك في أشغال الملتقى الدولي في طبعته الأولى الذي بادرت إلى تنظيمه مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية بالتنسيق مع مخبر اللغة العربية بكلية الآداب واللغات بجامعة “علي لونيسي” بالعفرون، 400 مختصا في علوم الشريعة واللغة العربية من مختلف ولايات الوطن وكذا من دول أجنبية كالأردن وتونس ولبنان بالإضافة إلى أئمة المساجد ومرشدات دينيات. ومن المنتظر أن تتواصل أشغاله التي تحتضنها قاعة المحاضرات بمسجد الكوثر بوسط المدينة، إلى غاية اليوم الأربعاء، وذلك بمناقشة عديد المحاور على غرار “الدراسات اللغوية الحديثة للإعجاز” و”واقع الخطاب الديني ومعوقات نجاحه”.