أصبح استخدام العدسات الملونة موضة رائجة بين فتياتنا سواء في الأعراس والمناسبات السعيدة وحتى في الأيام العادية كون أن الكثير من الفتيات أصبحن يفضلن تنسيق لون العيون على حسب الملابس فمعظمهن ملن إليها لأغراض تجميلية، والقلة القليلة وضعنها لأهداف صحية بغرض تصحيح البصر كونها تحل محل النظارات بالنسبة لمن يعانون من ضعف البصر، وبعد أن كانت تلك العدسات خاصة بنجوم الفن والغناء أضحت تضعها حتى الفتيات العاديات تقليدا للنجمات العالميات وبتن يظهرن بها على مستوى الشوارع ولم يعد الأمر مقتصراً على حفلات الأعراس والمناسبات. ولو كان وضعها وفقا لشروطها الصحية واقتنائها من الأماكن المخصصة لبيع تلك العدسات لهان الأمر، وإنما بات وضعها من طرف الكثيرات يتم بطريقة عشوائية، ومنهن حتى من تشترك مع غيرها في وضع تلك العدسات الملونة بغية تغيير الألوان، وأصبح تبادلها فيما بينهن من الأمور العادية على الرغم من خطورة الاستعمال الواحد لتلك المستلزمات الحساسة والحاملة للجراثيم من شخص لآخر، فهوس الموضة دفع بالكثيرات إلى اقتناء تلك العدسات من محلات عمومية بأثمان زهيدة مقارنة مع تلك المتداولة لدى المحلات المتخصصة في بيع العدسات، إضافة إلى خرق شروطها الضرورية، فالكثيرات يحملنها في حقائب أياديهن وأحيانا حتى في علب مواد التجميل، ناهيك عن استعمالها مباشرة في أي مكان وخرق شروط وضعها على رأسها نظافة اليدين كون أن منطقة العينين هي من المناطق الحساسة. وإذا كانت بعض فئات الفتيات يفضلنها ويستعملنها حتى في الأيام العادية على اختلاف ألوانها فمن الزرقاء إلى الخضراء إلى البنية والبنفسجية والرمادية، كون أن السوق وفرت مختلف الألوان، هناك فتيات أخريات يخترن أن يظهرن على طبيعتهن، ويرين أن استخدام العدسات اللاصقة عادة دخيلة على مجتمعنا اكتسبتها بعض الفتيات نتيجة التقليد الأعمى للفنانات الغربيات والمشرقيات. تقول سمية، وهي طالبة جامعية، إن الكثير من زميلاتها أضحين يستعملن مختلف ألوان العدسات وأصبحن ينسقنها حتى مع ألوان ملابسهن، وما يحيرها هو اقتراضها من بعضهن البعض وتبادلها على الرغم من حساسيتها المفرطة ونقلها للجراثيم، وضربن بكل ذلك عرض الحائط، ناهيك عن شرائها من أماكن غير مرخصة وحتى من الطاولات الفوضوية دون الأخذ بمعايير وضعها لاسيما وأن موضعها حساس، وقالت إنهن يستعملنها حتى وهن في دورات المياه، ناهيك عن مكان حفظها والذي عادة ما يكون بعلب الماكياج، وأضافت أنها ضد فكرة وضع تلك العدسات لما فيها من تغيير لخلق الله، وقالت إنها ترضى بالصفة التي خُلقت عليها. أما هدى فخالفتها الرأي وقالت إن جميع النسوة مهووسات بالعينين الخضراوين والزرقاوين، وبالنظر إلى فضولهن وتوفر تلك العدسات أبين إلا التغيير وتجريب بعض ألوان تلك العدسات التي أصبحت السوق توفر جل ألوانها لاسيما في الأفراح، كما أنها باتت جد مطلوبة من طرف العرائس كونهن يبحثن عن الجمال الأخاذ يوم زفافهن، وقالت إنها حضرت العديد من الأعراس التي ظهرت فيها جل العرائس شقروات بعد استعمالهن تلك العدسات وصبغ شعورهن، وقالت إنها لا تمانع في ذلك مادام أنها توضع من باب الزينة والتجميل. وقد حذر باحثون مختصون من استعمال العدسات الملوّنة التجميلية التي تلقى إقبالا ورواجا كبيرين بين الفتيات، قائلين إنها تزيد مخاطر إصابة العيون بالخدوش والتقرحات والإنتانات الجرثومية، مشيرين إلى أن هذه الصرعة تجاوزت الحدود الطبيعية عند ابتكار عدسات مقلمة ومخططة وبألوان فوسفورية وحمراء، وحذر الأطباء من أن هذه العدسات اللاصقة تحمل مخاطر صحية كبيرة على العيون، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها حتى وإن لم تكن لغايات تصحيح البصر.