تميل العديد من الفتيات إلى استعمال الرّموش الاصطناعية من أجل إبراز أعينهنّ، ولم يعد الأمر مقتصرا على العرائس فقط، بل أصبحت بعض الفتيات يستعملنها حتى في الأيّام العادية وفي الخرجات اليومية بعد أن بات يوفّرها السوق بكثرة، وتجاوبت الكثيرات معها. فبعد أن ألفنا استعمالها من طرف نجمات الرّقص والغناء وانفراد العرائس باستعمالها في مجتمعنا كونها صرعة من صرعات الموضة المنتشرة في الآونة الأخيرة، صرنا نشاهدها مثبّتة في عيون الفتيات وهنّ على مستوى الشارع والطرقات مثلها مثل العدسات اللاّصقة، وكذا الأظافر الاصطناعية، فأضحت جلّ الفتيات يبحثن عن الجمال الاصطناعي ويلهثن وراءه. ولم يسجّل على نسائنا بالأمس القريب استعمالهنّ لتلك المستلزمات التجميلية وكنّ يكتفين بأبسطها، إلاّ أنه ومع التطوّر والعصرنة وانفتاح الجزائر على العالم الخارجي صارت تلك المستلزمات توفّرها السوق وتشهد إقبالا من طرف الفتيات، لا سيّما المراهقات منهنّ المولعات بحبّ التقليد. وباتت تلك الرّموش تستخدم من طرف الفتيات بصفة يومية ولم يعد استعمالها مقتصرا على حفلات الأعراس والمناسبات السعيدة فقط، وصار الطلب عليها يتزايد من طرف العرائس وغيرهنّ من الفتيات الباحثات عن التميّز عن الغير. فبعد العدسات اللاّصقة والأظافر الاصطناعية وثقب الأنف والسرّة، أتى دور الرّموش الاصطناعية لتفعل فعلتها في بعض الفتيات، ولو كان استعمالها مقتصرا على الحفلات والأعراس لهان الأمر، وإنما لحقت حتى بالأيّام العادية وصارت الطالبات وغيرهنّ من المراهقات يضعنها في كامل الوقت بغرض التغيير والتجديد وإبراز عيونهنّ بتلك الرّموش الاصطناعية المتميّزة بكثافتها وطولها. إلاّ أن هناك من يؤيّد استعمالها وهناك من يعارض ذلك، ولرصد بعض الآراء تقرّبنا من بعض الأوانس والسيّدات، قالت إحدى السيّدات إنها لا تشجّع ذلك السلوك الذي بات يميّز فتياتنا على مستوى الأزقّة والشوارع بعد لهثهنّ وراء تحسين مظهرهنّ والظهور بمظاهر لافتة لانتباه الجميع، وقالت إنه وتبعا لتقاليد وأعراف مجتمعنا لا يليق بالفتاة أن تجذب إليها أنظار من حولها على مستوى الشوارع ولابد أن تلتزم بالحشمة والحياء، وتلك الرّموش المستعملة من شأنها أن تلفت انتباه الكلّ على مستوى الشوارع، وأضافت اأنه اعتاد الكلّ على مشاهدتها على عيون العرائس لا غير أمّا حاليا فباتت العديد من الفتيات يتهافتن على استعمالها كلّ يوم أثناء تنقّلاتهنّ بغرض العمل والدراسة، وصرن يتجمّلن بها وأصبحت ضرورة يضفنها إلى ماكياجهنّ بدافع تقليدهنّ لنجمات الفنّ والغناء. أمّا "هناء" في العشرينيات، فقالت إن لها زميلات صرن يستعملن بكثرة بعض المستلزمات والإكسسوارات التي لم يكن يشهدها مجتمعنا من قبل أو اقتصرت على العرائس فقط بالأمس القريب، على غرار العدسات اللاّصقة والأظافر الاصطناعية لتبصم بصمتها مؤخّرا الرّموش الاصطناعية التي صارت تستعمل من طرف الكثيرات بغرض إبراز العيون وتكثيف الرّموش وأضحت هي الحاضرة الأولى في ماكياج الفتيات بصفة روتينية، لا سيّما بعد توفيرها لدى المحلاّت المختصّة في بيع مستلزمات التجميل ومنها الباهظة الثمن، والتي تصل إلى 800 دج، وكذلك التي تتداول بأسعار معقولة بين 150 و200 دج تبعا للنّوعية والجودة، إلاّ أن هناك من تجاوبن مع وضع الرّموش الاصطناعية مادام أنها تضفي جمالا على العيون لا يضاهيه جمال.