لتحقيق تنمية محلية مستدامة طريق شجرة الزيتون لترقية السياحة الريفية بتلمسان شهدت السياحة الريفية في ولاية تلمسان ديناميكية حقيقية خلال السنة الفارطة مع طموح إلى تثمين الموارد الحالية لتحقيق تنمية محلية مستدامة حيث يندرج مشروع طريق شجرة الزيتون الذي بادرت به ملحقة تلمسان العام الماضي ضمن برنامج العمليات النموذجية للتنمية الزراعية والريفية في الجزائر حيث حظيت المبادرة بشغف كبير بين سكان المناطق الريفية وخاصة أصحاب المشاريع السياحية المحتملين. ت. يوسف يهدف المسار السياحي المسطر بولاية تلمسان إلى تثمين شجرة الزيتون المنتوج الرئيسي عبر 12 بلدية وبالتالي زيت الزيتون المشهور في هذه المناطق حيث في خضم هذا المشروع فإن العديد من المنتجات الحرفية والزراعية التي تدور حول شجرة الزيتون سيتم ترقيتها من أجل خلق بيئة سياحية جذابة وتسليط الضوء على المنتجات الطبيعية المحلية مماسمح العمل الأول في هذا المجال بإحصاء القدرات المتوفرة وتحديد حاملي المشاريع لإطلاق هذا النوع من السياحة الريفية كما تقترح هذه المشاريع المتعددة إنشاء منازل ريفية للإيواء وخدمات الإطعام التقليدي في مناطق مختلفة من الولاية وغيرها من المشاريع. التكوين ضرورة ومن أجل ضمان تكوين لحاملي المشاريع المعنية تم تنظيم العديد من الدورات لصالحهم من طرف البرنامج المذكور ومديرية السياحة المحلية والجمعية الوطنية للتفكير والتبادلات والعمليات من أجل البيئة كما تم تنظيم ورشات عمل حول المؤسسات الريفية والتسويق السياحي والترويج والتبادلات وتأهيل المنتجات المحلية طوال عام 2019 فضلا عن دورات أخرى في تربية النحل وفن الطهي التقليدي. كما تم القيام بحملة إعلامية حول الإقامة عند الساكن لشرح القوانين المنظمة لهذا المجال. وتمكن منشطو برنامج العمليات النموذجية للتنمية الزراعية والريفية في الجزائر من تكوين ومرافقة 12مستشارا لتطوير الأقاليم بتلمسان ويتعلق الأمر بإطارات من مختلف الهيئات المحلية المشاركة في التنمية الريفية من خلال قطاعات مختلفة (الفلاحة والغابات والسياحة والصناعات التقليدية والتكوين المهني والنشاط الاجتماعي) وأوضح مسؤول البرنامج رضا علال أن هذه الإطارات ستكون مسؤولة عن التكوين والتنشيط والتفاعل مع جميع الفاعلين في مجال تنمية المناطق الريفية كما سيشاركون أيضًا في تصميم وتنفيذ إستراتيجية شاملة لتطوير وتنشيط الإقليم. مشاريع قيد الانتهاء ينتظر أن يكون المشروع الأول المسجل في هذا الإطار جاهزًا في ربيع 2020 حيث يتمثل في أول مرفق استقبال ريفي في الولاية ويقع في بلدة أولاد بوخريس كما تعمل صاحبة المشروع شريفة بوخريس على قدم وساق لاستكماله لتحويل منزلها الريفي إلى موقع سياحي يقدم أيضًا المأكولات التقليدية وهو ما أكدته قائلة أنا مصممة على إنجاح مشروعي الذي أوليه أهمية خاصة مبدية في نفس الوقت اعتزازها بثراء وجودة فنون الطهي المحلية. وأضافت هذه المرأة الريفية التي تنوي أيضاً اقتراح جولات لهواة تسلق الجبال: هدفي هو منح الفرصة للسياح لاكتشاف منطقتي ما يسمح لهم بالتمتع بالجمال الطبيعي للمنطقة وزيارة جبال تنوشفي وهو مكان تاريخي شهد أحداث بارزة خلال حرب التحرير كما يجري إنجاز منزل الضيوف لمحمد بلقاضي في منطقة عين دوز حيث أن هذا المشروع يصبو لنفس الهدف المتمثل في تشجيع السياحة الريفية. وتلفت مديرية السياحة النظر إلى أن هناك مشاريع أخرى مبرمجة ويمكن أن تضمن نجاحا مهما للسياحة المحلية ومن بينها عيد شجرة الزيتون الذي سيتم إضافته إلى العديد من التظاهرات المماثلة على غرار عيد الكرز وكرنفال أرياد لبني سنوس وحفل ينايرالذي يمثل بداية العام الأمازيغي وهو مؤشرا بأن العالم الريفي يبشر بمستقبل واعد بعد تجسيد جميع مشاريعه السياحية وغيرها من العمليات الأخرى التي ستعطي بعدًا إضافيًا للثراء التراثي والتاريخي والاجتماعي والحرفي والثقافي الذي تشتهر به تلمسان.