* "لست من المدربين الذين يلهثون وراء الأموال" * المدرب الجزائري بحاجة إلى رسكلة دورية لمسايرة عالم التدريب· * يجب الاعتراف بالدور الكبير الذي يقوم به المدرب آيت جودي مع المنتخب الوطني الأول، فليس سهلا أن تفوز على زامبيا بثلاثية كاملة· * مبدئي في الحياة "الكلمة هي رأس مالي" * بعد فشل المنتخب الوطني عام 2007 في بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا 2008 أمام غينيا طرحت على الرئيس السابق للاتحادية حميد حداج تقديم يد المساعدة "للخضر" * حتى ولو أعطوني مال الدنيا فلن أترك الفريق الذي أكون أشرف عليه· * تدريب الفريق الوطني شرف عظيم لأي مدرب جزائري ، لكن لا أحدا عرض علي فكرة تدريبه في وقت ما· بعد أن حمل رشيد بلحوت في الجزء الأول من نص الحوار المطول الذي خصنا به اللاعبون مسؤولية الخسارة المذلة التي مني بها منتخبنا الوطني مؤخرا أمام المغرب برباعية كاملة، كما وصف استقالة بن شيخة منطقية، خاصة بعد فشله في تأهيل المنتخب الوطني إلى نهائيات أمم إفريقيا المقبلة، بقوله " لا يعقل عن منتخب شارك في مونديال جنوب إفريقيا وبلغ المربع النهائي لأمم إفريقيا الأخيرة يفشل في التأهل لنهائيات أمم إفريقيا المقبلة"· أما في الجزء الثاني من الحوار، فقد تعرفنا سويا عن الكثير من أمور رشيد بلحوت منها على وجه الخصوص أن ما قدمه للوفاق في نظره الخاص يشهد له الجميع، ولم يكتف رشيد بلحوت بكل هذا بل راح يقول "أنا من أعدت صناعة تاريخ الوفاق"، مضيفا "يكفيني فخرا اختياري أكثر من مرة أحسن مدرب في الجزائر" وحين سألناه عن اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد رد قائلا "لا تسألوني لماذا تركت اتحاد العاصمة، ولا تذكرونني في الخسارة أمام بلوزداد 7/1،· أما عن تجربته في جمعية الشلف، فوصفها بلحوت بالناجحة ولن ينسى كرم "الشلفاوة" فحبهم له في نظر بلحوت أشبه بحبه لأسرته· أما في الجزء الثالث والأخير من هذا الحوار، والذي هو بين يديك، يواصل بلحوت الكشف عن دفاتر أيامه وأسرار حياته، نترككم تكتشفونها حالا· * ستة مواسم تدريب في الجزائر، ما هي الفكرة التي أخذها بلحوت على المدرب الجزائري؟ -- أعتقد أن كلهم يحملون أفكارا جيدة ويبقى فقط النقص في التنسيق والعمل الجماعي والتكوين المستمر فيما بين المدربين على مستوى الأندية، * ماذا ينقص المدرب الجزائري؟ --الرسكلة ومسايرة عالم التدريب، هذا العالم يتطور يوميا، فكل يوم يحمل معه أفكارا جديدة، لذا يجب مسايرة هذا التطور· * ماذا تقترح على المدربين الجزائريين؟ -- إقامة كل شهرين على الأقل لقاءات تشاورية بحضور جميع المدربين لتبادل الأفكار والآراء، مع إقامة مرتين في السنة دوريات تكوينية بإشراف أساتذة ومدربين عالميين وجزائريين· * ألم تفكر في يوم من الأيام الإشراف على تدريب الفريق الوطني؟ -- تدريب الفريق الوطني شرف عظيم لأي مدرب جزائري ولكن صدقني لم أفكر أبدا في هذا الموضوع· * ألم يقترح عليك الإشراف على الفريق الوطني؟ -- لا أحدا عرض علي الإشراف على المنتخب الوطني· * لكن حسب ما أتذكره أن اسمك تردد كثيرا قبل تعيين رابح سعدان مدربا للخضر بعد رحيل وسايج عام 2007؟ -- تريد الصراحة كل ماكتب بشأن هذا الموضوع في تلك الفترة لا أساس له من الصحة إطلاقا، مجرد أخبار نشرت في بعض الجرائد دون أن يتحقق أصحاب هذه الأخبار من صحتها· * لكن كان لك أكثر من لقاء مع الرئيس السابق للاتحادية حميد حداج قبل اختياره للمدرب رابح سعدان؟ -- مجرد لقاءات عادية، خاصة وأن علاقتي بيني وبين حداج جد أخوية· * ماذا كنت تجيب حداج أثناء تطرقكما إلى منصب المدير الفني للمنتخب الوطني؟ -- أن تحسن الاختيار، كون منصب المدير الفني للمنتخب الوطني جد حساس، على اعتبار أن المنتخب الوطني واجهة الكرة الجزائرية· * بالرغم من لقاءاتك المتكررة مع حداج إلا أنه لم يقترح عليك تولي منصب المدير الفني للمنتخب الوطني؟ -- تريد الحقيقة لم يقترح علي حداج منصب تدريب المنتخب الوطني· * هل انتظرت من خلال لقاءاتك مع حداج أن يعرض عليك هذا المنصب؟ -- نعم انتظرت ذلك، إلى درجة أنني قلت له في إحدى اللقاءات، إنني مستعد في أي لحظة لتقديم يد المساعدة لكرة القدم الجزائرية وهذا واجب· * يفهم من كلامك هذا أنك عرضت نفسك على حداج لتعيينك مدربا للمنتخب الوطني؟ -- الفريق الوطني في تلك الفترة كان يمر بأيام عويصة، خاصة وأن طريقة فشله في بلوغ الأدوار النهائية لكأس أم إفريقيا التي جرت بغانا ونيجيريا عام 2008 لم يهضمها الجزائريون، فكان من البديهي بصفتي تقنيا جزائريا أن أطرح فكرة تقديم يد المساعدة للفريق الوطني· * ما حقيقة العروض المغرية التي توصلت بها في تلك الفترة من أندية عربية وأروبية؟ -- نعم توصلت بأكثر من عرض وكلها عروض لا ترفض ولا تتكرر دائما· * ألست نادما حليا؟ -- لم ولن أندم فكل شيء بالمكتوب· * ولماذا رفضت هذه العروض المغرية؟ -- مبادئي وأخلاقي لا تسمح لي بترك الفريق الذي أكون أشرف عليه، فأنا لست من أولئك المدربين الذين يلهثون وراء الأموال، وبالمناسبة، حين كنت على رأس اتحاد العاصمة عرض علي التدريب بالعربية السعودية ولكن رفضت بحكم ارتباطي بالفريق وهو مبدئي في العمل و"الكلمة هي رأس مالي وأتمنى أن تكون "الكلمة" في التعامل ما بين الأندية والآخرين لأن الوعد والصراحة في الوجه أفضل من الكتابات والعقود· وسأقول لك شيء مهم· * تفضل -- عملت مع عدة فرق في أوروبا بالكلمة فقط ولم أمض على أي عقد ولم يضيع أي سنتيم من حقي وأتذكر جيدا في إحدى المرات سلم لي راتب شهري إضافي ولما اتصلت بمسؤول النادي لإعادته تعجب في ذلك ورفض أخذ هذه الأموال، ومرة أخرى كذلك تأخروا شهرين على دفع مرتبي الشهري وبعد ذلك تسلمتها وأضافوا لي شهرين آخرين لأني صبرت ولم أطالبهم بحقي· * يفهم من كلامك أن ماقمت به من النادر أن نجده لدى مدربين آخرين في الجزائر؟ -- أنا أتكلم على نفسي وفقط، ولست ناطقا رسميا على بقية المدربين الجزائريين، فكل مدرب حر في تصرفاته· * كيف يرى بلحوت مستقبل كرة القدم الجزائرية؟ -- المستقبل في يد أصحاب القرار فالهزيمة النكراء التي تلقاها منتخبنا الوطني مؤخرا على يد المنتخب المغربي، عرت الواقع المزري لمنتخبنا الوطني، فكفانا الحديث فقط عن اللاعبين والمدربين ورؤساء الفرق والحكام وما شابه ذلك، فالكرة الجزائرية بحاجة إلى تشريح لمعرفة مكان الداء، ويجب إشراك الجميع تقنيين وفنيين ولاعبين قدماء، علينا أن لا يكون الحديث منحصرا فقط على العنف وما شابه ذلك· * رغم أنك أجبت على سؤالي هذا إلا أنني أجد نفسي مرغما لإعادة طرحه عليك، في نظرك ماهي الحلول الناجعة لإخراج كرتنا من الوسط المتعفن الذي آلت إليه على خلفية الخسارة المذلة التي مني بها منتخبنا الوطني مؤخرا على يد المنتخب المغربي ؟ -- البداية تكون بتغيير الذهنيات الضيقة والتوقف عن الحديث على الأشياء التي لا منفعة فيها ولا تخدم مستقبل الرياضة في الجزائر، وعلينا اليوم أكثر من وقت مضى تشجيع الشبان على العمل أكثر وتطوير إمكانياتهم وعلى الأنصار كذلك أن يكونوا دائما سندا قويا لفرقهم ويتمسكوا بشعار الروح الرياضية العالية لأن ليس العيب في سقوط أي نادي والفرق الكبيرة لن تموت أبدا، تتعثر وتعود من جديد وبقوة· ومن هذا المنظور، علينا أن نتعلم ونعلم لأبنائنا ثقافة الانهزام وأي فريق حين ينهزم ويدرك أسباب انهزامه فالأكيد أنه سيتعلم لماذا انهزم ولكن حين لا ندرك لماذا خسرنا وكيف حدث ذلك لا يمكننا أبدا تصحيح أخطائنا التي ستتكرر من جديد· * ماذا عن المنتخب الوطني الأولمبي الذي يواصل تحقيق نتائج جيدة تحت إشراف المدرب عزالدين آيت جودي؟ -- يجب الاعتراف بالدور الكبير الذي يقوم به المدرب آيت جودي مع المنتخب الوطني الأول، فليس سهلا أن تفوز على زامبيا بثلاثية كاملة، وأتوقع من هذا المنتخب خيرا، وسيكون بادرة أمل للكثير من أسماء اللاعبين، فإذا عرفنا كيف نحافظ على قوة هذا المنتخب فسينعكس ذلك بالإيجاب على المنتخب الأول في المدى القريب على اعتبار أن هذا المنتخب هو البنية الأساسية التي سيتكون منها مستقبلا· * قبل أن نختم حوارنا هذا هل من رسالة توجهها؟ -- أوجهها إلى محبي كرة القدم الجزائرية ورسالتي ستكون واضحة وغير مشفرة * ماذا تقول فيها؟ -- ضرورة الالتفاف جميعا حول كرة القدم الجزائرية لإخراجها من المأزق الحالي وإذا لم نتحرك جميعا خاصة في الظرف الراهن فلا مستقبل لكرتنا· * في الأخير قل ما تشاء؟ -- سعدت كثيرا بما حققته هذا الموسم لفريق شبيبة القبائل، بالحصول على كأس الجزائر وبلوغ دور المجموعات لكأس "الكاف" وأتمنى أن تكون الخسارة الأخيرة لمنتخبنا الوطني درسا حقيقيا لإعادة قطار المنتخب لسكته الصحيحة، كما أتمنى كل التوفيق والنجاج للمنتخب الوطني الأول في رحلة بحثه عن تأشيرة أولمبياد لندن 2012· كما أشكركم عن هاته الاستضافة، حيث قلت مالم أقله من قبل، ووفقكم الله في مهامكم، مع تمنياتي بالتوفيق والنجاح لجريدتكم·