بعد أن وصفه رئيس وفاق سطيف، عبد الحكيم سرار بمختلف النعوت، وبأنه مدرب فاشل ولا يصلح للتدريب، وهو سبب بلايا فريقه في منافسة دوري أبطال إفريقيا بفشله في بلوغ دور نصف النهائي، وعلى أنه أي سرار قد ارتكب غلطة العمر باستنجاده نهاية العام المنصرم بالمدرب نور الدين زكري ظنا منه أنه سيحقق للوفاق مالم يحققه غيره وإذا به يصطدم بمدرب وصفه بالفاشل، ترى كيف استقبل نور الدين زكري كلمات سرار؟، ذلك ما سنحاول معرفته على لسان هذا الأخير من خلال هذا الحوار الذي خصنا به عشية أمس، زكري فاجأنها بسؤال يخص تعيين عبد الحق بن شيخة على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، ترى كيف كان جواب مورينيو الجزائر عن هذا التعيين؟ ذلك أول سؤال طرحناه على زكري. كيف استقبل نور الدين زكري تعيين عبد الحق بن شيخة مدربا للمنتخب الوطني خلفا للمدرب رابح سعدان؟ تعيين مفاجأ ولم أكن أنتظر أن تسند مهمة تدريب المنتخب الوطني لعبد الحق بن شيخة. ولماذا؟ وكيف لا أتفاجئ وقد وعد رئيس الإتحادية محمد روراوة منذ رحيل رابح سعدان على أنه سيستقدم مدربا كبيرا. يفهم من كلامك أن عبد الحق بن شيخة ليس مدربا كبيرا؟ أكيد أنه ليس بالمدرب الكبير الذي يستحق أن تسند له مهمة الإشراف على المنتخب الوطني الأول، على اعتبار أنه يفتقر إلى الخبرة اللازمة، زد على ذلك أن سجله الكروي يفتقر إلى ألقاب على المستوى الدولي، فاللقب الوحيد الذي حاز عليه هو نيله لقب البطولة التونسية مرة واحدة مع النادي الإفريقي، فكان يجب الإحتفاظ به كمدرب للمنتخب الوطني للاعبين المحليين، أما أن تسند له مهمة الإشراف على المنتخب الوطني الأول فذلك الذي يثير الإستغراب ويطرح أكثر من علامة استفهام. في نظرك من يقف وراء هذا التعيين؟ أكيد رئيس الإتحادية محمد روراوة باعتباره هو المشرف الأول على المنتخب. إذا أخطأ في حق المنتخب الوطني؟ أكيد أخطأ، بل ارتكب غلطة لا تغتفر، فأقول وأكرر فعبد الحق بن شيخة لا يستحق الإشراف على المنتخب الوطني الأول، شأنه شأن الكثير من المدربين التي تداولت أسمائهم في المدة الأخيرة. مثلا؟ أخص بالذكر المدرب رابح ماجر، فهذا المدرب ومع احتراماتي له كلاعب، فلا يصلح تولي الإشراف على المنتخب، فقد سبق له وأن فشل مرتين حين أسند له هذا المنصب، وكيف به يريد العودة في هذا الظرف بالذات، يأخي الذين طالبوا بعودة ماجر أو غيره من المدربين الآخرين تجاوزهم الزمن. تقصد رشيد مخلوفي؟ رشيد مخلوفي وغيره من بين الذين طالبوا بعودة رابح ماجر إلى العارضة الفنية للمنتخب، فكان يجب على ماجر الذي يفتقر إلى التجربة والخبرة، ولم يسبق له وأن درب فريق من المستوى العالي وبعد أن فشل في مهمة التدريب بدليل وجوده بدون فريق منذ عدة سنوات أن يجرب حظه في مجال التسيير لعله يوفق على غرار رئيس الإتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني، فبعد أن فشل هذا الأخير في التدريب توجه إلى التسيير، حيث رشح نفسه لرئاسة الإتحاد الفرنسي لكرة القدم، وبعد أن وفق مهمته، رشح نفسه لرئاسة الإتحاد الأوروبي، وفاز بكرسي رئاسة هذا الاتحاد، فلماذا لا يحذو ماجر حذو بلاتيني، أما أن يفكر بالعودة أو الذين يريدون عودته لتدريب المنتخب الوطني فهذا خطأ كبير، لكن هناك حقيقة يجب أن تقال أن السياسة المنتهجة ومنذ عدة سنوات في الإتحادية هي تكريسا للفشل والبريكولاج، فلو عدنا إلى الأسماء التي تولت تدريب المنتخب نجد أن جل هاته الأسماء تفتقر إلى المعايير المعتمدة من قبل كبار المنتخبات العالمية، فمثلا في إيطاليا كلما يتخذ قرار إقالة مدرب المنتخب الوطني يتم مشاورة لجنة من الفنيين والتقنيين تتكون من كبار المدربين الإيطاليين، ويتم الإتفاق على مدرب ما وفق معايير وأسس معينة تخدم مصلحة المنتخب الايطالي، الأمر الذي يعطي لهذا المدرب المصداقية والإجماع من قبل جميع التقنيين، أما أن يتم اختيار مدرب ما وفق أهواء معينة أو وفق مصالح معينة، فهذا الذي لا يخدم تطوير كرة القدم الجزائرية وأنا على يقين أن تعيين بن شيخة هو تكريسا لسياسة الفشل المنتهجة في الكرة الجزائرية. كلامك قد يثير بشأنه الكثير من الجدل؟ ياأخي ما أقوله لك كلمة حق، فهل تريد أن أمدح شخص ليس ما فيه، أنا لست شعراء البلاط، فأكرر كلامي أن تعيين بن شيخة مدربا للمنتخب الوطني لا يستحق هذا المنصب، فالكلام الذي قاله بشأني ذات يوم حز في نفسي كثيرا، أقول وأكرر بن شيخة ليس أهلا لمنصب تدريب المنتخب الوطني الأول، فماذا يملك في سجله حتى نمنح له هذا المنصب، هل درب في أوروبا؟ هل يملك خبرة عشرين سنة خبرة في إيطاليا؟ هل احتك مع مدربين عالميين كبار؟ هل سجله حافل بالألقاب والكؤوس؟، حتى تأهل المنتخب الوطني للاعبين المحليين لنهائيات أمم إفريقيا المقبلة تمت بشق الأنفس ولو عامل الحظ بتوقيع المنتخب الوطني لهدف التعادل في ليبيا لكان مصيره الإقصاء، ورغم ذلك يدعي أنه حقق لهذا المنتخب إنجازا تاريخيا، أي انجاز هذا ياخي، والتأهل إلى الأدوار النهائية لعب في دور واحد، كان يجب على رئيس الإتحادية أن يتركه مدربا لهذا المنتخب وبعدها سنرى ماذا سيحقق في كأس أمم إفريقيا بالسودان مطلع السنة المقبلة، إذا وفق بتسجيله لنتائج إيجابية فحينها قد نمنح له تدريب المنتخب الوطني الأول، لكن أن نقوم بترسيمه في هذا الوقت فهو سابق لأوانه. لنسألك من جديد بخصوص تعيين بن شيخة هل في نظرك تم بواسطة روراوة؟ بغض النظر عن الشحص الذي قام بتعيين بن شيخة مدربا للمنتخب الوطني الأول، فإن هذا التعيين ليس في محله وخطأ جسيم في حق المنتخب، خاصة وأنه تم بطريقة انفرادية دون مشاورة التقنيين والفنيين الجزائريين الذي كان يجب مشاورتهم، فالإتحادية لا تخدم تطوير أي فريق كان ومابالكم بمنتخب وطني أول، الخطأ غير مسموح منه في المواجهات المقبلة لبلوغ الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا. أقول وأكرر أين هي وعودك ياروراة الذي وعدت بها الجزائريين بتعيين مدرب كبير للمنتخب الوطني؟ ربما في نظر روراوة بن شيخة مدرب كفء وكبير؟ يضحك ... إذا كان بن شيخة كفء فما علينا إلا نقرا السلام على المنتخب الوطني. ماهي نظرتك للمنتخب الوطني في رحلة بحثه عن تأشيرة المشاركة في كأس أمم إفريقيا المقبلة 2012؟ سؤالك يدخل في الأمور الغيبية، فمن الصعب أن أتوقع بأشياء لا يعلمها إلا الله عز وجل. لكن وبصفتك تقني بإمكانك أن تعطي لنا رؤيتك بخصوص مستقبل المنتخب الوطني؟ كل ما أريد قوله لك، أن المنتخب الوطني يتواجد في مجموعة ضعيفة جدا، فالمنتخب الذي لا يقدر على هز منتخب مثل إفريقيا الوسطى المتواجدة في ذيل الترتيب العالمي للفيفا وقد شارك في آخر نهائيات لكأس العالم وبلغ المربع الذهبي لآخر دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا، فلا يجب أن نسميه مستقبلا بمنتخب وطني، خاصة إذا علمنا أن المنتخب الجزائري يتشكل لاعبيها جميعهم ينشطون في البطولات الأوروبية. تسمي مجموعة الجزائر بالضعيفة جدا، وهي التي تضم إلى جانب إفريقيا الوسطى وتنزانيا المنتخب المغربي؟ الكل شاهد مستوى المنتخب المغربي في مواجهته الأخيرة أمام إفريقيا الوسطى، ليس بالمنتخب الذي يخيف أو الذي سيشكل عقبة في وجه منتخبنا الجزائري بإمكاننا الفوز عليه حتى في عقر داره، كيف لا وقد فشل في الوصول ولو مرة واحدة إلى شباك أضعف منتخب في العالم إفريقيا الوسطى، وبعض النظر عن النتيجة التي عاد بها هذا الأخير من المغرب، فلا يجب أن نتعثر أمامه في اللقاء المقبل فرغم أننا سنواجهه بأرضه وأمام جماهيره، إلا أن الفوز عليه جد ضروري. هل توقعت أن تسند لك مهمة تدريب المنتخب الوطني؟ صراحة وحسب ما قيل لي من جهات عليمة من الإتحادية أن اسمي كان مقترح لتولي تدريب المنتخب الوطني، ويشرفني ذلك، كما أن عدد كبير من الجمهور الجزائري رشحني لهذا المنصب وهناك من تمنى ذلك، حتى التقنيين الجزائريين رحبوا بفكرة تولي تدريب المنتخب، لكن أصحاب القرار اختاروا مدربا وفق أهوائهم. إذا تتوفر في شخصيتك مزايا تدريب المنتخب الوطني؟ الحمد لله، ما حققته لوفاق سطيف في زمن ثمانية أشهر لم يحققه بن شيخة في زمن 15 تدريب، والألقاب التي حصلت عليها مع الوفاق في ثمانية أشهر هي التي تتكلم، فيكفيني شرفا أنني نلت خمسة كؤوس، رقم من الصعب على أي مدرب كان الفوز به، وكان بإمكاني أن أثري سجلي من الألقاب لولا تسرع إدارة الوفاق بتنحيتي، لا لشيء وإنما لا تريد الخير للوفاق، وهي الأخرى تريد مدربين وفق مايتناسب مع طريقة تفكيرها. قلت لي أنك تملك معايير تدريب المنتخب الوطني، حبذا لو تقول لنا ماهي هاته المعايير؟ يكفي أن أقول لك إنني المدرب الجزائري والعربي الوحيد المتخرج من معهد كوفرتشيانو الإيطالي، والمدرب الجزائري الوحيد لذي استطعت أن أفرض مكانتي في الكالتشيو، حيث عملت لسنوات طويلة في مدرسة أنتر ميلانو كما سبق لي وأن حققت الكثير من الإنجازات مع أندية إيطالية، كما أن احتكاكي مع كبار المدربين الإيطاليين لمدة طويلة، زد على ذلك ما حققته للوفاق هذا طيلة ثمانية أشهر كلها معايير وعوامل تسمح لي بتدريب المنتخب الوطني دون أي إشكال. فاعتبر نفسي مدربا أجنبيا بعض النظر عن جنسيتي، كونني عملت لمدة عشرين سنة في ايطاليا، مدة من الصعب على أي مدرب أن يقضيها وبفرض مكانته في هذا البلد الذي فاز بكأس العالم أربع مرات، لكن أن أقول أنني حصلت ألا مرة واحدة على لقب البطولة وفي تونس فهذا عيب، ومن الأحسن على صاحب هذا الكلام أن يلتزم الصمت. هل توفق لو يعرض عليك تولي منصب ما في الطاقم الفني للمنتخب الوطني؟ لا، لن أوافق. لماذا؟ أنا متخرج من أكبر المعاهد التدريبية في العالم، معهد كوفرتشيانو، وتعاملت مع كبار المدربين العالميين ولدي سجل وفير من الألقاب، فكيف تريد أن أعمل ضمن الجهاز الفني للمنتخب الوطني والفاهم يفهم. نبقى بشأن المنتخب الوطني، هناك من طالب برحيل روراوة بعد رحيل رابح سعدان؟ صراحة، لا يود في الوقت الراهن رجل أهلا لتولي منصب الإتحادية أحسن من روراوة، فجميع قدماء لاعبوا المنتخب الوطني يتحدثون عن منصب تدريب المنتخب ولا أحد منهم فكر في الترشح لرئاسة "الفاف"، لذا أنصح ماجر الذي يريد العودة لتدريب المنتخب في الترشح لرئاسة "الفاف" مستقبلا، بعد أن فشل في مهنة التدريب. هل حلم تدريب المنتخب الوطني انتهى؟ لا، لم ينته، وسأدربه في يوم ما، وأنا واثق من كلامي. لنترك المنتخب الوطني جانبا ونسألك إلى أين وصلت قضيتك مع رئيس الوفاق عبد الحكيم سرار بخصوص تسوية مستحقاتك المالية؟ كل ما يجب قوله لك حول هاته النقطة، أنه تم الاتفاق بيننا أن لا يتطرق أي واحد منا للأخر، بعد أن وعدني بتسوية مستحقاتي المالية في غضون يومين، أي بعد عودته من تونس. وإذا أخلف وعده؟ حينها سأسلك طرق قانونية. تعني مقاضاته؟ سألجا إلى "الفاف" وإلى العدالة، خاصة وأنني أملك ما يثبت صحة ما أطالب به سرار وهو أدرى بذلك. على أي أساس اتفقت مع سار بالتزام كل طرف الصمت؟ حتى لا يضر كل واحد الآخر، فكل ما يصدر مني أو منه لن يخدم أي طرف. متى تم الإتفاق بينكما؟ صبيحة اليوم الحوار أجري عشية أمس ماذا تقول بشان المدرب الحالي للوفاق جياني؟ مدرب خائن لا يستحق منصب تولي تدريب بحجم وفاق سطيف، لكن ماذا تريد أن أقول لك وقد قلت الكثير بشان هذا المدرب النكرة. لكن جياني قال بشأنك كلاما لا يقال عقب التعادل الذي حققه الوفاق أمام الترجي؟ لو بقيت على رأس العارضة الفنية للوفاق، لعدت من تونس يفوز بنتيجة 3 - 0، وقد وعدت أنصار الوفاق عقب الخسارة المفاجئة التي مني بها الفريق في مواجهة الذهاب، وهي الهزيمة التي لم نكن نستحقها كوننا كنا الأحسن فوق الميدان، لكن الذي أريد قوله إن وفاق سطيف الحالي ليس الوفاق الذي تركته قبل شهر من ألان، حيث تحول جسم بلا روح وأضحوكة أمام الجميع، فالأداء الذي ظهر به أمام الترجي أثار استياء السطايفيين، كونه لم يقدم أي شيء بذلك، وهذا أمر طبيعي كون جياني ليس بمدرب بل هو محضر بدني فماذا تنتظر من أمثال هؤلاء المدربين، أكيد ان الفريق سيفقد للمحة الفنية، وأكيد أن الطابع البدني سيطغى على الجانب الفني، وهو الذي حدث للوفاق، وأخشى عليه أن يتعرض لسقوط حر بعد انطلاقة البطولة. لقد انتهى شهر رمضان، ماهي وجهتك المقبلة؟ وجهتي المقبلة سأكشف عنها بعد أيام، وقد انتقل إلى فريق كبير، كون الاتصالات التي بيني وبينه تشرف على نهايتها، وأتركها مفاجأة للجميع، لكن أعدكم أن أول من يمسع عن هوية هذا الفريق الذي سأدربه هم محبوا جريدة الشباك، وعد مني. هل هو فريق جزائري أم أجنبي؟ لا، أتركه لكم مفاجأة. ماهي الفرق التي طلبت خدماتك ورفضت الإشراف عليها بعد إقالتك من تدريب وفاق سطيف؟ ثلاث نوادي تونسية، وفريق مازامبي الكونغولي، ففور إقدام إدارة الفريق بإقالة المدرب الرئيسي تم الاتصال بي، وعرض علي الإشراف على الفريق، لكن الوعد الذي ضربته على نفسي حبا لأنصار الوفاق على أنني لن أدرب أي فريق خلال شهر رمضان المعظم، جعلني أرفض عرض نادي مازامبي الأمر لذي اضطر إدارة هذا الفريق الإستنجاد بمدرب سينغالي. هل تعلم أن أنصار المولودية يكنون لك كل الحقد؟ لا أظن ذلك طالما أنني لم أسيئ إلى أي أحد منهم ولا لفريق المولودية، كل ما قلته بشأن الفريق أن لقب البطولة لن يكون إلا من الوفاق، كما قلت أن المرتبة الأولى التي يتواجد عليها فريق المولودية لا تستحقها. ولماذا قلت هذا الكلام؟ من حقي أن أقول مثل هذا الكلام، كونه يدخل في سياسة الحرب النفسية باعتبار إن الفريق الذي كنت أشرف عليه كان معني باللعب على لقب البطولة، وقد وفقت في هاته الحرب، فلولا المؤامرة التي حيكت ضد الوفاقلكان مصير اللقب الوطني من نصيبنا، لكن هاته هي طبيعة الكرة الجزائرية، لكن فور الفوز المحقق على المولودية التزمت الصمت بل أكثر من ذلك قمت بتهنئة مسيري الفريق وجميع الأنصار بتتويج المولودية بلقب البطولة.