ونحن نمر في الحافلة صبيحة أمس لاحظنا عدداً من أعوان النظافة على مستوى منطقة السمار بضواحي الجزائر العاصمة وهم يعملون بكل جد ونشاط ويحملون الحاويات لإفراغها في الشاحنة الخاصة بحمل النفايات وكان عددهم أربعة أعوان في ريعان شبابهم ما انتبهنا إليه ولأول وهلة وفي خضم الكلام الكثير عن الكمامات للوقاية من كورونا لاحظنا أنها تغيب عن هؤلاء المغلوبين على أمرهم والتي لا يفرضها فقط الخوف من الإصابة بوباء كورونا وإنما أيضاً طبيعة عملهم التي تشترط وضع الكمامات لوقاية أنفسهم من الأمراض الناجمة عن استنشاق الروائح الكريهة إلا أن حرصهم على جلب رزقهم يبدو أنه أنساهم الاحتماء بالوسائل الضرورية اللازمة لضمان سلامتهم في مهنتهم الشاقة والنبيلة فالقفازات والطقم الخاص بالعمل إلى جانب الكمامات هي من الأمور التي لا تقبل النقاش ومن الضروري توفيرها من طرف مؤسسات التطهير لحماية عمال النظافة من مختلف الأمراض والأخطار التي تحيط بهم في عملهم.