رغم الظروف الصعبة التي يشتغلون فيها، والإمكانيات المحدودة المخصصة لهم، إلا أن عمال النظافة بوهران، أثبتوا علو كعبهم، وقدرتهم على التحدي، أثناء تأدية مهامهم، خصوصا في ظل تفشي وباء كورونا المستجد، حيث ورغم خطورة هذا الوباء إلا أنهم ما فتئوا يؤكدون على صمودهم وإصرارهم من أجل رفع القمامات المنزلية، وأحيانا حتى الطبية، التي ترمى بطريقة عشوائية، وهو ما يبرز دورهم الكبير، في تنظيف الولاية من مختلف النفايات التي ترمى يوميا في مختلف النقاط، ما يستدعي من مختلف المصالح المعنية، إلى الاهتمام بهم وتوفير لهم جميع شروط العمل، على غرار الكمامات والقفازات وحتى مواد التطهير والتعقيم التي يحتاجونها لحمايتهم من الفيروس القاتل، دون أن ننسى توفير لهم السكن وتطعيمهم من مختلف الأمراض الخطيرة، التي تصيبهم أثناء عملهم.. "الجمهورية" في خرجة مع عمال النظافة لبوعمامة خلال فترة الحجر كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساء عندما وصلنا إلى مندوبية بوعمامة، كانت الشوارع المؤدية إلى هذه المندوبية التي تعد من مناطق الظل في الولاية، خالية عدا مصالح الأمن الذين كانوا منتشرين عبر مختلف مفترقات الطرق والأحياء، يسهرون على تطبيق قرار الحجر، وجدنا عمال النظافة في انتظارنا بمقر البلدية، إذ وبالرغم من التعب الذي أرهقهم جراء العمل المضني الذي يزاولونه، والصعوبات التي يلاقونها خلال جمعهم للقمامات، إلا أننا وجدناهم عازمين على مواصلة مهامهم النبيلة، ومتفائلين بانحسار الوباء الذي بدأ يتفشى في مختلف ولايات الوطن، لم نطل معهم الحديث والدردشة معهم، بسبب التزامهم بتوقيت عملهم، لنتبع شاحنتهم التي كان سائقها قد تأكد سالفا من جاهزيتها لجمع القمامات. ضرورة توفير الكمامات والقفازات أول نقطة توقفت عندها الشاحنة، كانت عند موقف الحافلات القريب من مستشفى الحاسي لأورام السرطان، أول ما لاحظناه ونحن نتابع عملهم عدم ارتدائهم للكمامات، وهو ما يمثل خطرا على صحتهم، ما يساعد على انتقال العدوى إليهم، وإلى جميع عمال النظافة ال95 الذين يشتغلون بالمندوبية، ما يطرح تساؤلات عن سبب عدم تزويد مصالح بلدية وهران، عمال النظافة لجميع المندوبيات، بالكمامات، والقفازات التي قيل لنا إنهم اشتروها من مالهم الخاص، بالرغم من غلاء ثمنها، باعتبار أن القفازات التي منحت لهم ذات نوعية رديئة ولا تحميهم من الفيروس... تابعنا خرجتنا الميدانية التي قمنا بها رفقة هؤلاء العمال، لنصل إلى نقطة ثانية، تقع في وسط الطريق المقابل لمحلات بيع الأدوات الكهرومنزلية بالحاسي، وأول ما أخبرنا به أعوان النظافة، هو أن النقطة تقع في مكان غير لائق ويشهد مرور العديد من السيارات، وكثيرا ما طالبوا بتغييره ولكن لا حياة لمن تنادي، لأنه يشوه المنظر العام للحي، وقد لاحظنا معاناة هؤلاء العمال، أثناء جمعهم للقمامة، بسبب رميها بطريقة عشوائية، فضلا عن عدم تجميعها في أكياس مغلوقة، ما يسهل رفعها، وهو ما جعلهم يطالبون بضرورة غلق الأكياس ورميها يا إما في الصباح الباكر أو في المساء، حتى يسهل جمعها وتجنب تشويه المنظر العام للحي، الذي يمثل المدخل الغربي للولاية.. واصلنا خرجتنا الميدانية رفقة هؤلاء العمال، لنصل إلى إحدى مكب النفايات بحي اللوز، الذي يقع بالقرب من مرآب شاحنات وحاويات النظافة لمندوبية بوعمامة، كان المكان مليئا بالنفايات، وما زاد من صعوبة مأمورية الأعوان، هو الرياح الهوجاء التي كانت تعصف بشدة في ذلك التوقيت، حيث كانوا كلما جمعوا أكياس القمامات، تفرق الرياح قارورات المياه والأكياس الفارغة المرمية بطريقة عشوائية، ما جعلهم يعيدون تجميعها لوضعها في الشاحنة، ما يؤكد صعوبة عملهم، والمتاعب التي يواجهونها يوميا، خصوصا بعد إصابة العديد من زملائهم بعدة أمراض أجبرتهم على متابعة العلاج إلى حين تعافيهم. تذمر من رمي النفايات الطبية كما اشتكوا لنا من مشكلة رمي النفايات الطبية، وعدم حرقها وإتلافها ف الأفران، حيث كشفوا لنا عن عثورهم على العديد من الكمامات والقفازات ومواد التعقيم المرمية بطريقة عشوائية في نقاط رمي القمامات، وإذ ثمنوا منحة ال5000 دج التي خصصتها لهم السلطات العليا في البلاد، نظير جهودهم الكبيرة، التي يبذلونها خلال تأدية عملهم أثناء فترات الحجر المنزلي وحتى في الصباح، إلا أنهم طالبوا برفع راتبهم الشهري الذي لا يتجاوز 20250 دج، فضلا عن توفير سكنات اجتماعية لهم وتطعيمهم باللقاحات بعد توقف حملة التطعيم منذ 2015، وتدعيم قطاعهم بالمزيد من العمال لتخفيف الضغط عنهم، خصوصا وأنهم يقومون بعد خرجات يومية، وهو الأمر الذي أرهقهم، زيادة على تعرضهم للاعتداءات، خصوصا في الأحياء الفوضوية، وهو ما تعرض له عوني نظافة منذ أيام في الحاسي.. هكذا هي يوميات عمال النظافة بمندوبية "بوعمامة" وحتى باقي البلديات الأخرى، خصوصا في هذا الظرف الصحي العصيب الذي تعيشه البلاد، كلهم عزيمة وتحدي وإصرار على مزاولة نشاطهم النبيل رغم الصعوبات التي تواجههم.. نداء للمحسنين بتوفير وسائل الوقاية من جهته أكد رئيس مندوبية بوعمامة دينار بدرالدين، أن مصالحه تحرص على توزيع الكمامات، والقفزات ومختلف مواد التعقيم، على عمال النظافة، حيث تم تكليف، رؤساء القطاعات المكلف بالتطهير والنظافة بعملية التوزيع، موجها نداءه للمحسنين بضرورة مساعدة عمال النظافة من خلال منحهم الكمامات والقفازات لمساعدتهم في أداء عملهم على أكمل وجه. لحمايتهم من خطر العدوى التي قد تصيبهم جراء تفشي فيروس "كورونا"