قال مستشار للأمم المتحدة مختص بشؤون منع الإبادة الجماعية إن استهداف عرقية الأوزبك جنوبي قرغزستان يمكن أن يصل إلى حد التطهير العرقي. واندلعت توترات عرقية في أفريل الماضي عقب الإطاحة بالرئيس كرمان بك باكييف، ودارت معارك بين الأغلبية القرغزية والأقلية الأوزبكية في الجنوب. وذكرت الأممالمتحدة أن تجدد العنف في جوان استهدف الأوزبكيين بشكل خاص. وقال إدوارد لوك، المستشار الخاص بشأن الإبادة الجماعية، إن نمط ونطاق العنف، الذي أسفر عن النزوح الشامل للأوزبكيين، يمكن أن يصل إلى حدِّ التطهير العرقي. وأضاف لوك وفرانسيس دنج، وهو مستشار بشأن مسؤولية الحكومات عن حماية المواطنين، في بيان مشترك، أنه ينبغي على الحكومة المؤقتة في قرغزستان ودول الجوار أن تضع تدابير لتقليل العنف على خلفيات عرقية في المستقبل. وأفادا أن العنف كشف عن انقسام عرقي واضح تشكَّل على مدار عقود. وأوضحا أنه بمجرد كبح أعمال العنف فإنه يجب على السلطات القرغزية الاعتراف والاهتمام بأسباب هذه الأحداث للحيلولة دون تكرارها. ودعا المستشاران إلى عملية للمصالحة بالتعاون مع المجتمع المدنى وإجراءات لحماية التنوع العرقي والإرث. وكان مجلس الأمن الدولي أدان العنف في جنوب قرغزستان، ودعا إلى استعادة القانون والنظام. وخلف القتال الدائر بين الأغلبية القرغزية والأقلية الأوزبكية ما لا يقل عن 120 قتيل وأكثر من 1500 جريح، خاصة في مدينتي أوش وجلال آباد في جنوب قرغزستان. وتردد أن ما لا يقل عن 100 ألف شخص من عرقية الأوزبك فروا من مدينتي أوش وجلال آباد الجنوبيتين. ومن جانبها دعت منظمة العفو الدولية الدول المجاورة لقرغزستان لفتح حدودها أمام أولئك الذين يسعون إلى ملاذ. وأشارت إلى أنها تشعر بقلق خاص إزاء الأشخاص الذين فروا من الاضطهاد في أوزباكستان على مدار السنوات الخمس الماضية وعرفوا إما بأنهم لاجئون في قرغزستان أو يعيشون في مخبأ هناك. وقالت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان في بيان صدر في لندن إن هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون العودة لأوزباكستان، حيث سيواجهون خطر التعرض للتعذيب أو السجن لفترات طويلة في ظروف قاسية وغير إنسانية. ويتوقع الكثيرون في قرغزستان أن يجري نشر قوات روسية لحفظ السلام في جنوب البلاد. ويذكر أن اضطرابات مماثلة اندلعت قبل 20 عاما في قرغزستان، وأرسلت قوات سوفيتية لإعادة النظام إلى البلاد.