ناشدت رئيسة قرغيزستان المؤقتة روزا أوتونباييفا روسيا بإرسال قوات مسلحة للمساعدة في وقف أعمال العنف بين القرغيزيين والأوزبك جنوبي البلاد التي ارتفعت حصيلتها إلى 51 قتيلا ونحو 650 جريحا. وقالت أوتانباييفا للصحفيين "نحتاج تدخل قوات مسلحة خارجية لتهدئة الوضع"، وأضافت "لقد ناشدنا روسيا المساعدة، ووقعت بالفعل مثل هذا الخطاب للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف". و لا ينتظر أن يصدر رد فعل سريع من القيادة الروسية على هذه الدعوة، نظرا لتعقد الملف ولرغبة موسكو في إغلاق القاعدة الأميركية في قرغيزستان و"التقرب" أكثر إلى روسيا، التي لها قاعدة عسكرية هي الأخرى في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى. جاء ذلك بعدما أقرت الرئيسة الانتقالية بالفشل في احتواء الموقف بعد إرسال الجيش لقمع العصابات المسلحة في أوش وضواحيها، حيث تم فرض حالة الطوارئ.وأعربت أوتونباييفا في تصريحات للصحفيين عن أسفها لأن ما يجري هو مواجهة بين عرقيتين، مضيفة أن الحكومة التي أتت إلى السلطة قبل شهرين بانتفاضة ضد نظام الرئيس قرمان بيك باكاييف تعمل ما بوسعها للسيطرة على الموقف.في هذه الأثناء قالت وزارة الصحة القرغيزية إن عدد قتلى المواجهات العرقية ارتفع إلى 51 في حين وصل عدد الجرحى إلى نحو 650.وعلم مراسل الجزيرة أن بيوتا كثيرة تابعة للأوزبك أحرقت الليلة الماضية في ضواحي مدينة أوش المغلقة تماما، كما شهدت العاصمة القرغيزية بشكيك الليلة الماضية مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين. واقتحم عشرات من المتظاهرين القرغيزيين مبنى التلفزيون الحكومي وقطعوا الإرسال أثناء نقل وقائع مباراة افتتاح كأس العالم ليوجهوا تهديدا إلى الأوزبك في الجنوب عبر التلفزيون.وكانت الصدامات قد اندلعت في أوش -ثاني مدن البلاد- مساء الخميس إثر خلاف بين شخصين في ملهى ليلي، تبعه ظهور عصابات مسلحة بالهري والقضبان أقامت حواجز على الطرق وأضرمت النار بسوق ومطاعم في حي الأوزبك بالمدينة.ويبلغ عدد سكان هذه الجمهورية السوفياتية السابقة 5.3 ملايين نسمة يمثل القرغيزيون بينهم 69% مقابل 8.1% من الروس و14.5% من الأوزبك يتمركز أغلبهم في محافظات الجنوب، حيث يمثلون 40% من سكان جلال آباد ونصف سكان أوش. وجيش قرغيزستان أضعف من أن يسيطر على الوضع، وإن حكومة هذا البلد تتوقع تدخل قوة الأمن الجماعي التي شكلتها العام الماضي روسيا وبعض دول الاتحاد السوفياتي السابق. وقال إن هناك من يرى أن أنصار الرئيس المخلوع باكاييف -وخصوصا شقيقه- قد يكونون المحرك وراء محاولة إفشال الاستفتاء على مشروع الدستور -الذي سيجري في 27 يونيو/حزيران الجاري- باستخدام ورقة التوترات القومية.وأشار إلى أن هناك مشاكل عالقة بين القرغيزيين والأوزبك منذ الصدامات العرقية بينهما عام 1990، مضيفا أن الأوزبك يشعرون بأنهم فئة مهمشة لا تملك حقوقا مثل تعليم لغتهم القومية في المدارس. وأثارت أسوأ أعمال عنف تشهدها قرغيزستان منذ الإطاحة بنظام باكاييف قبل شهرين، ردود فعل زعيمي روسيا والصين أثناء مشاركتهما في مؤتمر أمني بطشقند عاصمة أوزبكستان المجاورة. وقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن موسكو تريد نهاية سريعة للاضطرابات في قرغيزستان، وردد الرئيس الصيني هو جينتاو تصريحات مماثلة قائلا إن "الصين ستواصل مساعدة قرغيزستان بقدر ما يمكن".كما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه البالغ بسبب تجدد العنف في قرغيزستان، ودعا إلى استعادة الهدوء واحترام حكم القانون وحل كافة المشاكل عبر الحوار. بدورها دعت المفوضة العليا للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون حكومة أوتونباييفا إلى "استعادة النظام بالوسائل القانونية