عبّرت عدة هيئات دولية عن قلقها من الوضع الإنساني للاجئين الهاربين من مواجهات العنف العرقي التي اندلعت في قرغيزستان منذ أسبوع، وأسفرت عن سقوط نحو 200 قتيل ومئات الجرحى وشردت مئات الآلاف. ورغم عودة الاستقرار النسبي إلى جنوب البلاد، حيث اندلعت المواجهات، تتصاعد المخاوف بشأن ظروف مئات الآلاف من اللاجئين الذين يعيشون في مخيمات على الحدود مع أوزبكستان. وقدرت الأممالمتحدة عدد اللاجئين الفارين من العنف في قرغيزستان بنحو 400 ألف شخص، وقال بيان للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للمنظمة الأممية أن نحو 300 ألف لاجئ يحتشدون على الجانب القرغيزي، مستندة في ذلك إلى معلومات من الحكومة المؤقتة ومنظمات غير حكومية تعمل في الميدان. وشهدت منطقتا أوش وجلال آباد بجنوب البلاد الأسبوع الماضي اشتباكات دامية بين الأغلبية القرغيزية والأقلية الأوزبكية استدعت تدخل الجيش. وتحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن عدد كبير من الضحايا، ووصفت ما يجري في البلاد بأنه أزمة إنسانية واسعة، في حين قال المستشار الخاص للأمم المتحدة حول الإبادة الجماعية إدوارد لوك إن ما وقع قتل جماعي يمكن أن يرقى إلى تطهير عرقي. وقد استقبلت أوزبكستان نحو مائة ألف لاجئ، ثم أغلقت حدودها وأكدت أنها لا تستطيع استقبال كل اللاجئين، في حين قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن على الحكومة القرغيزية أن تعالج المأساة الإنسانية التي خلفتها الاضطرابات. وأوعز ميدفيديف الذي رفضت بلاده تقديم مساعدة عسكرية طلبتها حكومة قرغيزستان للتغلب على الاضطرابات يوم الخميس لوزارتي الطوارئ والخارجية بمساعدة أوزبكستان في استقبال اللاجئين القادمين من قرغيزستان. كما أمر وزارة الدفاع المدني بدعم أوزبكست ب 120 طنا من المساعدات الطارئة. ومن جهتها، تعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، خلال محادثة هاتفية مع رئيسة الحكومة القرغيزية المؤقتة روزا أوتونباييفا، بتقديم 6.5 ملايين دولار هي قيمة مساعدات فورية، بينما تعهد الاتحاد الأوروبي بنحو خمسة ملايين يورو (ستة ملايين دولار) على شكل مساعدات غذائية وأدوية. وكانت الحكومة القرغيزية المؤقتة قد قللت من خطورة الاضطرابات العرقية التي وصفت بأنها أسوأ اضطرابات من نوعها خلال 20 عاما، وتعهدت بالالتزام بإجراء استفتاء على تعديلات دستورية هذا الشهر. وقال عظيم بك بيكنازاروف نائب رئيسة الحكومة المؤقتة للصحفيين في العاصمة بشكيك: إن الوضع في أوش أخذ في الاستقرار، وأضاف: يجب علينا تنظيم الاستفتاء، وعلى كل من يدعون أنفسهم مواطنين قرغيزيين أن يصوتوا في الاستفتاء.