حذّر خبراء أمنيون من خطر الوقوع في مصيدة الدعاية الغربيةالجديدة للظاهرة الإرهابية في الساحل الإفريقي، الدعاية التي تسعى إلى ما يسمّى ب »أفرقنة الإرهاب« بتصويره على أنه غول يصول ويجول في القارّة الإفريقية. ودخلت البلدان الغربية الكبرى التي تملك مصالح في القارّة الإفريقية، وعلى رأسهم فرنسا وأمريكا وبريطانيا، وأطلقت العنان لوسائل إعلامها بالدعاية لهذا الطرح الذي يعتبر امتدادا لأطروحة التدخّل الأجنبي في الساحل الإفريقي من أجل وضع حدّ للظاهرة الإرهابية في المنطقة، والتي رفضتها الدول المعنية جملة وتفصيلا. وكانت الجزائر من أشدّ الرّافضين لهذا الطرح، مشيرة إلى أن الدول الإفريقية ذات الحدود المشتركة في الساحل الإفريقي وهي الجزائر، النيجر، مالي،، موريتانيا وبوركينافاسو قادرة على دحر الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة. باشرت وسائل الإعلام الغربية ذات الوزن الثقيل في البلدان الغربية في الترويج لهذا الطرح، وهو أن فلول الإرهاب في الشمال الإفريقي يحاول مدّ يده إلى الجنوب ليتوسّع نشاطه عبر تحالفات تكون قد أبرمتها الجماعات الإرهابية بقيادة عبد المالك درودكال مع جماعات أخرى في إفريقيا، مثلما أطلّت علينا وكالة الأنباء الفرنسية بأن هناك تحالفا بين درودكال وجماعات مسلّحة في النّيجر، فيما نفت مصادر أخرى قريبة من الملف أن يكون درودكال قادر على إنجاز هذه الخطوة بالنّظر إلى جملة من الأسباب أهمّها بعد المنطقة ونقص الإمكانيات. وكان وزير الداخلية والجماعات المحلّية دحّو ولد قابلية قد أكّد أن الجزائر ترفض أيّ مساومة من طرف القوى الكبرى من أجل تغيير موقفها بشأن دفع الفدية للإرهابيين، محذّرا في نفس الوقت من خطر التنافس »الفرنسي، الأمريكي« في منطقة الساحل الصحراوي من أجل الاستيلاء على خيراتها وتوسيع نفوذها على حساب أمن وسلامة شعوب المنطقة. كما صرّح مؤخّرا رمضان لعمامرة مفوّض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، بأن هناك دولا غربية تسعى إلى »أفرقنة الإرهاب«، مشيرا إلى أنه على الدول الإفريقية الحذر من أهداف الأطروحة الجديدة. وتقود الجزائر جهود كبيرة في الساحل الإفريقي من أجل القضاء ومحاربة الإرهاب بالمنطقة، وكذا جهود تنموية بالموازاة، وقد دعت الدول إلى ضرورة العمل الجماعي المنسّق لردع التهديدات الإرهابية والقضاء عليها، فإن الأبواب ستكون مفتوحة أمام التدخّل الأجنبي، كما دعت الدول على ضرورة العمل على تبادل التحليلات والمعلومات حول الوضع السائد وتطوّرات مكافحة الإرهاب في كلّ من هذه البلدان وتداعياته على المحيط الإقليمي، والنّظر في سبل ووسائل إعداد إستراتيجية مشتركة ومسؤولة لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان. وكانت دول الساحل السبع قر اتّفقت في الجزائر على العمل بصورة جماعية لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل وعدم منح أيّ تنازلات للجماعات الإرهابية، وبخاصّة ما تعلّق بدفع الفدية في حالات الاختطاف. كما اتّفقت الدول على أهمّية التعاون على المستويين الثنائي والإقليمي باعتباره يشكّل إطارا لا يمكن تجاوزه من أجل مكافحة فعّالة وشاملة، ووضع مقاربة متكاملة ومنسّقة ومتضامنة تتمحوّر حول مسؤولية الدول في القيام بمكافحة الإرهاب على المستوى القطري كمرحلة أولى، تليها إرساء آليات واتّفاقيات ثنائية بين دول المنطقة ضمن تعاون إقليمي مهيكل شامل قائم على حسن النيّة.