يعتبر محمد سعد أبوبكر الزعيم الروحي للمسلمين في نيجيريا البالغ عددهم قرابة 70 مليون نسمة، وهو وريث عرش عمره يزيد على 200 عام. أبوبكر هو الوريث الشرعي للخلافة المتواصلة في هذه الدولة الواقعة غربي أفريقيا منذ القرن التاسع عشر، وهو أكثر الزعماء نفوذا بين الزعماء التقليديين في المنطقة. وبعد أربعة أعوام على تنصيبه بوصفه سلطان سوكوتو، فإن حكمه يأتي وسط انقسام طائفي عميق في نيجيريا، التي تبلغ نسبة المسلمين فيها نحو 50 في المائة.، حيث يقدر عدد السكان فيها بنحو 150 مليون نسمة. وتعيش نيجيريا التي يقدر عدد سكانها بنحو 150 مليون نسمة، صراعاً متزايداً مع الأصولية الإسلامية والعنف المتواصل بين المسلمين والمسيحيين في جنوبي البلاد، حيث لقي الآلاف من السكان مصرعهم في هذ العنف منذ استقلال البلاد عام 1960. غير أن أبوبكر الذي كان يعمل في وظيفة في الجيش النيجيري قبل أن يصبح سلطان سوكوتو، يقول إن الصراع الذي يهز نيجيريا يتعدى الطائفية والدين. ويوضح قائلاً: "قد يكون هناك بعض الحالات على العنف الطائفي في بعض الأماكن، غير أن الأزمة التي تشهدها البلاد ليست طائفية، بل تحركها نوازع سياسية." وفي حين يقر أبوبكر بأن هناك حفنة من المتطرفين، لكنه يقول إنهم لا يمثلون الأغلبية بين المسلمين المسالمين، مضيفاً أنهم يعملون على كيفية وضع حد لهؤلاء الذين يرتكبون أعمالاً باسم الإسلام. وكانت منظمة "بوكو حرام" المتطرفة قد هاجمت في يوليو/تموز 2009 مبان حكومية في أنحاء مختلفة من شمال البلاد، بعد أسبوع من القتال الذي أودى بحياة 700 شخص، لكن تم وضع حد للانتفاضة في ذلك الوقت. وأوضح أبوبكر أن قلقه الأكبر يأتي من السياسيين الذين يستغلون الدين لغايات خاصة، مشيراً إلى أن هؤلاء السياسيين يسلحون الجماعات المختلفة ويزودونهم بالمال،، لكنه يقول إنه يظلون أقلية. يشار إلى أن أبوبكر عمل في سلك الجيش والقوات المسلحة لأكثر من ثلاثة عقود، وخدم في دول مثل سريلانكا وباكستان ودول الخليج. وكان السلطان عثمان دان فوديو قد أسس سلطنة سوكوتو قبل نحو 200 عام، وقاد الجهاد من أجل نشر الإسلام في غربي أفريقيا، وامتدت السلطنة لتشمل شمال نيجيريا والكاميرون وبوركينا فاسو والنيجر. ومنذ ذلك الحين تولى السلطنة 20 سلطاناً، كلهم ينحدرون من السلطان الأول.