يحرص المسلمون في ألمانيا على تصميم مساجد تلفت نظر غير المسلمين مما يدفع بعضهم للتساؤلات الفضولية التي تنتهي في أحايين كثيرة باعتناقهم الإسلام، وقد ذكرت بعض التقارير على الشبكة العنكبوتية أن تصميم مسجد زجاجي على أجمل طراز أسهم في إسلام العديد من غير المسلمين في ألمانيا. الشفافية التي صمم بها المسجد جعلت حب الفضول لدى بعض الألمان يدفعهم لزيارة المسجد الذي يعتبر مركزا إسلاميا متكاملا، وقد تم بناء المسجد في عام 2005 في بلدة ''بنسبرج'' بولاية ''بافاريا'' الألمانية على شكل زجاجي بحيث يمكن للمارة والعابرين بسياراتهم رؤية المسلمين وهم يؤدون الصلاة في مسجد المركز، وهو أمر متعمد في التصميم من أجل إظهار حياة المسلمين لمن سواهم في البلدة بغية تبديد شكوك البعض حول ما يدور داخل المساجد لتحقيق أكبر قدر من الاندماج في المجتمع. ودفع جمال التصميم إلى اختياره كواحد من أجمل أشكال الهندسة المعمارية في مدينة بافاريا الألمانية وهو ليس مجرد مسجد بل هو مركز إسلامي متكامل يحتوي على مكان للصلاة وقاعة للأنشطة الثقافية التي تقام فيه ومكتبة كبيرة. وتم بناء المسجد بأحدث تقنيات البناء، حيث تم تصميم مئذنة المسجد من كلمات الآذان العربية التي كتبت من أعلى المئذنة وحتى أسفلها مع إضاءة خلفية مبهرة ليلاً. كما توجد إضاءة على جدران المسجد من الداخل وزجاج أزرق يغطي كامل أحد جوانب المسجد، ويزور المسجد سنوياً الآلاف من المهتمين بالثقافة الإسلامية ويطلبون معلومات أكثر عن الدين الإسلامي، كما يخدم المسجد والمركز الإسلامي التابع له الطلاب الذين يقدمون دراسات وبحوثا عن الإسلام بتوفير معلومات عن الإسلام والمسلمين، وقد كان لتصميم المسجد وأنشطته الكثيرة سبب بعد الله في هداية الكثير من الألمان للدخول في الإسلام، كما أشارت بعض التقارير الألمانية إلى الشبكة العنكبوتية بذلك، هذا وعلقت مجلة ''دير شبيغل'' الألمانية في عدد صادر لها على هذا المركز قائلة: إنه يعكس شفافية المسلمين، وأضافت المجلة أن السلطات المحلية والسكان، وافقوا على إقامة المركز بسبب هذه الشفافية، مشيرة إلى أنه مع تصميمه العصري المتميز، لا يبدو من الوهلة الأولى أنه مسجد أو مركز إسلامي، إلا أن الجالية بادرت بمشاريع أخرى في سبيل دعم الحوار بين المسلمين وغير المسلمين. وأكدت المجلة أن الجالية المسلمة في بافاريا قدمت من خلال هذا المسجد الذي افتتحه الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، بمشاركة عمدة بنسبرج هانس مومرت في عام 2005م أسلوبا جديدا في مواجهة أي آراء تشددية من قبل خصوم الإسلام المناهضين للإسلام في ألمانيا الذين ينتظرون أي هفوة، فكان لهذا التصميم للمركز الإسلامي الزجاجي دور في دفع واحدة من كبريات المجلات وهي ''دير شبيغل'' الألمانية إلى الإشادة بطريقة المسلمين في بناء المسجد بكل هذه الشفافية، وهي الطريقة التي أسهمت كما يذكر القائمون على المسجد في إسلام العديد من الألمان غير المسلمين الذين يأتون للاطلاع على المسجد ثم في النهاية يعتنق بعضهم الإسلام نتيجة تبيان القائمين على المسجد الإسلام بيسره وسماحته وأنه الدين الحق، والحكمة ضالة المؤمن أينما استخدمها تتحقق - بإذن الله - نجاحات تخدم هذا الدين العظيم، وكانت سياسة إقامة هذا المسجد إحدى الوسائل في مخاطبة فضول بعض الألمان واعتناق بعضهم الإسلام.