سيتأخر موعد وضع الحجر الأساس لبناء مسجد مرسيليا الكبير إلى تاريخ ال20 من شهر ماي المقبل بعد أن كان مقررا في ال 21 من شهر أفريل الداخل، وذلك بسبب مواجهة المشروع لمشاكل تمويلية . وأفادت تقارير إعلامية أن جمعية المسجد الكبير لمرسيليا لم توفر إلى حد الآن مبلغ 3 أو 4 ملايين يورو المطلوبة للشروع في الأشغال الأولى، الأمر الذي طرح عدة تساؤلات لدى الواقفين وراء هذه المبادرة عن مدى تمكنهم من جمع مبلغ 22 يورو اللازمة لإتمام بناء المسجد بشكل كلي . وتعول جمعية المسجد على أن تكون للدول العربية والإسلامية مساهمة كبيرة ترقى إلى حجم الجالية المسلمة الموجودة في عاصمة الجنوب الفرنسي ،خاصة وان الجالية المقيمة هناك ليس في مقدورها تقديم تبرعات كبيرة بالنظر إلى إمكاناتها المالية المحدودة . ويرى البعض أن ما ساهم في تأخر المساهمات المالية هو الشرط الذي وضعته جمعية المسجد التي طلبت بان لا تتعدى مساهم الدول 20 إلى 25 في المائة فقط للمحافظة على استقلالية المسجد. وفي هذا الشأن ،ذكر رئيس جمعية المسجد الشيخ نور الدين أن الجزائر قد دفعت لحد الآن مبلغ 061-212- يورو من أصل مليون كانت قد تحدثت عن دفعها خلال انطلاق المشروع ،مشيرا أن المساهمات الجزائرية في بناء هذا المسجد لن تفوق خمسة ملايين يورو، وذلك في وقت لم تعلن دول إسلامية أخرى قيمة مساهمتها ، أو إن كانت لها نية في دعم بناء هذا الجامع . وسبق لدول إسلامية أخرى كتركيا وجزر القمر أن أعلنت مساهمتها في بناء هذا المسجد الذي سيشيد بالمقاطعة ال15 بمدينة مرسيليا. وكانت جمعية المسجد قد حصلت خلال العام الماضي على ترخيص من رئيس بلدية مارسيليا جون كلود غودين للجمعيات يجيز ببناء مسجد كبير ببلديته، والذي سيصمم وفق طابع عربي أندلسي، ويهدف منه إلى أن يكون مركز إشعاع إسلامي كبير، وليس مجرد سد فجوة نقص المساجد بمرسيليا التي تتوفر على 40 مسجدا بما فيها المصليات وفقا للإحصاءات الرسمية، وسيتميز هذا المسجد بمئذنة عملاقة، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم . وأسندت مهمة تصميم هذا المسجد إلى مجموعة من المهندسين الفرنسيين، في حين أن المهندس الرئيسي هو ماكسيم روبو، وهو المسؤول عن مؤسسة للهندسة المعمارية بالحوض المتوسطي تدعى '' ب. ا.م '' ، ويوجد احد مكاتبها في الجزائر، وقد ذكرت الشركة على موقعها الالكتروني أن ''مسجد مرسيليا الكبير ليس مجرد طلبية مالية بسيطة، إنما يدخل ضمن اطر منطق واضح جدا'' ،وذلك يرجع أن الشركة تسعى إلى توسيع انتشارها بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وتقدر تكلفة المسجد الكبير بنحو 22 مليون اورو ، سيتم تدعيمه من طرف عدة دول إسلامية في مقدمتها الجزائر وتركيا و جزر القمر ، و سيشيد بالمقاطعة ال15 بمدينة مرسيليا، وينتظر أن تنطلق أشغال انجازه مع بداية العام الجديد . ويأتي إقامة مسجد كبير شبيه للمسجد باريس الكبير نتيجة نضال عديد الجمعيات الإسلامية النشطة بفرنسا ،خاصة تلك المنحدرة من منطقة المغرب العربي ،بالنظر إلى أن هذه الجالية تتواجد بكثافة بمدينة مرسيليا الواقعة جنوب التراب الفرنسي ، إضافة إلى أن موافقة السلطات البلدية على هذا المشروع يندرج في خانة محاولتها الاستجابة لمطالب المهاجرين ، خاصة المسلمين منهم الذين يمثلون أكثر جالية متواجدة بهذه المدينة.