نأمل أن لا يقع المشرفون على تسيير شؤون كرتنا في نفس الأخطاء التي كلّفت المنتخب الوطني الاختفاء عن الواجهة لسنوات طويلية بسبب انتداب مدرّبين مغمورين صنعوا اسما في مجال التدريب على حساب "الخضر" في صورة المدرّب البلجيكي العجوز ليكنس الذي كلّف الخزينة العمومية أموالا طائلة، شأنه في ذلك شأن المدرّب الفرنسي كفالي الذي لم يصدّق آنذاك أنه سيقود منتخبا بحجم الجزائر، وبالتالي يتوجّب على هيئة روراوة الحسم في هوية المدرّب الأجنبي الذي سيخلف عبد الحقّ بن شيخة بطريقة مدروسة من كافّة الجوانب، خاصّة وأن العديد من المدرّبين المعروفين على المستوى العالمي أعربوا عن استعدادهم التام لتدريب التشكيلة الوطنية شريطة توفير لهم كافّة الوسائل الضرورية وذلك بغض النّظر عن شروطهم المالية، والتي قد تحتّم على روراوة الاستعانة بمدرّب أجنبي لا يكلّف الكثير من النّاحية المالية، لأن المدرّب الذي يملك مؤهّلات عالية في مجال التدريب لا محالة سيخرج "الخضر" من النّفق المظلم· طبعا، من الصّعب جدّا تلبية مطالب دونغا وكليمسان والأسماء المعروفة في مجال التدريب من الجانب المالي، لكن حان الوقت لغلق الباب في وجوه المدرّبين المغمورين لأن إعادة المنتخب الوطني إلى السكّة الصحيحة تتطلّب انتداب مدرّب من العيار الثقيل مهما كلّف الخزينة العمومية، لأن صفحة "البريكولاج" تمرّ بضرورة التراجع عن مواصلة نفس السياسة في تسسير شؤون كرتنا التي باتت في أمس الحاجة إلى عملية جراحية معمّقة لتنقية المحيط الكروي من الجراثيم الخبيثة وفتح الباب في وجوه المخلصين لهذا الوطن العزيز لأن غالبية الوجوه الرياضة الحالية أصبحت لا تفكّر في المصلحة العامّة التي تخدم الكرة الجزائرية وإنما في التفكير بطريقة أو بأخرى في استعمال مناصبهم كجسر لبلوغ مآربهم الشخصية·