بالنسبة لسارة عيد الفطر هذه السنة جاء في ظروف غير عادية فجائحة كُورنا حرمتها من التمتع بملابسها ولُعبها والخروج مع صديقاتها للهو والمرح سارة فتاة في الخامسة عشر لم تتعود أن تُطل من النافذة وترى الشوارع فارغة وباهتة لذا قررت أن لا تلبس ملابسها وأن تبقى في البيت رغم إلحاح أبويها على مُرافقتهم لها في زياراتهم العيدية التي كانت هذه المرة في الصباح الباكر نظرا للحجر الجُزئي المفروض على الجزائر في اليوم الأول والثاني من العيد وبقيت سارة لوحدها في البيت لأول مرة وحدتها دفعتها للنوم العميق. وهي في سُباتها رأت أنها ترقص مع صديقاتها في حفل بلباس أبيض جميل في سعادة كبيرة وفجأة ظهر وحش كبير وهجم عليها وحاول خطفها وقتلها لكن شجاعة سارة أنقذتها وهزمت ذلك الوحش المُخيف في الأخير وجدت نفسها لوحدها وهي تبكي وتصرخ وتُنادي على والديها اللذين لحسن الحظ جاءُا في الوقت المُناسب وهدآها وأفهماها أنه مُجرد حُلم لا غير. ثالث أيام العيد في الحقيقة لم يكن سعيدا على سارة وعائلتها المسكينة بعد إرتفاع في درجة الحرارة وإجراء أشعة على الصدر تبين أنها مُصابة بهذا الداء مما إضطرها لدخول المُستشفى للتداوي في الأول لم تتقبل الطفلة ما حدث لها لكن بعدما رأت المرضى المُصابين به سلمت أمرها لله وقررت مُجابهة هذا المرض كما قاومت الوحش في المنام وسارة الآن ترقد في مُستشفى قسنطينة وتتلقى العلاج منذ أسبوع تقريبا حالتها في تحسن وإستقرار مما حيّر الأطباء الذين شكروها على رُوحها المرحة ونفسيتها القوية في مُقاومة المرض. سارة وكثير منا لم يقض العيد في فرحة وهناء ففعلا عيد هذه السنة كان مُميزا وحزينا للجميع فمن لم يفقد الحبيب والغالي مرض وقضى أيامه في المُستشفى ضف إلى ذلك الحجر الجُزئي الذي منعنا من صلة الرحم وجعلنا كالعصافير المسجونة في أقفاصها فبأي حال عُدت يا عيد للأسف جئت ووجدتنا مُنهكي القوى وتعبانين نفسيا من هذا الزائر الثقيل المُسمى كوفيد19 لكن مُهم جدا التذكير بأن الحالة النفسية ضرورية للإنتصار على هذا الفيروس فالإكتئاب والقلق لن يُغيرا شيئا بل سيعقدان الأُمور ويدفعان بنا للهاوية. ولأن رب العباد أمرنا بالدعاء والإلحاح عليه فإننا نرجوه ونتوسل إليه.. فيارب إرفع عنا هذا الوباء وأرحم كل من فقدناهم ورحلوا هكذا دون سابق إنذار فأصعب شيئ هو توديع قريب وعزيز عليك فجأة دون مُقدمات فيارب إ رحمنا وأعطنا الصبر وأشفي كل مرضانا وارحم موتانا.