جايئحة تكبّد الحرفيين والتجار وغيرهم خسائر فادحة من الضرر النفسي إلى الإفلاس المالي أحدث الحجر ضررًا نفسيا للمواطنين في بدايته وذلك لعدم تعودهم على البقاء في المنزل ولعدم خروجهم للترفيه في السهرات الليلية خاصة الشباب ناهيك عن الأضرار المادية التي يتكبدها التجار يوميا من خلال إرغامهم على الغلق في أشد أوقات الذروة وهي بعد انقضاء ساعات العمل أي 17:00 مساءً فأصبح دخلهم لا يتعدى الدخل الأدنى يوميا بحيث مست تبعات هذا القرار الحلاقين وأصحاب محلات الوجبات السريعة حرفي البناء والبلاط والناقلين أيضا وغيرهم ممن وجدوا أنفسهم دون موارد مالية لتغطية حاجياتهم والذين تكبدوا خسائر كبيرة منذ دخول تدابير الحجر الصحي حيز التنفيذ. وقد أبدى العديد من أصحاب المهن والحرف مخاوف كبيرة حول القرار المتخذ عن إجراءات الحجر الصحي الذي أحالهم على البطالة ولو مؤقتاً بعد أن ألزمتهم قوانين الحجر على غلق محلاتهم قصرًا وهم الذين كانوا يقتاتون منها لا سيما أن العديد منهم يعيلون أسرًا وعائلات وخلال شهر رمضان وعيد الفطر كانت هناك مصاريف إضافية مما جعلتهم في أزمة مالية حتى أن البعض أصبح يقترض من الجيران والأصدقاء وبات كثيرون على حافة الإفلاس المالي الحقيقي. وبهذا الصدد أبدت الآنسة مريم التي تملك محلاً لصنع الحلويات قلقا كبيرًا حيال استمرار الوضع الذي فرضه الوباء وما انجر عن توقف العديد من الأنشطة الحرفية الخاصة وقالت بأنها ومع استمرار هذا الوضع لم تعد قادرة على دفع ثمن كراء المحل الذي يفوق 3 ملايين سنتيم شهرياً. كما صرح أحد أصحاب محل الوجبات السريعة قائلا: كنت أدّخر بعض الأموال التي جعلتني صامداً لبعض الأسابيع لكن اليوم استنفدت كل مدخراتي ولم يعد لديّ المزيد من المال حتى أعيل عائلتي أما بالنسبة لفئة الحلاقين فالوضع لا يقل سوءا وبهدا الصدد صرحت السيدة سهيلة التي تحترف الحلاقة قائلة: كنتُ المتضررة الاكبر من هذا الوباء الذي أصبح مصيبة بالنسبة لي ولعائلتي فبعد غلق قاعات الحفلات شهد محلي تراجعا كبيرا في الإقبال بسبب نقص الأعراس والأفراح ولم يعد باستطاعتي توفير المال للعيش بكرامة وإعالة عائلتي . ويبدو واجباً على الحكومة أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الفئات والشرائح المهنية التي تضررت بشكل كبير من تداعيات الجائحة إما تعويضًا عما سبق أو ترخيصًا لهم بالعمل مع أخذ الاحتياطات وسط دعوات يرددها الجزائريون ليرفع عنا الله هذا البلاء في أسرع وقت ممكن ولتعود الحياة إلى سابق عهدها.