المعلومات المتسرّبة من كواليس مجلس "النّاتو" الانتقالي القابع في بنغازي، والذي أصبح في حكم المؤكّد حسب التقارير الأممية الميدانية أنه متورّط في ارتكاب مجازر ضد الإنسانية وسفك دماء الليبيين، في حين أن قوّاته المتمرّدة والمدعومة بطائرات حلف "النّاتو" تدّعي زورا وبهتانا أنها تدافع عن المدنيين وتحميهم حسب زعمهم من قوّات الحكومية التابعة لمعمّر القذافي. هذا المجلس الذي يبدو أنه ماض في ضلاله إلى آخر المشوار ولا يهمّه في ذلك كائن من كان، خاصّة إذا علمنا بأن مستشاره هو الكاتب اليهودي الفرنسي "برنارد هنري ليفي" المعروف بتعاطفه ودفاعه المستميت عن دولة إسرائيل، هذا الكيان المصطنع والمزروع في قلب الوطن العربي بقوّة النّار والحديد على حساب أصحاب الحقّ الشرعيين الذين هم مشرّدين وموزّعين على بلدان مختلف في شتى بقاع العالم، وهذا ما يريده هذا اليهودي المخلص لعقيدته وأهله الذي وحسب ما تناقلت به وكالات الأنباء والركبان أنه نقل رسالة شفوية من ذلك المعتوه ورأس الفتنة رئيس المجلس المسمّى "عبد الجليل مصطفى" الذي لا يريد إلاّ قتالا وسفكا للدماء والخراب سعيا منه وطمعا في الوصول إلى كرسي الحكم، وطبعا بمساعدة إسرائيل تدريبا وتدبيرا ومشورة وتحريضا من قوى الغرب التي تتزعّمها فرنسا بعد أن تخلّت الولايات المتّحدة عن الدور الأوّل في هذه المعضلة الكبيرة التي تكاد تعصف بالمنطقة كلّها وليس بالدولة الليبية لوحدها. إن بين نظام "معمّر القذافي" ثأرا قديما ووجدت في أولئك الذين ختم اللّه على قلوبهم سياسيا ووطنيا ودينيا الفرصة السانحة لتنفيذ خطّتها الدنيئة من خلال ما يسمّى ب "الثوّار" من خلال تدريبهم وتسليحهم لمقاتلة العقيد الذي صمد في وجهوهم وكان لهم كالعظم في حلقهم قاتلهم اللّه وذهب بريحهم وريح ذلك الأفّاك "هنري ليفي" الذي كان له الدور الأكبر في إقناع ابن اليهودية "نيكولا ساركوزي" للتدخّل في إطار الدولي ولاحقا الاعتراف بمجلس "النّاتو" الانتقالي. هذا، ومازال الرجل ينفث سمومه في عقول ووجدان مجموعة بنغازي لكي يستمرّوا في عنادهم ورفضهم أيّ وساطة أو تدخّل للصلح بين القيادة الليبية والمتمرّدين عسكريا، وهذا حتى لا تقوم للشعب الليبي قائمة وحتى يخلو له الجوّ لكي يتمتّع كما يحلم بخيرات ليبيا، وهذا ما لا يمكن أن يحصل ما دام الشعب الليبي واقفا على أرجله متّحدا وراء قيادته الشرعية.