دخلت المعارضة المسلحة في ليبيا في أول سجال مع الحلف الأطلسي منتقدة عدم قيام قواته بمهامها في حماية المدنيين الليبيين خاصة في مدينة مصراتة التي تتعرض لهجمات عنيفة على يد القوات الموالية للعقيد معمر القذافي كما قالت. وهو ما دفع بالحلف إلى التعهد بحماية المدنيين في هذه المدينة الواقعة في غرب البلاد وتشكل احد أهم معاقل المعارضة المسلحة في الغرب الليبي. وقالت كارمن روميرو مساعدة المتحدث باسم حلف ''الناتو'' إن هذا الأخير سيقوم بكل ما بوسعه من اجل حماية المدنيين في هذه المدينة الواقعة على بعد 412 كلم شرق العاصمة طرابلس. وكان الجنرال عبد الفتاح يونس القائد العسكري لقوات المتمردين اتهم حلف الناتو ''بترك سكان مصراتة يموتون'' وأضاف انه ''إذا انتظر الحلف أسبوعا آخر ستكون نهاية مصراتة''. وأشار القائد العسكري للمتمردين أن المدينة تعيش على وقع ''انقطاع الماء والتيار الكهربائي وانعدام المواد الغذائية بما فيها حليب الأطفال منذ 04 يوما في الوقت الذي تواصل فيه قوات القذافي قصف المنازل والمساجد والمستشفيات بالمدفعية الثقيلة''. وهي انتقادات دفعت بوزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي إلى طمأنة المعارضة المسلحة بعدما اعتبر أن الوضع المتأزم في هذه المدينة الساحلية لا يمكن أن يستمر بهذه الحالة. وردت مسؤولة حلف ''الناتو'' بأن ''مصراتة هي أولويتنا رقم واحد'' وقالت ان قوات الحلف قصفت الاثنين الأخير محيط المدينة مستهدفة في ذلك تجهيزات جيش القذافي. مذكرة بالعمليات التي كانت المنظمة أعلنت عن تنفيذها وبلغت 158 طلعة جوية منذ استلامها قيادة كل العمليات العسكرية في ليبيا نهاية الشهر الماضي من ضمنها 433 طلعة نفذت من اجل التحضير أو شن عمليات قصف جوي. وأضافت المسؤولة العسكرية في حلف الناتو أن ''العمليات العسكرية متواصلة بنفس الوتيرة وأهداف ضرباتنا الجوية لم تتغير''. يذكر أن المعارضة المسلحة تمكنت من تحقيق انتصارات ميدانية ضد قوات العقيد القذافي عندما تكون مدعومة بالغطاء الجوي الذي كانت وفرتها له منذ 91 مارس الماضي قوات التحالف الدولي وذلك قبل أن يستلم حلف الشمال الأطلسي قيادة العمليات مع نهاية الشهر الماضي. ويأتي تعهد حلف الناتو بحماية سكان مصراتة في الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع الفرنسي جرارد لونغي أنه يمكن تقديم المساعدات الغذائية لأهل هذه المدنية عن طريق البحر. واعتبر انه يمكن للمتمردين بإرسال باخرتين محملتين بالمساعدات الغذائية من بنغازي شرقا إلى مصراتة لتزويدها بهذه المساعدات بعد أن تم فتح خط بحري بين مدينتي طبرق وبنغازي في شرق البلاد. وبينما تتكاثف الجهود لتفادي حدوث كارثة إنسانية في مصراتة أفادت وكالة أنباء الجماهيرية الرسمية أن العقيد الليبي بعث برسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد قرار هذا الأخير سحب قواته من العملية العسكرية ضد ليبيا. ولم تكشف وكالة ''جانا'' عن تفاصيل هذه الرسالة والتي ربما يكون العقيد القذافي قد ضمنها عرضا ليبيا لإنهاء الأزمة المتفاقمة في بلاده. ويبقى مثل هذا الطرح وارد خاصة وان الولاياتالمتحدة والى غاية الآن لا تزال تفكر في إمكانية الاعتراف بالمجلس الانتقالي الوطني الذي شكلته المعارضة المسلحة كمتحدث شرعي وحيد باسم الشعب الليبي على غرار كل من فرنسا وقطر وإيطاليا.