في ظل محدودية الخيارات بسبب جائحة كورونا مواقع التواصل.. ضالة المواطنين لاقتناء أضاحي العيد تحوّلت وسائل التواصل الاجتماعي إلى بديل لكثير من المواطنين لاقتناء أضاحي العيد في هذه السنة لاسيّما في ظل الظروف الصحية التي نعيشها كما اتجه إليها الموالون قبل العيد بأيام لبيع مواشيهم في ظل محدودية الخيارات نتيجة تداعيات تفشي جائحة كورونا وبعد إلغاء نقاط البيع في العديد من الولاياتكالبليدة لمنع تفشي وباء كورونا فكان العالم الافتراضي فضاءً آمناً لبيع الكباش وشرائها هذا العام. نسيمة خباجة يضطر العديد من سكان ولاية البليدة قبل حلول عيد الاضحى بأيام قلائل إلى اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك) لشراء أضحية العيد عقب منع السلطات الولائية فتح نقاط البيع النظامية وتكثيف دوريات المراقبة لمنع العشوائية منها تعزيزا لإجراءات الحد من تفشي فيروس كوفيد- 19. فعلى عكس السنوات الماضية أصدرت السلطات الولائية هذه السنة تعليمة تمنع فتح نقاط البيع حماية للصحة العمومية في ظل انتشار هذا الوباء المعدي خاصة وأن الولاية تأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد الاصابات بعد أن تصدرت الترتيب لمدة قاربت الأربعة أشهر الأمر الذي دفع بالمواطنين ممن تسعفهم ظروفهم المادية على ممارسة هذه الشعيرة الدينية إلى اللجوء للفضاء الأزرق للبحث عن إعلانات وعروض خاصة ببيع أضاحي العيد. الفايسيوك قبلة الموالين فمنذ الأسبوع الماضي ضجت صفحات الفايسبوك المهتمة بالشأن المحلي وأخرى تحمل أسماء مستعارة بإعلانات بيع أضاحي العيد التي تتضمن معلومات عن سلالات الأضاحي المتوفرة وكذا لمحة عن أسعارها مرفوقة بصور وكذا أرقام الهاتف وهي العروض التي لاقت رواجا كبيرا من طرف مستخدمي هذا الموقع. أكد أحد أصحاب هذه الإعلانات أن منع السلطات العمومية لنقاط البيع أربك حسابات جميع الموالين الذين اضطروا إلى البحث عن حلول بديلة لبيع الأضاحي أين شكل موقع فايسبوك أبرز هذه الخيارات بالنسبة لبعضهم كونه يعد الموقع الأكثر استخداما من طرف مختلف فئات المجتمع. وأضاف ذات الموال - الذي تكفل ابنه الشاب بنشر إعلانه - أنه تلقى العديد من الاتصالات التي استسفر أصحابها عن السلالات المتوفرة وكذا الأسعار والتي اتبعت بتحديد موعد مع الزبون لاختيار الأضحية والاتفاق على السعر مشيرا إلى أنه يحرص على التقيد بإجراءات الوقاية حماية له بالدرجة الأولى لاسيما منها ما تعلق بأجبار الزبائن على ارتداء الكمامات قبل دخول المستودع الذي قام بكرائه على مستوى بلدية بني تامو. بدوره أكد موال آخر لجأ بدوره عقب منع فتح نقاط البيع النظامية وحتى العشوائية إلى خيار نشر إعلانات عبر موقع فايسبوك أن إقبال المواطنين على شراء أضاحي العيد لا يزال محتشما غير أنه أشار إلى أن فئة عريضة من المواطنين تفضل اقتناء الأضحية أياماً قليلة قبل العيد . وعلى عكس الحالات سالفة الذكر تعتمد فئة أخرى من الموالين الذين تعودوا ممارسة نشاطهم الموسمي بولاية البليدة على علاقاتهم التي ربطوها مع زبائنهم الذين يقصدونهم كل سنة لاقتناء أضحية العيد غير أنهم أكدوا أن منع نقاط البيع أثر نوعا ما على نسبة مبيعاتهم . المستودعات تُعوِّض نقاط البيع في سابقة أولى من نوعها خلت عاصمة الولاية من نقاط بيع الأضاحي النظامية منها وكذا العشوائية التي كانت تنتشر في وقت سابق أسبوعين قبل حلول عيد الأضحى الأمر الذي قوبل ب تأسف البعض الذين يعتبرونه تقليدا ألفوه منذ الصغر يدخل الفرحة في قلوب الأطفال وبين مستحسن له خاصة وأن العديد منها كانت تتواجد على مستوى التجمعات السكنية مما يتسبب في انتشار الروائح. ففي بلدية البليدة خلت الأماكن المعتادة لممارسة نشاط بيع الأضاحي أين لجأ عدد من الموالين هذه السنة إلى كراء مستودعات لممارسة نشاطهم بسرية بعيدا عن مصالح الرقابة في حين شهدت جل بلديات الولاية تراجعا ملحوظا في نقاط البيع. فببلدية بوينان الواقعة شرق الولاية قالت وكالة الأنباء الجزائرية إنها وقفت - خلال جولة لها لعدد من بلديات الولاية - على قيام أحد الموالين بتسويق الأضاحي بمحاذاة الطريق أين أكد أن إقبال المواطنين على اقتناء أضحية العيد لم يقل مقارنة بالسنة الماضية وهذا بالرغم من تضرر فئة عريضة منهم من تداعيات الحجر الصحي نتيجة توقف مصدر رزقهم. أسعار بين 35 و70 ألف دينار وبعين المكان أكد أحد الزبائن الذي كان مرفوقا بابنيه الصغيرين ليشاركاه فرحة شراء كبش العيد والذي حرص على ارتداء القناع الواقي أنه بحكم عمله في القطاع العام لم تتأثر وضعيته المادية الأمر الذي سمح له بشراء الأضحية ككل سنة مبديا رضاه على الأسعار المتداولة التي تتوقف على حجم وسلالة الأضحية والتي تراوحت ما بين 38 ألف و70 ألف دج. من جهته تأسف زبون آخر كلفته أخته الأرملة بشراء أضحية العيد لعدم تمكنه هذه السنة من ممارسة هذه الشعيرة الدينية وإدخال الفرحة في قلوب أبنائه كونه استهلك جميع مدخراته المالية طيلة فترة الحجر الصحي بسبب توقف نشاطه التجاري خلال الأشهر الماضية وهو حال العديد من رفقائه ومعارفه ممن أثرت الأزمة الصحية على وضعيتهم المادية يضيف ذات المتحدث. بدوره استغل تاجر آخر مساحة فلاحية شاغرة بمحاذاة الطريق تصلح للرعي للتسويق لأضاحيه لتمويه مصالح الرقابة والذي أكد أنه لا يزال الوقت مبكرا لتقييم مدى اقبال المواطنين على شراء كباش العيد كون فئة عريضة منهم تفضل شراءها أيام قبل عيد الأضحى بحكم تجربته في هذا المجال. وأشار هذا التاجر إلى أن أسعار الأضاحي لم تتغير مقارنة مع السنة الماضية والتي تتراوح ما بين 35 و70 ألف دج. وبحسب ما اجمع عليه موالون وتجار فإن قرار منع نقاط البيع أثر نوعا ما على تسويق أضاحيهم إلا أنهم تمكنوا من ايجاد حلول بديلة أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي التي تمكنوا من خلالها من الترويج لسلعهم أين أكد عدد منهم أنهم سيلجؤون إلى هذا الخيار السنة المقبلة حتى في ظل الترخيص لفتح نقاط البيع بالنظر لفعاليتها.