تمكّن نصر حسين داي من رفع التحدّي بافتكاك تأشيرة الصعود إلى البطولة المحترفة الأولى بكلّ جدارة واستحقاق وذلك رغم الصعوبات الكبيرة التي أعاقت مشوار الفريق خلال المرحلة الأولى من عمر البطولة بتحقيقه نتائج متواضعة، ممّا فتح المجال للأطراف المحسوبة على المعارضة للمطالبة برحيل الإدارة برئاسة مانع فنفود· هذا الأخير عرف كيف يتجاوز الصعاب وإعادة الفريق إلى السكّة الصحيحة بعد تعيين المدرّب مصطفى هدّان على رأس العارضة خلفا للمدرّب الكردي، وهو التغيير الذي أتى بثماره بتحقيق نتائج جدّ إيجابية داخل و خارج الديار سمحت للفريق بإنهاء البطولة في المرتبة الثانية بفضل العمل الكبير الذي قام به المدرّب هدّان الذي أكّد لنا من خلال هذا الحوار أن مواصلة مهامة لموسم آخر مرتبط بتوفير كافّة الشروط الضرورية لتكوين فريق متكامل من كافّة الجوانب لأن المهمّة ستكون أصعب خلال الموسم المقبل، مؤكّدا أنه في حال ترسيم بقائه سيتكفّل شخصيا بعملية انتداب اللاّعبين الجدد· حاوره: ي· تيشات - ماذا تقول عن صعود الفريق إلى القسم الأعلى؟ -- كل ما أقوله هو أن نصر حسين داي عاد إلى مكانته بفضل مجهودات الجميع، وبالأخص اللاّعبين الذين لعبوا كلّ المباريات بإرادة وقوّة فوق المستطيل الأخضر من أجل كسب أكبر عدد ممكن من النقاط، خاصّة وأن الفريق كان في أمس الحاجة إلى تعويض ما فاته خلال مرحلة الذهاب للاقتراب من مقدّمة الترتيب، وهو ما تجسّد ميدانيا، حيث عدنا من بعيد بتحقيق نتائج جدّ إيجابية رغم الصعوبات الكبيرة التي وجدناها بسبب استقبال الفرق خارج قواعدنا، لكن عزيمة اللاّعبين وبتضافر جهود الجميع رفعنا التحدّي وحقّقنا ما كان مسطّرا وهو إعادة النّصرية إلى مصاف الكبار· - بصراحة، هل كنت متفائلا ببلوغ الصعود؟ -- بطبيعة الحال لأنني فضّلت عرض إدارة النّصرية على كلّ العروض التي وصلتني مباشرة بعد استقالتي من ترجّي مستغانم، حيث اتّفقت مع الإدارة المسيّرة على ضرورة افتكاك تأشيرة الصعود لأنني كنت واثقا من مؤهّلات اللاّعبين، وبفضل العمل الذي قمنا به كطاقم فنّي بلغنا الهدف المنشود لأنه من العار أن يبقى فريق بحجم نصر حسين داي ينشط في البطولة المحترفة الثانية· - البعض يرى أن صعود النّصرية تحقّق بسبب تراجع الفرق التي كانت مرشّحة لذلك·· -- طبعا هذا شيء مفروغ منه، كلّ فريق يضع الصعود كهدف لا مفرّ منه مجبر على استغلال هفوات الفرق الأخرى لأن صعودنا لم يتحقّق بالصدفة وإنما بفضل السياسة التي اعتمدنا عليها بإعادة النّظر في العديد من الأمور التنظيمية وحتى التشكيلة التي دعّمناها خلال فترة التحويلات الشتوية بلاعبين ساهموا بقسط كبير في هذا الصعود المستحقّ للنّصرية· وبخصوص استغلال فرصة تراجع الفرق التي كانت مرشّحة للصعود فإن هذا لا يعني أن النّصرية لا تملك تشكيلة متكاملة، بالعكس وحسب رأيي الشخصي تعداد الفريق يضمّ في صفوفه لاعبين شبّانا مؤهّلين لحمل ألوان أيّ فريق ينشط في القسم الأعلى· - كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أنك غير متحمّس لمواصلة تدريب النّصرية، هل تؤكّد أو تنفي ذلك؟ -- في الوقت الرّاهن لم أحدّد وجهتي المقبلة لأنني أفضّل أخذ قسط من الرّاحة، وبعدها سأتحدّث مع الإدارة المسيّرة للحسم في بقائي أو العكس· - في حال مواصلة مهامك، هل ستحافظ على نفس التعداد الحالي أم أنك ستجبر الإدارة على جلب لاعبين جدد؟ -- سأكون معك صريحا، من الضروري تدعيم تشكيلة الفريق بلاعبين من العيار الثقيل لأن المأمورية لن تكون سهلة لبلوغ الأهداف التي سيتمّ تسطيرها خلال بطولة الموسم المقبل، لذا سأتطرّق إلى هذا الموضوع بعد الحسم في قرار البقاء وسأطلب من الرئيس مانع فنفود منحي كافّة الصلاحيات في عملية الاستقدامات وعدم التدخّل في الأمور التي لها علاقة مباشرة بالجانب الفنّي· - الظاهر أنك وضعت في مفكّرتك أسماء اللاّعبين المستهدفين، هل بالإمكان الكشف عنهم؟ -- كلّ مدرّب يأمل أن يكون في صفوف الفريق الذي يدرّبه لاعبون في المستوى، وبالتالي أفضّل عدم الكشف عن أسماء اللاّعبين الذين اقترحتهم على الإدارة من أجل الإسراع في التفاوض معهم لإقناعهم بحمل ألوان النّصرية وذلك تماشيا مع الإمكانات المالية التي يتوفّر عليها النّادي، بالإضافة إلى حتمية عدم التفريط في خدمات اللاّعبين الذين كانوا وراء الصعود بغرض الحفاظ على استقرار الفريق· - وماذا عن أعضاء الطاقم الفنّي؟ -- ليس هناك أيّ مشكل من هذا الجانب، ففي حال التوصّل إلى اتّفاق نهائي مع الإدارة بشأن بقائي سأواصل العمل مع نفس التركيبة البشرية للطاقم الفنّي، حيث سأقنع مدرّب حرّاس المرمى صالح كمال بالتراجع عن قرار المغادرة، خاصّة وأن الإدارة المعنية وعدتنا بتسوية بقّية حقوقنا المالية قبل نهاية الشهر الجاري· - كمساعد مدرّب سابق للمنتخب الوطني، ماذا عن قرار (الفاف) بانتداب المدرّب البوسني؟ -- حسب معلوماتي المدرّب البوسني وحيد خليلوزفيش من بين المدرّبين الذين تركوا بصماتهم مع الفرق والمنتخبات التي درّبها، وبالتالي يمكن القول إن المعني بإمكانه تقديم الإضافة اللاّزمة للتشكيلة الوطنية شرط أن يتمّ تعيين إلى جانبه مدرّب محلّي· - هل من كلمة نختم بها جلستنا هذه؟ -- أشكر كلّ من وقف إلى جانبي في أوقات الشدّة، وبالأخص الأنصار الذين كانوا بحقّ اللاّعب رقم 12 بوقوفهم إلى جانب الفريق، ممّا حفزّ اللاّعبين على بذل المزيد من الجهد من أجل بلوغ ما تحقّق وهو إعادة النّصرية إلى حظيرة البطولة المحترفة الأولى، وأتمنّى أن تنظر السلطات الوصية إلى هذا الفريق الذي يبقى من أضعف الفرق الجزائرية من النّاحية المالية، وأغتنم هذه الفرصة لأوجّه نداء إلى أسرة النّصرية بوضع المصلحة العامّة للفريق فوق كلّ اعتبار وعدم الوقوع في فخّ كلام الشارع· كما لا تفوتني الفرصة لأهنّئ المنتخب الوطني الأولمبي على الإنجاز الكبير المحقّق وذلك في انتظار افتكاك تأشيرة العبور إلى الدورة النّهائية للألعاب الأولمبية المقبلة، وعودة قوية للمنتخب الوطني في أسرع وقت وطيّ صفحة هزيمة مراكش.