جرائم اللايف.. آفة عالمية عندما تصبح وسائل التواصل أداة لنشر العنف الدموي منشور واحد على صفحة فيسبوك قد يكون مفعوله بمثابة مدفع رشاش يتسبب في قتل وجرح العشرات بين الناس في عدة دول. فكيف تتحكم شركات التواصل الاجتماعي في المحتوى المنشور على صفحاتها بما لا يتسبب في أضرار لها وللمستخدمين. على الرغم من أن الغرض من منصات التواصل الاجتماعي كان سرعة دمج وتواصل الناس فيما بينهم إليكترونيا إلا أن بعض موادها أضحت مؤخرا تمثل تهديدا بسبب سوء استخدامها من خلال بث الكراهية والعنف وهو ما يراه المتخصصون تحديا يتعارض مع الأهداف الربحية لشركات مثل يوتيوب وفيسبوك. بث الرعب والخوف في النفوس جرائم بالعشرات بُثّت عبر فيسبوك لايف بحيث اصبحت جرائم اللايف افة عالمية ففي تايلاند مباشرةً عبر حسابه أطلق الجندي الجاني النار من دون أن يوقفه أحد وعُرضت عشرات الأعمال العنفية تجاه النفس أو الغير عبر فايسبوك هذا ما لم تتحسب له -ربما- شركة فايسبوك حين أطلقت خدمة البثّ المباشر في شهر اوت 2015 أنّ تبثّ عبرها المذابح أمام عموم المستخدمين أو تصير الاغتيالات والانتحارات مادة مصوّرة معدّة للرواج والمشاركة. وفي حادثة اخرى لمشاهد مجزرة نفذّها جاكرابانث ثوما البالغ من العمر 32 عاماً في أحد المتاجر التايلاندية لتودي بحياة 26 شخصاً للتساؤل حول علاقة مرتكبي الجرائم بوسائل التواصل ولماذا صارت هذه الأخيرة أداةً لنشر عنفهم الدموي؟ لكن قبل ذلك ماذا عن الجرائم التي تقع صدفةً أثناء البثّ المباشر؟ مثلاً في حادثة اخرى قُتل مراهق أمريكي في بروكلين بينما كان يغنّي الراب عبر الفايسبوك لايف . ثلاثون ثانية بعد بدء البث الفتى يتلفت يميناً وشمالاً 5 رصاصات.. وانطفأت الشاشة. مات إرميا ديكي مباشرةً (أي فوراً ومن دون تأخر في البث). جرائم عدّة حدثت قبل مجزرة مقاطعة ناخون راتشاسيم التايلاندية والتي بثّ بطلها وقائعها مباشرةً عبر فيسبوك . من يذكر النجم الأمريكي فريدريك جاي الذي أنهى حياته بطريقة مفجعة إثر إعلانه لكل متابعيه عبر خدمة البث المباشر على فيسبوك أنه قرر الانتحار وإطلاقه الرصاص على رأسه ليفارق الحياة على الفور؟ رصاص! رصاص! نادت امرأة مجهولة في 14 فيفري بجمهورية الدومينيكان قبل توقّف بث فايسبوك الذي كان ينقُل نشرة الأخبار التي قدمها الصحافي الإذاعي لويس مانويل وأنتجها ليو مارتينيز في راديو 103.5 HICC قبل أن يلقيا حتفهما على يد مسلّح اقتحم الاستديو. انتحارات وجرائم قتل بالعشرات بثّت عبر فايسبوك لكن يبقى أهمها تلك المذبحة التي نفذّها برينتون تارانت في 15 نمارس 2019 مستهدفاً مسجدين ب كرايست تشيرش النيوزيلندية وأدّت إلى مقتل 51 شخصاً أثناء تأديتهم الصلاة. بثّ تارانت عمليته الانتقامية من المهاجرين المسلمين لمدة 17 دقيقة عبر حسابه قبل أن تقوم فايسبوك بحذف المقطع ولتعلن إثر ذلك عن تشديد قواعد البث المباشر وقال نائب رئيس فايسبوك لشؤون السلامة جوي روزن في ذلك الحين إن هدف الشركة هو الحد من مخاطر الإساءة عبر البث الحي وتمكين الأشخاص من استخدام تلك الخدمة بطريقة إيجابية . الا أن جريمة تايلاند الأخيرة تعيدنا إلى المربّع الأول فما دام الجندي الجاني استطاع حقاً أن يبثّ مقطعاً لإطلاقه النار بشكّل عشوائي عبر الموقع وذلك بعد نشره في وقت سابق صورة لمسدس مصحوباً بتعليق قائل لقد حان الوقت المرح فكيف نضمن عدم تكرّر مثل هذه الحواث عبر الفايسبوك ؟ يبدو أن الشركة لن تتمكن من ضبط نشر هذه الانتهاكات الدموية عبر منصاتها إلا بعد مرور وقت كاف يتمكن خلاله المستخدمون تنزيل هذه المواد عن الموقع واستخدامها من جديد. ولهذا فإن إعلان الشركة بأنها حذفت الحساب المتعلق بالمشتبه به في حادث إطلاق النار العشوائي شمال شرق تايلاند يُظهر أن الشركة عاجزة حتى اللحظة عن الاستجابة سريعاً بحذف جرائم البثّ المباشر.
بث مباشر لوقائع جريمة قتل في سلوفينيا وعلى مرأى ومسمع الآلاف من رواد موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بث شابان مؤخرا وقائع اعتدائهما على شاب آخر لقي حتفه بعد ذلك اوقفت الشرطة في سلوفينيا شخصين يشتبه في أنهما قتلا رجلا وبثا وقائع الجريمة مباشرة عبر موقع فايس بوك بحسب ما أعلنت السلطات وقالت متحدثة باسم الشرطة إن توقيف الشخصين جاء بناء على قرار من قاضي التحقيق بعد الاستماع إليهما . وتظهر المشاهد التي بثت مباشرة على الإنترنت ضربات قاتلة تنهال على رأس شاب في السادسة والعشرين من عمره يسقط على الأرض غائبا عن الوعي وذلك في واحدة من قرى شرق هذا البلد الأوروبي الصغير. وشوهد المقطع 250 ألف مرة عبر فايس بوك . وحاولت الشرطة إنقاذ الشاب لكنه توفي متأثرا بجراحه بعد ذلك بساعات في المستشفى وتمكنت من توقيف المتهمين البالغين من العمر عشرين عاما و29 عاما إذ كانا لا يزالان في موقع الجريمة. ويشتبه في أن أحدهما تولى ضرب الضحية فيما تكفل الثاني بتصوير الواقعة وبثها مباشرة على الإنترنت على مدى عشرين دقيقة. ووفقا للصحف المحلية تلقت الشرطة بلاغا من شخص مجهول حول ما جرى لكن الأمر تطلب ساعات عدة لمسح الفيديو من الشبكة. وعلقت إحدى الصحف المحلية بالقول إن الضحية مات تحت أنظار سلوفينيا . وأثارت حوادث عنف وموت بثت مباشرة عبر موقع فايس بوك استياءا كبيرا وجدلا واسعا في الأشهر الماضية منها مقطع بث من شيكاغو مطلع جانفي يظهر رجلا موثقا يتعرض للضرب والإهانة على يد أربعة أشخاص على مدى ثلاثين دقيقة ومقطع في السويد يظهر تعرض شابة للاغتصاب.