اعتبر مسؤول بقطاع الغابات أن ولاية البليدة التي تعرف بغطائها النباتي المكثّف مهددة بنوع آخر من أنواع التصحر وهو »التعرية« و»القطع العشوائي للأشجار« وكذا »الرعي المكثف« ما يستدعي التكثير من الحملات التحسيسية والتوعوية للحد من هذه الظاهرة. وذكر السيد عز الدين شتوم رئيس مصلحة بمحافظة الغابات لولاية البليدة على هامش الأبواب المفتوحة المنظمة حول ظاهرة التصحر التي احتضنها نادي الفروسية أن »هذه الظواهر السلبية التي يقف لها أعوان المحافظة بالمرصاد تنتشر وللأسف على مستوى كافة تراب الولاية«. وأضاف أنه وعلى سبيل المثال نجد ظاهرة القطع غير الشرعي للأشجار- سيما منها مصدات الهواء- تكثر على مستوى المجموعات الفلاحية لكل من وادي العلايق وبوفاريك وبوعينان والشبلي فيما يسجل مشكل التعرية في الجبال وذلك نتيجة التوسع العشوائي من طرف فلاحي المناطق الجبلية الأمر الذي ينجم عنه انجراف التربة وتدهور الغطاء النباتي. كما أشار السيد شتوم لظاهرة حرائق الغابات التي اعتبرها »لا تقل خطورة عن سابقيها وذلك لما تلتهمه سنويا من مساحات غابية معتبرة«. وحيال هذه الأخطار المحدقة بأكثر من 147.862 هكتار من المساحات الغابية تكثف محافظة الغابات للولاية هذه الأيام من حملاتها التحسيسية والتوعوية لفائدة المواطنين على غرار القافلة التحسيسية من أخطار المحاصيل الزراعية التي جابت مختلف بلديات الولاية ال25 التي تحصيها الولاية. إلى جانب ذلك فقد عمدت المحافظة هذه السنة وعلى غير العادة من تنصيب لجان مجاورين للغابات بلغ عددها 12 على مستوى إقليم الولاية من شأنها الترصد لأية بؤرة حريق قد تندلع خلال هذا الموسم الذي يتميز بارتفاع محسوس في درجات الحرارة. وتضاف هذه اللجان المستحدثة - يقول ذات المسؤول- للجان البلديات ال25 والدوائر العشر التي تحصيها، مشيرا إلى أنه لم يسجل إلى غاية اليوم اندلاع أي حريق في الوقت الذي أحصي فيه السنة الماضية في مثل هذه الفترة ثمانية بؤر حرائق. يذكر أنه شكلت هذه الأبواب المفتوحة فرصة للمواطنين والأطفال للتعرف على ظاهرة التصحر ومسبباتها والطرق الكفيلة بمحاربتها وتوعيتهم بأهمية الاعتناء بالشجرة والمحافظة على الغابات. كما شكلت المناسبة كذلك فرصة للقيام بعملية تشجير على مستوى نادي الفروسية التي تتزامن والعطلة الصيفية توافد كبير للعائلات وهواة رياضة الفروسية.