أكد المدير العام للغابات السيد عبد المالك طيطح خلال إشرافه أمس الثلاثاء بغليزان على الاحتفالات الرسمية باليوم العالمي لمكافحة التصحر أن الظاهرة تمس مساحة 36 مليون هكتار من الأراضي الواقعة بالمناطق السهبية للجزائر. وأضاف السيد طيطح لدى تدخله في لقاء انتظم إحياء لهذا اليوم العالمي المصادف ليوم 17 جوان الذي اختير له هذه السنة شعار "التصحر وفلاحة مستدامة" أن الخارطة الوطنية قد أظهرت أن أكثر من 600 ألف هكتار بالمناطق المذكورة قد تصحرت وأن سبعة ملايين هكتار مهددة بظاهرة التعرية بسبب الرياح. وأشار في هذا الإطار أنه قد تم إحصاء 12 مليون هكتار أخرى بالمناطق الجبلية معرضة لانجراف التربة جراء المياه مما يؤثر سلبا على نوعية الأراضي ومنشأة الري وكذا نشاط السكان القاطنين بالوسط الريفي. وحسب نفس المتحدث يبقى الإنسان السبب الرئيسي في هذا التدهور المسجل الناتج عن الاستغلال غير الملائم للأراضي -مشيرا- إلى أن الجزائر تتوفر على مساحة صالحة للزراعة محدودة بالنظر إلى طبيعة تضاريسها حيث تبلغ 5ر8 ملايين هكتار منها 800 ألف هكتار مسقية أي ما يعادل ثلاثة بالمائة من المساحة الإجمالية للوطن، كما أن مساحة هذه الأراضي قد انخفضت في ظرف 40 سنة من 63ر0 هكتار للفرد الواحد إلى 14ر0 هكتار. كما أبرز المدير العام للغابات المجهودات المبذولة لمكافحة التصحر ببلادنا رغم تعقد هذه الظاهرة وتطلبها لوسائل هامة حيث اعتمد مخطط عمل وطني في هذا الشأن منذ سنة 2003 يرمي إلى المحافظة على الموارد الطبيعية المتوفرة من ماء وأراضي وغطاء نباتي من شأنه في نفس الوقت -كما أضاف- تحسين الظروف المعيشية لسكان الأرياف مما يستدعي اتخاذ إجراءات عملية متعددة القطاعات لتغطية احتياجات المواطن وتخفيف الضغط عن الموارد المذكورة . وفي هذا الاتجاه تم وضع -حسب نفس المصدر- عدة برامج هامة لحماية المناطق المهددة بالتصحر على غرار المشاريع الجوارية للتنمية الريفية والبرنامج الوطني للتشجير الذي يهدف إلى غرس الأشجار المثمرة والغابية على مساحة 1245000 هكتار في ظرف عشرين سنة ليشدد السيد عبد المالك طيطح على الجانب الوقائي لمواجهة الظاهرة مع تحسيس و إعلام المواطنين بالأخطار المترتبة عنها. يذكر أن هذا اللقاء -الذي حضرته السلطات الولائية ومختلف الهيئات والمصالح التقنية المعنية- قد شهد إلقاء مداخلات كانت متبوعة بنقاش حيث تم بالمناسبة إبراز الإستراتيجية المعتمدة على المستويين الوطني والدولي لمكافحة التصحر في إطار المساعي الرامية إلى تحقيق تنمية مستدامة يحافظ من خلالها على الثروات الطبيعية المتوفرة لفائدة الأجيال القادمة. كما تمحورت مداخلة الخبير صفار زيتون محمد حول سبل تفعيل المخطط العمل الوطني لمكافحة التصحر من خلال تضافر جهود مختلف الأطراف ووضع برنامج يمتد على مدار ثلاث سنوات يشمل وضع آليات هيكلية ومالية لا مركزية للتكفل بهذه الظاهرة من قبل مختلف القطاعات وكذا الجماعات المحلية والحركة الجمعوية مع ضرورة اعتماد مقاربة جهوية ومحلية لبلورة وتجسيد شتى البرامج فضلا عن وضع نظام متابعة وتقييم ناجع يرتكز على تحديد مناسب للمؤشرات الطبيعية والاجتماعية و الاقتصادية . وقد سلط بدوره ممثل مركز التقنيات الفضائية لأرزيو (ولاية وهران) الضوء على الخارطة الوطنية وحساسية عدة مناطق بالوطن لظاهرة التصحر باستغلال الصور الملتقطة عن طريق الأقمار الاصطناعية الخاصة بوضعية الأراضي والغطاء النباتي وكذا الخصائص المناخية لتسع لولايات تقع بالمناطق السهبية لمعرفة درجة تأثر كل جهة بظاهرة التصحر. وللإشارة فقد أقيم بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتصحر معرض إعلامي بمدينة غليزان يوضح بالصور والملصقات الأسباب والأضرار الناجمة عن التصحر بالجزائر جراء تدهور أراضي المناطق الجافة وشبه الجافة بسبب تقلبات المناخ والنشاط الإنساني إلى جانب إبراز مساهمة مختلف الهيئات والقطاعات في مكافحة والوقاية من هذه الظاهرة كالغابات والفلاحة والري ومعاهد الأبحاث المتخصصة. ومن جهة أخرى، قام المدير العام للغابات رفقة السلطات الولائية بزيارة سد "سيدي امحمد بن عودة" حيث يتسبب ضعف الغطاء النباتي بالأراضي المحاذية للحوض في انجراف التربة أثناء تساقط الأمطار وبالتالي توحل مياهه مما يستدعي إعداد برنامج لحمايته عن طريق التشجير المكثف والتصحيح السيلي لمجاري المياه على وجه الخصوص. كما اطلع الوفد على مشروع تشجير بجبل "بربار" ببلدية القلعة والذي يمتد على مساحة 50 هكتارا كلف مبلغ مالي يفوق 6ر4 مليون دج مع تهيئة مسلك غابي يبلغ طوله 8 كلم على أن يتم توسيع العملية مستقبلا إلى 250 هكتارا ليتم بعدها زيارة دوار عمارنية التابع لبلدية عين الرحمة الذي استفاد من عدة عمليات إنمائية ضمن البرنامج الجواري للتنمية الريفية كغرس الأشجار المثمرة وحفر أبار المياه وتحسين مردود الأراضي. (وأج)